وكشفت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل زيارة كل من حفتر والسراج قائلةً إنّ "حفتر التقى خلال زيارته لتشاد نجل الرئيس التشادي، صحبة زكريا دبي، ومسؤولين فرنسيين، لإطلاعهم على مستجدات إستيلائه على منطقة الهلال النفطي دون الكشف عن تفاصيل أخرى".
وأشارت إلى أنّ "السراج يناقش في اجتماع يحضره رئيس أركان الجيش المصري والمكلف بالملف الليبي، محمد حجازي، عدداً من المواضيع من بينها ضرورة إدراج الاتفاق السياسي ضمن الإعلان الدستوري وشكل الحكومة الجديدة"، مبيّنةً أنّ "الجانب المصري سيقترح لوزارة الدفاع بالحكومة الجديدة أحد اسمين وهما المسؤول الأمني بالنظام السابق، جمعة المعرفي، أو وزير الدفاع في حكومة علي زيدان السابقة، أسامة الجويلي".
وأضافت أنّ "القاهرة دعت السراج للقاء كل من رئيس البرلمان، عقيلة صالح، ورئيس الأركان، عبد الرزاق الناظوري، الذين وصلا مساء أمس إلى العاصمة المصرية أيضاً".
وذكرت المصادر أنّ "الولايات المتحدة أبلغت الأطراف الليبية من خلال القاهرة ضرورة العمل في إطار الاتفاق السياسي، لتحقيق وفاق داخلي وأنه لا ينبغي لعملية إعادة توزيع مناطق النفوذ في ليبيا أن تؤثر على تسوية النزاع وتشكيل حكومة موحدة، أمام مطالبات غربية بسرعة انسحاب قوات حفتر من المنطقة، مضيفةً "ما يجري في ليبيا إعادة خارطة لتوازن من خلال مصالح الدول الكبرى النفطية في البلاد"
وكشفت أنّ "مناطق أخرى بعيدة عن مسرح الأحداث ستظهر قريباً في مناطق ليبية، بينها روسيا التي تحصلت على عقود نفطية في منطقة غدامس أقصى غرب ليبيا"، مشيرة إلى أنّ "بريطانيا وإيطاليا اللتين أمنتا مواقعمها النفطية في سرت وغرب ليبيا من خلال مصراته، وفصائل أخرى لن تسمح لهما بالتحرك أكثر من مناطق سيطرتهما، كما أن منطقة الهلال النفطي بشقيها الشمالي والجنوبي تمتلك فرنسا فيها نصيب الأسد من خلال شركة (توتال) منذ ستينيات القرن الماضي".
واعتبرت أنّ "الغرب لا يمثل له جيش حفتر ولا قوة مصراته أي شيء وانتصار أحدهما على الآخر لا يعنيهما، ولكن لا يوجد بديل عن دعمهما لإنهاء الفوضى في البلاد، وإجبارهما على القبول بسلطة المجلس الرئاسي من خلال المشاركه فيه بتمثيل يرضي الجميع"، مضيفاً أنّ "هناك أسماء عسكرية وسياسية جديدة ستظهر على السطح خلال الأيام المقبلة من بينها العقيد، سالم حجا، من مدينة مصراته والذي يلقى قبولاً واسعاً من قبل كل الاطراف مقترحاً من الجزائر، بالإضافة لجمعة المعرفي، المحسوب على أتباع النظام السابق والمدعوم بقوة من القاهرة".
ولفتت المصادر إلى أنّ "العديد من الأصوات المناوئة للاتفاق السياسي أُجبرت على الصمت في مقدمتها، المفتي الصادق الغرياني الذي دعم جيشا تحرك، في يوليو/تموز الماضي، باتجاه بنغازي، كما أنّ الصمت يخيم على كل جبهات القتال في الوقت الحالي في سرت وبنغازي ودرنة، وهو انعكاس واضح لسلسلة التفاهمات التي تجري بين الأطراف الليبية بإجبار غربي".