تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، باستمرار العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، في حين تستمر الاشتباكات بين الجانبين في عدد من المدن التركية جنوب شرقي البلاد.
وأشار أردوغان، خلال كلمة ألقاها في ولاية قونيا، إلى أن "عمليات مكافحة الإرهاب ستستمر هناك لغاية الوصول إلى الاستقرار، ولن يكون هناك أي توقف، بل ستستمر بذات العزم، حتى يدفع أولئك الذين حرقوا جامع كورشونلو ثمن فعلتهم"، في إشارة إلى جامع في البلدة القديمة في مدينة دياربكر، حيث ما زالت الاشتباكات بين قوات الأمن التركية وعناصر الكردستاني.
كما وجّه أردوغان انتقادات شديدة لفيغان يوكسكداغ، الرئيس المشارك لحزب "الشعوب الديمقراطي" (ذي الغالبية الكردية) بعد اتهامها قوات الأمن بالقيام بحرق المسجد، قائلا:" إن إحداهن، والتي يطلق عليها اسم الرئيس المشارك، خرجت علينا لتقول إنّ المسجد تم قصفه بطائرات الدولة. هؤلاء لا يعرفون شيئا. فكيف لحوامة أن تقصف مسجداً وتبقى مئذنته سليمة بينما تحرق الأبواب؟".
وأضاف"إن هذه العقلية هي ذاتها التي تحفر الخنادق لتجعل حياة الناس بائسة"، في تأكيد على اتهام "العدالة والتنمية" حزب "الشعوب الديمقراطي" بأنه ليس إلا جناحاً سياسيّاً "للإرهاب"، ممثلاً بحزب العمال الكردستاني.
كما تعهد أردوغان للنازحين من الأكراد، بسبب إعلان حظر التجوال في مناطق الاشتباكات، بأنهم سيعودون قريباً إلى منازلهم، قائلا "سيعود الناس الذين تركوا مناطقهم بسبب حظر التجوال، ولأقلها مرة أخرى: سيعود الناس إلى منازلهم، أما أنتم فستموتون في هذه المنازل والمباني والخنادق التي حفرتموها"، في إشارة إلى عناصر الكردستاني.
يأتي هذا في الوقت، الذي قام فيه الجيش التركي، بحسب تقارير إعلامية، بإرسال حوالى 10 آلاف من العناصر، مدعومين بالآليات الثقيلة، إلى جنوب شرق الأناضول، في ما بدا أكبر حملة عسكرية يشنها الجيش التركي منذ عشرة أعوام ضد الكردستاني، بعد قيام عناصر الأخير بالدخول إلى كل من حي سور في دياربكر، وأيضا في مدينة سيلوبي في ولاية شرناق، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، ما زالت مستمرة.
وكان مسجد كوشونلو، والذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، وبني في العصر العثماني، قد احترق في السابع من الشهر الحالي، بسبب الاشتباكات بين الأمن التركي وعناصر الكردستاني في منطقة سور في مدينة دياربكر.