وجاءت هذه الخطوة بعدما أمهلت هذه الدول، وجميعها دول أعضاء في مجلس الأمن، مصر حتى صباح اليوم الجمعة بتوقيت نيويورك من أجل تقديم مشروع القرار للتصويت عليه.
وكانت مصر، الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن، والتي تستمر عضويتها لسنتين، قد تقدمت وصاغت مشروع القرار بالاتفاق والتعاون مع الجانب الفلسطيني والكتلة العربية.
وكان من المفترض أن يصوت مجلس الأمن عليه مساء أمس الخميس في نيويورك، إلا أن مصر أرجأت التصويت، وبشكل مفاجئ، قبل ساعات قليلة من موعد التصويت المحدد.
وجاء ذلك استجابة لضغوط إسرائيلية وأخرى من الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، على الجانب المصري، بعدما لمحت إدارة باراك أوباما إلى نيتها عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار، أو حتى التصويت لصالح القرار الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها شرق القدس.
ويطالب مشروع القرار بوقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. كما ينص على "أن المستوطنات ليس لها أي شرعية قانونية وتعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي". ويعتبر مشروع القرار أن الأنشطة الاستيطانية هي السبب في تعثر حل الدولتين. ويدعو مشروع القرار إلى اتخاذ خطوات عملية فورية لعكس الأوضاع السلبية على الأرض الناتجة عن الأنشطة الاستيطانية.
إلى ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد المجدلاني، لـ"العربي الجديد" أن مشروع القرار ضد الاستيطان سيتم التصويت عليه اليوم الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش.
وأكدت مصادر فلسطينية متطابقة لـ"العربي الجديد" أن "مصر قامت اليوم بسحب القرار رسمياً من أجندة مجلس الأمن، حتى لا يتم إدراجه بأي حال من الأحوال ضمن أعمال مجلس الأمن، ما جعل الدول الأربع المذكورة تتقدم به".
وتابعت المصادر: "لم ينجح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الضغط على رئيس الإدارة الأميركية السابقة باراك أوباما الذي كان يعتزم عدم تصويت بلاده على القرار حتى يمر، فقام نتنياهو بالتواصل مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي ضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقام أولاً بتأجيل التصويت على مشروع القرار، وبعد ذلك قرر سحبه من أجندة مجلس الأمن، دون التشاور أو الرجوع للفلسطينيين".
ولفتت المصادر: "لن نستغرب إذا التزمت مصر الصمت ولم تصوّت اليوم مع القرار".