أدرنة تستعد لمهرجان الربيع الأكبر في تركيا واحتفاء بثقافة الغجر

27 ابريل 2019
ألوان زاهية تتماهى مع ربيع أدرنة (بلدية المدينة)
+ الخط -
تستعد مدينة أدرنة غرب تركيا (على حدود اليونان وبلغاريا) لتنظيم أكبر احتفال تقليدي في البلاد مطلع مايو/ أيار المقبل، يطلق عليه "خضرالز" (خضرإلياس) إعلاناً عن بدء الربيع.

واللافت هذا العام أنه سيتم إخراج هذه الاحتفالات على طريقة ثقافة الغجر، حيث تشارك حشود كبيرة من الناس يرتدون ملابس بألوان زاهية نابضة بالحياة، ويستمتعون بالموسيقى الحية والرقص طوال العرض.

وتُجرى تلك الاحتفالات في استاد المصارعة "القصر الداخلي التاريخي" والمعروف باسم "سرايجي" بمشاركة عشرات الآلاف من الناس الذين يأتون من عموم تركيا، للمشاركة والتعرف إلى بقية معالم مدينة أدرنة الأثرية والتاريخية الممتدة لأكثر من 1500 عام.

ويقام الاحتفال في أجواء من الفرح مع الموسيقى والرقص والعادات الخاصة مثل القفز فوق النار.

ويستمر مهرجان أدرنة ثلاثة أيام. ويحرص المشاركون على شراء التذاكر والتي تباع عبر المواقع الإلكترونية، والتسابق لحضور فعاليات أشهر الفرق الموسيقية في تركيا (يلديز تيلبي، وهايكو جيبكين، ومغولار) وذلك في الحديقة العالمية للاحتفالات بالمدينة.

احتفالات النار تقليد في ربيع أدرنة (بلدية أدرنة)

ولا تقتصر الاحتفالات بالربيع على مهرجان خضرالز، بل إن عشرات الآلاف من الأتراك والسياح يعيشون هذه الأيام أجواء احتفالية قبيل مهرجان الربيع الأكبر. إذ تعيش المدينة مهرجان موسيقى الفرق النحاسية الذي يختتم غداً.

وتتميز مدينة أدرنة بتعدد الثقافات، إضافة إلى الثقافة الرومانية السائدة، والتي يعود إليها السبب وراء ازدهار العديد من الفرق الموسيقية المسماة بالفرق النحاسية في هذه المنطقة.

ولعل الحدث الأكثر إثارة الذي تتميز به المدينة هو تجربة الكبد المقلية، إذ تعد المطاعم المحلية في أدرنة طناً كاملاً، وتوزعها على المشاركين خلال الحفل، وفقاً لبلدية المدينة.

وقد سبق أن أُعدت أطنان من شرائح الكبدة المقلية التي تشتهر بها المنطقة خلال السنوات الماضية، وحطمت من خلال هذا النوع من الفعاليات الشعبية الرقم القياسي في الموسوعة العالمية غينيس.

يذكر أن مدينة أدرنة مشهورة أيضاً بمصارعة الزيت السنوية التي تقام في الأول من يوليو/ تموز سنوياً، وهي واحدة من أقدم المسابقات الرياضية في العالم، ويحافظ عليها الأتراك منذ ستة قرون.

ومدينة أدرنة الأقرب لسكان إسطنبول، إذ يمكنهم الانتقال إليها خلال ثلاث أو أربع ساعات عبر القطار، وبحسب إحصائيات رسمية، فقد تجاوز عدد زوارها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون زائر خلال العام الماضي.

وتتيح المدينة للزائرين أيضاً التعرف إلى العديد من المعالم التاريخية والأثرية، إضافة للاستمتاع باحتفالات الربيع، خصوصاً أن المدينة ظلت عاصمة للدولة العثمانية لنحو قرن من الزمن، قبل أن يفتح السلطان محمد الفاتح إسطنبول التي أصبحت عاصمة الإمبراطورية الجديدة في منتصف القرن الرابع عشر.

ومن أبرز معالم أدرنة مسجد السليمية الذي بني في عهد السلطان سليم الثاني، وبتصميم المعماري الشهير سنان آغا، بالإضافة إلى المسجد القديم، ومسجد الشرف الثلاث وبرج المقدونية، وشارع سارجلار. كما تشتهر المدينة بشواطئها النظيفة، وخاصة سواحل خليج ساروس.

دلالات
المساهمون