18 فبراير 2020
أردوغان وورقة أوجلان في معركة إسطنبول
قالها الرئيس التركي أردوغان سابقاً، من يفز بإسطنبول يربح تركيا.. ولذلك لم يقبل بخسارتها، وقرّر إعادة الانتخابات البلدية فيها، بعد طعون قدّمها حزب العدالة والتنمية. وأمام إدراكه صعوبة المعركة في ظل تقارب النتائج بين مرشحه بن علي يلدريم ومرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، يبحث أردوغان عن سلاحٍ مضمون للفوز في جولة الإعادة. وبعد تفكير طويل، يبدو أنه أدرك أن الطريق المضمون لتحقيق هذا الفوز يمرّ عبر إيمرالي، حيث زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، المعتقل هناك منذ عقدين، إذ يعتقد أردوغان أن إشارة قوية من معتقل إيمرالي ستكون كفيلة بالحصول على أصوات كرد إسطنبول، التي تقدر بمليون ومئتي ألف صوت انتخابي، ونصفها كفيل بتحقيق أردوغان ما يطمح إليه. ولذلك أعلنت السلطات، قبل أيام، رفع العزلة المفروضة منذ ثماني سنوات عن أوجلان، والسماح لمحاميه باللقاء معه، لتبدأ بعد ذلك وسائل الإعلام التركية، ومعظمها يدور في فلك حكم حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بتغيير لغتها تجاه أوجلان، فالرجل الذي كانت تصفه بقاتل الأمهات والأطفال وزعيم الإرهاب باتت تصفه زعيم حزب العمال الكردستاني، وتتحدّث عن أهمية المصالحة الداخلية، مع أن الطائرات التركية لم تتوقف عن قصف مواقع الحزب في جبال قنديل.
قد يدرك أوجلان جيداً نيات أردوغان الانتخابية، ولكنه يدرك في الوقت نفسه أن الطرف الآخر، أي المعارضة التركية، لم تطرح مبادرات لحل القضية الكردية في تركيا، بل وقفت في أحيان كثيرة إلى جانب أردوغان في إجراءاته بخصوص الكرد، كما حصل في قضية رفع الحصانة عن نوابٍ من حزب الشعوب. وعليه، ربما يرى الرجل أن أردوغان وحده القادر على دفع الأمور نحو التهدئة مع حزبه. في المقابل، يدرك أردوغان أهمية إعطاء دور لأوجلان في المعادلة التركية - الكردية الداخلية. ولمثل هذا الأمر أهمية بالغة في معركة إسطنبول المقبلة، بسبب الكتلة الكردية الوازنة في هذه الانتخابات.
أردوغان في أزمة كبيرة، فالأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد أثّرت على التصويت
لصالح حزبه، والقادة السابقون الكبار في حزبه، مثل أحمد داود أوغلو وعبدالله غل وعلي بابا جان.. وغيرهم، باتوا يرفعون الصوت عالياً في وجهه. وفي الخارج، باتت علاقاته مأزومة مع دول كثيرة، ولا سيما حليفة تركيا التاريخية؛ الولايات المتحدة الأميركية. وعليه، لن يجد أردوغان حرجاً في بدء مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، بغية جذب كرد إسطنبول إلى صفه في الانتخابات. ومع أن هذا الأمر قد يؤثر على تحالفه مع حزب الحركة القومية المتطرّفة، إلا أن جذب الكرد بات هدفاً ذهبياً في معركة إسطنبول.
ويبدو موقف حزب الشعوب الديمقراطية، الذي لم يقدم مرشحين له للمنافسة في هذه الانتخابات، حرجاً في معركة التجاذب بين أردوغان والمعارضة على الكرد، إذ كان وقوفه إلى جانب المعارضة، في انتخابات 31 مارس بهدف إلحاق الهزيمة بأردوغان، في حين يرسل اليوم إشاراتٍ متباينةً بعد رفع العزلة عن أوجلان، ودعوات الأخير التصالحية مع الحكومة التركية. وفي حقيقة الأمر، قد تكون التقاطعات الشخصية بين أردوغان وأوجلان كثيرة، لجهة الزعامة والحسابات، وإن كانت مختلفة، فأوجلان يطمح إلى أن يكون رجلاً للسلام والحل السياسي كما كان مانديلا، فيما أردوغان يطمح إلى الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة من بوابة الفوز في معركة إسطنبول، وقطع الطريق أمام أكرم إمام أوغلو لمنافسته في هذه الانتخابات. وعليه، فإن معركة التحالفات والصراع على الصوت الكردي يسبقان هوية الفائز في انتخابات الإعادة في إسطنبول.
قد يدرك أوجلان جيداً نيات أردوغان الانتخابية، ولكنه يدرك في الوقت نفسه أن الطرف الآخر، أي المعارضة التركية، لم تطرح مبادرات لحل القضية الكردية في تركيا، بل وقفت في أحيان كثيرة إلى جانب أردوغان في إجراءاته بخصوص الكرد، كما حصل في قضية رفع الحصانة عن نوابٍ من حزب الشعوب. وعليه، ربما يرى الرجل أن أردوغان وحده القادر على دفع الأمور نحو التهدئة مع حزبه. في المقابل، يدرك أردوغان أهمية إعطاء دور لأوجلان في المعادلة التركية - الكردية الداخلية. ولمثل هذا الأمر أهمية بالغة في معركة إسطنبول المقبلة، بسبب الكتلة الكردية الوازنة في هذه الانتخابات.
أردوغان في أزمة كبيرة، فالأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد أثّرت على التصويت
ويبدو موقف حزب الشعوب الديمقراطية، الذي لم يقدم مرشحين له للمنافسة في هذه الانتخابات، حرجاً في معركة التجاذب بين أردوغان والمعارضة على الكرد، إذ كان وقوفه إلى جانب المعارضة، في انتخابات 31 مارس بهدف إلحاق الهزيمة بأردوغان، في حين يرسل اليوم إشاراتٍ متباينةً بعد رفع العزلة عن أوجلان، ودعوات الأخير التصالحية مع الحكومة التركية. وفي حقيقة الأمر، قد تكون التقاطعات الشخصية بين أردوغان وأوجلان كثيرة، لجهة الزعامة والحسابات، وإن كانت مختلفة، فأوجلان يطمح إلى أن يكون رجلاً للسلام والحل السياسي كما كان مانديلا، فيما أردوغان يطمح إلى الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة من بوابة الفوز في معركة إسطنبول، وقطع الطريق أمام أكرم إمام أوغلو لمنافسته في هذه الانتخابات. وعليه، فإن معركة التحالفات والصراع على الصوت الكردي يسبقان هوية الفائز في انتخابات الإعادة في إسطنبول.