سلسلة طويلة من الخلافات تسبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا في زيارته الرسمية الأولى إليها منذ توليه الرئاسة عام 2014، والتي تبدأ اليوم الخميس، وتأتي بعد فترة من التوتر الكبير بين البلدين على خلفية قضايا عدة، تبقى أبرزها الانتقادات الموجّهة من برلين لأنقرة بعد حملة الاعتقالات الواسعة إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز 2016، فيما من المرجح أن تلقي تظاهرات معارضة للزيارة بظلالها على اللقاءات التي يجريها الرئيس التركي.
ويصل أردوغان إلى برلين اليوم الخميس، قبل أن يلتقي المستشارة أنجيلا ميركل في اليومين التاليين. وسيستقبل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظيره التركي بحرس الشرف العسكري قبل أن يستضيفه غداً الجمعة في غداء دولة في قصر بيليفو، وهي المناسبة التي تعهد سياسيون معارضون بمقاطعتها، كما تغيبت عنها ميركل. والسبت، يتوجّه أردوغان إلى كولونيا لافتتاح أحد أكبر المساجد في أوروبا، الذي أشرف على تشييده الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية. وفي إشارة بارزة إلى الطابع المثير للجدل للزيارة، من غير المقرر أن يلقي أردوغان خطابات عامة كبيرة خلال زيارته.
وكان المكتب الإعلامي لأردوغان أشار إلى أن الأخير سيتناول في لقاءاته في برلين مسائل التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية والثقافية والاجتماعية، والمواضيع التي تهم الجالية التركية المقيمة في ألمانيا، كما سيتم خلال الزيارة بحث المستجدات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الوضع في سورية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير المنظمة والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ومسائل أخرى.
وقبيل الزيارة، أكد أردوغان في تصريحات لوسائل إعلام تركية أن "الهدف الرئيسي لهذه الزيارة هو أن نتجاوز هذه الفترة (التوتر) بشكل كامل". وأضاف أنّه سيستغل الزيارة للضغط على ألمانيا لتكون "أكثر كفاءة" في الحرب ضد "المنظمات الإرهابية" مثل حزب "العمال الكردستاني" وحركة "الخدمة" بزعامة فتح الله غولن.
وتوترت العلاقات بشدة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، بعد أن أوقفت السلطات التركية الآلاف في حملة تطهير واسعة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016. وتم توقيف الكثير من المواطنين الألمان أو مزدوجي الجنسية في سياق تلك الحملات للأمن التركي. لكنّ تقارباً تدريجياً بدأ أخيراً بعد أن أفرجت أنقرة عن الصحافي التركي الألماني دينيز يوسيل الذي حصل على الإفراج المشروط عنه بعد أكثر من عام من التوقيف. كما سُمح للصحافية الألمانية ميشالي تولو بالعودة إلى ألمانيا الشهر الماضي، إلا أنها لا تزال تواجه تهم الإرهاب في تركيا. كما أن ميركل، التي تعيش في بلادها جالية تركية كبيرة قوامها ثلاثة ملايين شخص، شددت مراراً على أهمية العلاقات الجيدة مع أنقرة، وهي شريك مهم تعتمد عليه للحد من توافد المهاجرين على السواحل الأوروبية.
ويرى محللون أن سعي أردوغان إلى طي صفحة التوتر مع ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، يأتي في وقت يعاني الاقتصاد التركي بشدة، وتسوء العلاقات مع الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والسياسية التي ستثيرها الزيارة، ستلوح كرة القدم أيضاً في الأفق. وتتنافس ألمانيا وتركيا في سباق محموم لنيل استضافة بطولة يورو 2024 لكرة القدم، لكن المفارقة أن الفائز بتنظيم البطولة سيعلن في اليوم نفسه الذي يصل فيه أردوغان إلى ألمانيا. وخيّم على ملف ترشح ألمانيا للبطولة إعلان اللاعب الألماني مسعود أوزيل ذي الأصول التركية اعتزاله اللعب دولياً، رداً على ممارسة "العنصرية وعدم الاحترام" تجاهه. وقال أردوغان لمجموعة "فونكه مديين غروبه" الصحافية، إن "قول أوزيل أنا ألماني عندما أفوز ومهاجر عندما أخسر، يجسد التمييز في ألمانيا".
اقــرأ أيضاً
لكن زيارة أردوغان تقابلها أيضاً اعتراضات، إذ تعهد الآلاف بالتظاهر في أرجاء ألمانيا للاحتجاج تحت عناوين حقوق الإنسان وحرية الصحافة إلى هجوم تركيا ضد المليشيات الكردية في سورية. ومن المتوقع أن يشارك نحو 10 آلاف شخص في تظاهرات الجمعة في برلين سيكون شعارها "أردوغان غير مرحب به".
كما أن صحيفة "بيلد" الألمانية، الأكثر مبيعاً في البلاد، قالت إنه من السابق لأوانه بسط البساط الأحمر أمام أردوغان، الذي اتهم برلين منذ 18 شهراً فقط بـ"الممارسات النازية" رداً على منع برلين مسيرات داعمة له قبل الاستفتاء على النظام الرئاسي في تركيا. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "في الوقت الذي تصارع تركيا أزمة عملة واقتصادها وصل إلى الحضيض، يريد أردوغان أن يكون صديقاً لنا مرة أخرى". وتابعت أنّ مراسم الزيارة تتضمن "كثيراً من الأبهة والاحتفال بأردوغان. لم نصل بعد إلى هذا الحد" مجدداً في العلاقات بين البلدين.
