يحاول بعض نجوم الصف الأول جاهدين استعراض مقدرتهم التمثيلية بشتى الوسائل الممكنة، ويعتقد البعض منهم أن أداء أكثر من شخصية بالفيلم نفسه، يشكّل وسيلة مناسبة لإقناع الجماهير بقدرتهم وتفوّقهم. ومن أشهر هؤلاء النجوم:
علاء ولي الدين
قام الفنان الراحل علاء ولي الدين بأداء ست شخصيات دفعة واحدة في فيلم "الناظر"، وهي: الناظر في عصر الفراعنة، والناظر في عصر المماليك، والناظر في عصر سعد زغلول، والناظر عاشور "الأب"، وابنه الناظر صلاح، والأم جواهر. واستطاع، علاء ولي الدين أن يقدِّم، فعلياً، شخصيَّات مميَّزة ومتمايزة في الفيلم نفسه، ولاسيما، شخصيتي "الناظر صلاح"، وأمه "جواهر"، التي أتاحت له أن يستعرض قدرته على تجسيد دور المرأة.
محمد سعد
على ما يبدو، فإن الممثل محمد سعد بلقب "اللمبي"، نسبةً للشخصية التي رافقته بالعديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، يعتقد بأن تعدد الأدوار التي يقوم بها في الفيلم نفسه، هو دليل على قدرته كممثل. فهو حصل على البطولة المطلقة في 12 فيلماً، ومن بينها 5 أفلام أدى بها أكثر من شخصية، وهي: "اللي بالي بالك"، "عوكل"، "كتكوت"، "كركر"، وفيلم "أنا عندي شعره" الذي سيطلق في دور السينما المصرية عمّا قريب. وفي بعض هذه الأفلام، لا يوجد أي مبرر درامي لتمثيل سعد لأكثر من شخصية، بل إن أداءه لشخصيَّتين في فيلم "اللي بالي بالك"، غير مبرر إطلاقاً، فمن المفترض أن تكون الشخصيتان غيرَ متشابهتين بالشكل ليقتنع الجماهير بحكاية تبديل الأجساد (المسروقة من فيلم "فيس أوف")، وبالتأكيد، فإن مشكلة الشفة المرتفعة التي ترافق شخصية "رياض"، لا تكفي لتمييزه عن "اللمبي". وعلى الرغم من استعراض العضلات الذي يمارسه محمد سعد، إلا أن البعض يرى أن جميع شخصياته متشابهة، والفوارق بين شخصياته محدودة.
أحمد حلمي
لم يقدم أحمد حلمي أكثر من شخصية في نفس الفيلم إلا بفيلم واحد، من أصل 16 فيلماً من بطولته المطلقة، وكان ذلك ناجماً عن ضرورة درامية. في فيلم "كدة رضا" يجسد أحمد حلمي ثلاث شخصيات توائم، تحمل الاسم نفسه "رضا"، والأخ الأول لقبه "البرينس"، وهو عنيف وقوي وصاحب مشاكل، والأخ الثاني لقبه "بيبو"، وهو الشقي الذي يهوى كرة القدم، والثالث لقبه "سمسم"، وهو الضعيف لذي يهوى العلم والكومبيوتر. واستطاع حلمي أن يعطي كل شخصية أبعاداً نفسية مختلفة رغم استخدامه للشكل والاسم نفسه.
مي عز الدين
وكذلك، فإن الممثلة مي عز الدين أدَّت أكثر من شخصية في فيلمي "أيظن"، وفيلم "شيكامارا". واستطاعت أن تلفت الأنظار في فيلم "أيظن" بشخصياتها الثلاث، وهي: "النقيب عفت"، والراقصة "زبدة"، والفتاة السمينة "نسمة". وذلك ما جعلها تكرر التجربة في فيلم "شيكامارا"، بشخصيتي سائقة الميكروباص "شيكامارا"، وشخصية الفتاة الثرية المستهترة "جايدة"، التي تتعرف على شبيهتها عن طريق الصدفة، ويتبادلان الأدوار.
أحمد مكي
مثل أكثر من شخصية بثلاثة أفلام له من أصل خمسة أفلام، قام بدور البطولة فيها، وهي: "طير أنت"، "لا تراجع لا استسلام"، وكذلك فيلم "سيما على بابا". وهو بذلك يكون صاحب النسبة الأعلى، والأهم من ذلك، أنه مثل ثماني شخصيات دفعة واحدة في فيلم "طير أنت"، ليحقق رقما قياسيا آخر، بالتشارك مع كلٍ من دنيا سمير غانم، وهشام إسماعيل، ومحمد سلام، حيث مثل كل منهم نفس عدد الشخصيات في نفس الفيلم، ليشهد الفيلم حالة استثنائية من الاستعراض التمثيلي، ونجم عنه شخصيتان من أطرف الشخصيات التي قدمها أحمد مكي بمسيرته، وهما شخصية الكبير، وشخصية جوني، اللتان كانتا العماد الأساسي لمسلسل "الكبير"، الذي أنتج منه خمسة أجزاء حتى اليوم. واستطاع أحمد مكي أن يثبت خلال هذه الأفلام قدرته على خلق أنماط وشخصيات طريفة ومتنوعة تستطيع خطف ابتسامة المشاهدين باستمرار.
عادل إمام
"الزعيم"، عادل إمام، مثَّل أكثر من دور في عمل واحد أيضاً، حيث قدم في مسرحية "الزعيم" شخصيتي "زينهم" وشخصية "الزعيم" أيضاً، الذي يموت ويحتل مكانه "زينهم". ولكن ما يميز هذه التجربة عن باقي التجارب المشابهة لها، أن عادل إمام خلق شخصية ثالثة بالدمج بين الشخصيَّتين، لتشكل لعبة تبادل الأدوار إدراكاً جديداً للشخصية، لا نراه بفيلم "كتكوت" لمحمد سعد، أو بفيلم "لا تراجع لا استسلام" لأحمد مكي.
محمد هنيدي
في فيلم "عندليب الدقي" الذي تسبب لحدٍ بعيد بهبوط شعبية نجم الكوميديا محمد هنيدي، مثل الأخير شخصيتي "فواز" والعندليب "فوزي"، وعلى الرغم من نجاحه بتقديم شخصيتين متمايزتين، إلا أن الجمهور لم يُعجَب بأدائه بقدر الشخصيات التي كان يختلقها بأعماله عن طريق التنكُّر المعلن، مثل شخصية "الخالة نوسة" في فيلم "يا أنا يا خالتي"، أو شخصية "الفتاة المنحرفة" في فيلم "جاءنا البيان التالي".