وذكر أردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أنقرة، أن "إسرائيل ترى في التطور الأخير فرصة لزيادة أعمال العنف والضغط على الفلسطينيين، غير أنه لا يمكن لأحد يمتلك الضمير والأخلاق والمبادئ والقيم أن يتجاهل هذه الجرائم"، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال "ما زالت تستمر في قمع الشعب الفلسطيني"، معبراً عن أمله في أن تخرج قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي تنعقد، الأربعاء، في تركيا، بـ"قرارات قوية".
وأوضح أنه يتشارك مع بوتين "الرؤية حول القدس، واتفقنا على مواصلة الاتصال بيننا في هذا الخصوص".
وبشأن شراء منظمة الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400"، قال إن"المسؤولين المعنيين سيلتقون، خلال الأسبوع الحالي، وسيتمون هذا الأمر"، مبرزاً أن "حجم التبادل التجاري مع روسيا زاد في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي بنسبة 30 بالمئة".
وشدد على أن "العلاقات التركية - الروسية تتعزز مع مرور كل يوم، وهناك مناخ عمل متناغم على المستوى السياسي".
وأبرز أردوغان: "لقد تناولنا القضية السورية، كما كان الاجتماع فرصة لنا لتقييم المواضيع التي تباحثها في مؤتمر سوتشي، وتباحثنا في نوعية الخطوات التي يمكنها اتخاذها بعد الآن، وسنساهم مساهمة هامة فيما يخص العملية الجارية في جنيف.. أما الخطوة المقبلة فستكون إقامة سوتشي اثنان".
من جهته، شدد بوتين على أن "وضع القدس ينبغي بحثه في لقاءات مباشرة بين إسرائيل وفلسطين".
وأكد الرئيس الروسي أن الإدارة الأميركية بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل تسببت في "زعزعة التوازن في المنطقة، مما قد يقوض عملية السلام بين الفلسطينين والإسرائيليين"، مشددا على أنه "يجب معالجة وضع القدس عبر الاتصالات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين".
وقال الرئيس الروسي، إنه ناقش مع أردوغان "تطوير العلاقات التجارية والسياحة، وتطوير مشروع الطاقة"، مستعرضاً أوجه التعاون بين أنقرة وموسكو، حيث أشار إلى أنه "يتطور يوماً بعد يوم، وأن الجهات المعنية دوماً على تواصل"
وبشأن الأزمة السورية، كشف أن الدول الضامنة لمسار أستانة، روسيا وإيران وتركيا، ستجتمع في سوتشي مرة أخرى لـ"اتخاذ الخطوات اللازمة"، مؤكداً أنه "سنواصل جهودنا لخفض التصعيد في المناطق التي أعلن عن خفض التصعيد فيها".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن "الجهات التي ستحضر مؤتمر الحوار الوطني السوري لا بد أن تقبل ببنية الدولة السورية ودستورها، وإقامة انتخابات تحت رقابة الأمم المتحدة"، فيما بدا إشارة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" ( الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني")، والذي يطالب بإنشاء نظام فيدرالي.
وأوضح أنه تناول قضية الدستور مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وتأتي الزيارة بعد حوالى عشرين يوماً من قمة سوتشي، التي انعقدت في روسيا بشأن الملف السوري، بحضور كل من بوتين، والرئيس التركي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، واتفقت خلالها الدول الضامنة لاتفاق أستانة على زيادة التعاون والعمل المشترك حول إقامة مؤتمر الحوار الوطني، في ظل رفض تركي لمشاركة حزب "الاتحاد الديمقراطي" ( الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني").
وكان ملف الأزمة السورية على رأس أجندة المحادثات بين أردوغان وبوتين، وخاصة منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، وسط تقدم النظام فيها، بالتزامن مع تمكن القوات التركية من إتمام حصار منطقة عفرين من الجهة الجنوبية، بإقامة ثلاث نقاط مراقبة. فيما بدا وكأنه إتمام للتجهيزات اللازمة لتحقيق أهدافها في ضرب "العمال الكردستاني"، الذي يسيطر على المنطقة التابعة لمحافظة حلب.
وكان المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، قد أكد في وقت سابق، أن الرئيس الروسي سيبحث في أنقرة، مع نظيره التركي الخطوات التي ستتخذ عقب انسحاب القوات الروسية في سورية إلى نقاط مراقبتها الدائمة.
كما أوضح بيسكوف أن بوتين سيبحث مع نظيره التركي "عملية المصالحة السياسية" في سورية، ولا سيما مسألة تنظيم "مؤتمر الحوار الوطني" السوري، الذي تعتزم روسيا استضافته، وتحديد المشاركين.