كذلك، دان الصحافي يوسيل، الذي أمضى أكثر من عام في السجون التركية، برلين على الزيارة... وقال مراسل صحيفة "دي فيلت" الألمانية إن "الحكومة الألمانية تخون كل هؤلاء الأتراك التواقين إلى مجتمع حر وديمقراطي وعلماني".
ولتهيئة الأجواء الدبلوماسية بين البلدين مجدداً، قد يلقي أردوغان بورقة مشروع تطوير البنى التحتية لسكة الحديد في تركيا. وذكرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أن شركة سيمنز الألمانية العملاقة دخلت في مباحثات لقيادة المشروع الطموح المتوقع أن تصل كلفته إلى 35 مليار يورو (40 مليار دولار)، ومن غير الواضح إذا كانت برلين ستساهم في تمويله.
(فرانس برس)
اقــرأ أيضاً
ويصل أردوغان إلى برلين اليوم الخميس، قبل أن يلتقي المستشارة أنجيلا ميركل في اليومين التاليين. وسيستقبل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظيره التركي بحرس الشرف العسكري قبل أن يستضيفه غداً الجمعة في غداء دولة في قصر بيليفو، وهي المناسبة التي تعهد سياسيون معارضون بمقاطعتها، كما تغيبت عنها ميركل. والسبت، يتوجّه أردوغان إلى كولونيا لافتتاح أحد أكبر المساجد في أوروبا، الذي أشرف على تشييده الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية. وفي إشارة بارزة إلى الطابع المثير للجدل للزيارة، من غير المقرر أن يلقي أردوغان خطابات عامة كبيرة خلال زيارته.
وكان المكتب الإعلامي لأردوغان أشار إلى أن الأخير سيتناول في لقاءاته في برلين مسائل التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية والثقافية والاجتماعية، والمواضيع التي تهم الجالية التركية المقيمة في ألمانيا، كما سيتم خلال الزيارة بحث المستجدات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الوضع في سورية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير المنظمة والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ومسائل أخرى.
وتوترت العلاقات بشدة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، بعد أن أوقفت السلطات التركية الآلاف في حملة تطهير واسعة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016. وتم توقيف الكثير من المواطنين الألمان أو مزدوجي الجنسية في سياق تلك الحملات للأمن التركي. لكنّ تقارباً تدريجياً بدأ أخيراً بعد أن أفرجت أنقرة عن الصحافي التركي الألماني دينيز يوسيل الذي حصل على الإفراج المشروط عنه بعد أكثر من عام من التوقيف. كما سُمح للصحافية الألمانية ميشالي تولو بالعودة إلى ألمانيا الشهر الماضي، إلا أنها لا تزال تواجه تهم الإرهاب في تركيا. كما أن ميركل، التي تعيش في بلادها جالية تركية كبيرة قوامها ثلاثة ملايين شخص، شددت مراراً على أهمية العلاقات الجيدة مع أنقرة، وهي شريك مهم تعتمد عليه للحد من توافد المهاجرين على السواحل الأوروبية.
ويرى محللون أن سعي أردوغان إلى طي صفحة التوتر مع ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، يأتي في وقت يعاني الاقتصاد التركي بشدة، وتسوء العلاقات مع الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والسياسية التي ستثيرها الزيارة، ستلوح كرة القدم أيضاً في الأفق. وتتنافس ألمانيا وتركيا في سباق محموم لنيل استضافة بطولة يورو 2024 لكرة القدم، لكن المفارقة أن الفائز بتنظيم البطولة سيعلن في اليوم نفسه الذي يصل فيه أردوغان إلى ألمانيا. وخيّم على ملف ترشح ألمانيا للبطولة إعلان اللاعب الألماني مسعود أوزيل ذي الأصول التركية اعتزاله اللعب دولياً، رداً على ممارسة "العنصرية وعدم الاحترام" تجاهه. وقال أردوغان لمجموعة "فونكه مديين غروبه" الصحافية، إن "قول أوزيل أنا ألماني عندما أفوز ومهاجر عندما أخسر، يجسد التمييز في ألمانيا".
لكن زيارة أردوغان تقابلها أيضاً اعتراضات، إذ تعهد الآلاف بالتظاهر في أرجاء ألمانيا للاحتجاج تحت عناوين حقوق الإنسان وحرية الصحافة إلى هجوم تركيا ضد المليشيات الكردية في سورية. ومن المتوقع أن يشارك نحو 10 آلاف شخص في تظاهرات الجمعة في برلين سيكون شعارها "أردوغان غير مرحب به".
كذلك، دان الصحافي يوسيل، الذي أمضى أكثر من عام في السجون التركية، برلين على الزيارة... وقال مراسل صحيفة "دي فيلت" الألمانية إن "الحكومة الألمانية تخون كل هؤلاء الأتراك التواقين إلى مجتمع حر وديمقراطي وعلماني".
ولتهيئة الأجواء الدبلوماسية بين البلدين مجدداً، قد يلقي أردوغان بورقة مشروع تطوير البنى التحتية لسكة الحديد في تركيا. وذكرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أن شركة سيمنز الألمانية العملاقة دخلت في مباحثات لقيادة المشروع الطموح المتوقع أن تصل كلفته إلى 35 مليار يورو (40 مليار دولار)، ومن غير الواضح إذا كانت برلين ستساهم في تمويله.
(فرانس برس)