قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن هناك تطوراتٍ تبعث على الأمل في الجهود التي تبذلها بلاده مع روسيا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في سورية، موضحاً أن ذلك تتبعه محاولة الوصول إلى حل سياسي عبر التفاوض، وأعرب عن تمنيه أن تنجح هذه العملية وأن تنتهي في أقرب وقت ممكن معاناة إخوتنا السوريين.
وأوضح أردوغان، في كلمة له اليوم الأربعاء بالمجمع الرئاسي، أن بلاده اتخذت ترتيبات جديدة ستنهي عملية "درع الفرات" وستتوج بتحرير مدينة الباب في سورية خلال فترة قصيرة، قبل أن يضيف أن بلاده عازمة على تطهير بقية المناطق، التي تمركزت فيها التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها منبج.
ولفت إلى أن الهجمات الإرهابية لن تؤثر في تركيا، مؤكداً أن بلاده ستصمد أمام هؤلاء المغرضين والساعين لزعزعة أمنها واستقرارها.
وقال أيضاً إن تركيا تمر في الفترة الحالية بما يشبه "حرب الاستقلال"، موضحاً أن من يدعي استسلام تركيا للتنظيمات الإرهابية، فهو يكون بذلك في صف تلك التنظيمات.
وشدد أردوغان على أن سلطات بلاده ستحاسب كل من يعرض الأمن التركي للخطر ويدعم التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن تركيا تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة الإرهاب.
وبخصوص العمليات التي تشنها تركيا للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" خارج البلاد، شدد أردوغان على أنه لا توجد مطامع لدى أنقرة للتدخل في شؤون الدول الأخرى، موضحاً أن التحركات العسكرية الخارجية هي لحماية أمن تركيا.
وبخصوص الوضع الداخلي، قال الرئيس التركي إنه لن يسمح لأي أحد بالمساس بطراز الحياة في البلاد. ولفت إلى أنه خلال سنوات عمله كعمدة لمدينة إسطنبول، وبعدها رئيساً للوزراء، ثم رئيساً للدولة، لم يتعرض أي مواطن تركي للمضايقة بسبب طراز حياته.
وتطرق الرئيس التركي إلى وجود عدد من منتقديه، لكنه أكد بأنه لن يسمح بمضايقة أي تركي أو تعريض حياته للخطر، مضيفاً أن هنالك من لا يتحمل سماع الأذان أو أداء المصلين للصلاة.
وشدد أردوغان على أن حزب "العدالة والتنمية" لم يعمل خلال 14 عاماً من حكمه على التدخل في إسلوب حياة الناس، بالقول "في تركيا لا يوجد أحد تحت التهديد بسبب إسلوب حياته، ونحن لن نسمح أبداً لمثل هذا بالحصول، ولم نمنح الفرصة لحصول ذلك خلال 14 عاماً من حكمنا، وإن كان هناك من يدعي عكس ذلك عليه أن يظهر أمثلة واضحة على ذلك"، وذلك في رد على تصريحات كمال كلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي اتهم الحكومة التركية بتخريب النظام العلماني في البلاد مما أدى إلى هدم الدولة التركية.
وبخصوص اعتداء إسطنبول، قال الرئيس التركي "بدأنا عام 2017 بدقائق حزينة، لكن علينا العمل لحماية الدولة من التنظيمات الإرهابية". وتابع "مسؤوليتنا متابعة كل المتورطين بعمليات إرهابية ضد هذا الشعب".
وأوضح أن الجمهورية التركية هي دولة قانون وعدالة، ومن لديه أي مشكلة فعليه التوجه للمحاكم قبل أن يؤكد تعرضه لاتهامات وحملات دعائية وهجمات، ولكن دائماً يتبع الطرق القانونية للدفاع عن نفسه.