أخنوش يتجاهل الغضب المتصاعد ضدّ تصريحاته بخصوص "إعادة تربية المغاربة"

11 ديسمبر 2019
لم تهدأ عاصفة الغضب التي أثارتها تصريحات أخنوش(جلال مرشيدي/الأناضول)
+ الخط -
لم تهدأ عاصفة الغضب التي أثارتها تصريحات وزير الفلاحة المغربي، رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، يوم السبت الماضي، في تجمّع حزبي عقده في مدينة ميلانو الإيطالية، إذ تواصلت ردود الفعل الغاضبة تجاه دعوته لـ"إعادة تربية" بعض من قال إنهم ناقصو تربية، وتأكيده أن هذا الدور لا يقتصر على العدالة، بل هو واجب الجميع.

ووصل النقاش حول هذا الموضوع إلى جلسة برلمانية عقدت مساء أمس الثلاثاء، بمجلس المستشارين، وخُصّصت لمساءلة رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، حول وضعية الحقوق والحريات في المغرب.
وقال المستشار البرلماني عبد الإله الحلوطي، الذي تحدّث باسم فريق "العدالة والتنمية"، إن المغاربة "ليسوا أبداً في حاجة لمن يربيهم بلغة التهديد والوعيد والعودة لزمن الخوف الذي خرجوا منه وتركوه وراء ظهورهم، شعباً ووطناً ودولةً، وأقاموا لذلك مؤسسات، واعتمدوا تشريعات ودستوراً سُمّي بدستور الحقوق والحريات". وأضاف الحلوطي أن المغاربة "في حاجة إلى من يقول لهم افتخروا ببلدكم ووطنكم ومؤسساتكم الساهرة وحدها من دون غيرها، على تطبيق القانون".
بدوره نشر المؤرخ المعروف بنشاطه الحقوقي، المعطي منجب، تعليقاً عبر صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعية، قال فيه إن تدخل عزيز أخنوش بميلانو الإيطالية "خطأ جسيم، وتعالٍ طبقي على المغاربة أجمعين"، لافتاً إلى أن أخنوش استعمل كلمة "التربية" بمعناها الدارج، والتي قال إنها تعني استعمال العنف ضدّ من يعتبرهم "قليلي الترابي".
وأضاف المعطي منجب أن أخنوش كان يشير إلى الفيديوهات الأخيرة لأغنية "عاش الشعب" وغيرها من الأشرطة "التي تنتقد السلطة وفسادها، واستبدادها واستهتارها بحقوق الشعب وبكرامته".
وأكد منجب أن المغربي الجديد عندما "يعبّر عما يعتلج صدره بحرية وصدق، يجب أن نصفق له سواء اتفقنا معه أم لم نتفق. إنه عهد جديد حقيقي، وليس العهد الجديد الذي تغنى به إعلام البروباغندا والتشهير، والذي انتهى بعد حوالي عشرين سنة للفشل المعترف به رسمياً".


في المقابل، التزم أخنوش الصمت، على الرغم من موجة الانتقادات والغضب الكبيرة، واكتفى حزبه بالردّ عبر بعض الأعضاء الشبان في صفوفه، الذين كتبوا مدافعين عنه، ومفسّرين ما قاله على أنه وطنية ودفاع عن المقدسات، متهمين باقي الأحزاب بالجبن والتخاذل في القيام بهذه المهمة.
وقال النائب البرلماني والقيادي الشاب في الحزب، مصطفى بايتاس، إن عزيز أخنوش "ومعه كل الأحرار الذين يعتزون بقيمهم الدينية والوطنية، وبملكهم وبثوابتهم وبمؤسساتهم، مستعدون لأداء كلفة هذا الاعتزاز على مذبح الوطن. وللوطنيين الحقيقيين الصادقين، أن يقدّروا كلفة هذا الأداء، لكن رجاءً لا تفوضوا للرويبضة حقكم في الكلام وفي تقدير الكلفة"، وهو ما يشير به بايتاس إلى استهداف أخنوش من طرف إسلاميي حزب "العدالة والتنمية".
وفي وقت ترقّب الملاحظون صدور ردّ أو توضيح من جانب أخنوش، ظهر هذا الأخير يوم أمس الثلاثاء، وهو يفتتح مؤتمراً دولياً حول شجرة "الأركان" التي يتميّز بها المغرب، وتُستعمل ثمارها في استخراج زيوت ومواد طبيعية تُستعمل لأغراض طبية.
ويُنظّم هذا المؤتمر كل سنتين، بالتوازي مع معرض دولي للأركان، وذلك في مدينة أكادير، عاصمة الجهة التي تُعتبر معقلاً انتخابياً لأخنوش.

وقد تحوّل مقطع من شريط الخطاب الذي ألقاه وزير الفلاحة المغربي، زعيم حزب "التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، بمدينة ميلانو الإيطالية يوم السبت الماضي، إلى موضوع لموجة غضب وسخرية كبيرين، بسبب تهديده بـ"إعادة تربية المغاربة".
أخنوش، الذي بدا في الشريط وهو يتحدّث بحماس، قال إن العدالة ليست وحدها التي يجب أن تقوم بمهامها في التعامل مع من يمارس السبّ، "بل حتى المغاربة عليهم أن يقوموا بعملهم، ومن تنقصه التربية من المغاربة، علينا أن نعيد تربيته.. لا يمكن، لا يمكن، نحن لدينا وحدة وراء صاحب الجلالة".