دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المشاركين في مؤتمر الطاقة المنعقد في مدينة إسطنبول، إلى العمل مع بلاده لتحقيق السلام في كل من سورية والعراق، مثمّناً تضامن المشاركين في المؤتمر مع بلاده ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر بحضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال أردوغان: "فلنضع يداً بيد لإحلال السلام في الشرق الأوسط، دعونا نُتح لأطفال حلب إمكانية رؤية أحلامهم عندما ينظرون إلى السماء بدل مشاهدة الطائرات الحربية التي تقصفهم، دعونا نمنح أطفال الموصل فرصة التمتع بأحلامهم بدل رؤيتهم مظالم تنظيم "داعش"، ومخاطر الحروب المذهبية التي يتخوّف منها أهالي المدينة عقب تحريرها".
وطالب أردوغان، جميع الرؤساء والمسؤولين المشاركين في القمة، بالتعاون مع تركيا لتحقيق وقف إطلاق النار في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع الأماكن المحاصرة من دون قيود.
وفي الوقت الذي تغيبت فيه كل من إيران والعراق عن حضور المؤتمر؛ دعا أردوغان إلى تحرير الموصل من قبضة "داعش"، وكذلك من مخاطر الاضطهاد المذهبي، في إشارة إلى رفض تركيا مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" الطائفية في عمليات تحرير المدينة، بعد ما ارتكبته من مجازر في المناطق التي استعادتها من يد تنظيم "داعش" بدعم من طائرات التحالف الدولي ضد التنظيم.
وفي ظل توتر العلاقات التركية العراقية، بسبب رفض بغداد، بدفع من طهران، التواجد التركي في القاعدة العسكرية في منطقة بعشيقة، أكد أردوغان أنه "كما تقوم القوات الأمنية التركية بمواجهة وضرب الإرهاب في الداخل التركي؛ فإنه من حق بلاده مواجهة الإرهاب في كل من سورية والعراق، لأنهما باتا مصدراً للإرهاب"، في إشارة إلى كل من "داعش"، و"حزب العمال الكردستاني"، وجناحه السوري "حزب الاتحاد الديمقراطي".
وأشار أردوغان إلى رغبة بلاده في إحياء العلاقات التاريخية التي تربطها بدول الشمال والوسط الأفريقي، وبنائها على أساس المصالح المشتركة، وليس على أساس المطامع في الثروات الأفريقية.
وقال يلدريم: "هناك دول لا تربطها حدود ولا ورابط أخرى بدول المنطقة، إلّا أننا نجدها تقوم بنشاطات في سورية والعراق، إلا أن هذين البلدين يلتزمان الصمت حيال هذه النشاطات، ويبديان استياءهما من تبني تركيا قضايا المنطقة، وعليهما ترسيخ مفهوم الدولة أولاً في بلدانهم، ومن ثمّ التحدث بحق تركيا وإطلاق تصريحات بشأنها".
وأضاف: "إذا لم تتدخلوا من أجل مكافحة العناصر الإرهابية والمشاكل التي تعم بلدانكم؛ فإنّه من البديهي أن تأخذ تركيا كافة تدابيرها من أجل حماية مواطنيها وأمن حدودها".
ورفض رئيس الوزراء التركي التصريحات الصادرة من الجانب العراقي بخصوص تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة القريب من مدينة الموصل، قائلاً: "بينما تلتزمون الصمت حيال فعاليات ونشاطات العمال الكردستاني داخل أراضيكم، تعارضون اليوم التواجد العسكري التركي في معسكر بعشيقة، رغم أنّ هدفنا من هذا التواجد واضح؛ وهو حماية المدنيين والأبرياء ومكافحة تنظيم داعش".