أحمد قاسم: أود الموت في فلسطين

23 أكتوبر 2014
قضى نحو ستين عاما خارج فلسطين كلاجئ (انتصار الدنان)
+ الخط -
خرج من فلسطين للمرة الأولى وهو في الثانية والعشرين من عمره، ويعيش اليوم في مخيم الرشيدية اللبناني القريب من حدود فلسطين كلاجئ منذ ستة عقود. يروي قصة خروجه من فلسطين بمرارة، ويتذكر كل ما مرّ به في سني عمره الممتد كأنه فيلم سينمائي ما زال يشاهده.
 
الحاج أحمد قاسم، ثمانيني فلسطيني يعيش تجربة اللجوء منذ ستة عقود، "قبل خروجي من فلسطين كنت أخدم بالجيش الإنكليزي ضد ألمانيا، وعندما خسرت ألمانيا الحرب، وضعنا الجيش الإنكليزي في مراكز "الزيون" بفلسطين، وهناك أخذت البنادق التي كانت بالمراكز وسلمتها لمركز المقاومة، الذين بدورهم كنت قد اتفقت معهم للحصول على مبلغ من المال شهرياً، قيمته مائة ليرة، لقاء إعطائي البنادق التي كانت بحوزتي لهم"، على حد قوله.
وتابع: "في الشهر الأول قبضت المبلغ، أما في الشهر الثاني والثالث فكنت أذهب لأخذ المبلغ الذي اتفقنا عليه، فيقول المسؤول عن المركز إنه لم يصلهم أي مال. فقلت لشريكي الحاج توفيق لنعد إلى قريتنا، والله يعوض علينا، وحمل كل واحد منّا بندقية وعدنا إلى قريتنا".

ويواصل الرواية قائلا: "كانت قد بدأت الاعتداءات الصهيونية على القرى والبلدات الفلسطينية، تمهيداً لاحتلالها، وكنت قد خرجت مع والدي باتجاه لبنان، هربا من الاعتداءات الصهيونية، وخوف والدي علي من اليهود. في طريقنا إلى لبنان، استوقفنا بعض اليهود المدججين بالسلاح، وطلبوا منا تسليم الأسلحة التي بحوزتنا، فسلمنا السلاح الذي كان معنا لليهود، وتابعنا طريقنا باتجاه لبنان".

يتابع: "وصلنا إلى بنت جبيل بعد خروجنا من فلسطين، وكنت أنا وأبي فقط من خرجا من عائلتنا. فقد ترك والدي العائلة بفلسطين، وأحضرني إلى لبنان خوفاً علي، لأننا كنا نسمع أن اليهود عندما يحتلون أي منطقة يقتلون شبابها، وفي بعض الأحيان نساءها، لكني بعد أن خرجت من فلسطين، ظللت أروح إلى فلسطين ثم أعود إلى لبنان. بعد ذلك التحقت بصفوف المقاومة الفلسطينية، وكانت الزيارات التي أقوم بها لفلسطين، إما لمقاتلة العدو الصهيوني، أو لتوصيل الأسلحة إلى المقاومين الفلسطينيين"، على حد تعبيره.

نحو ستين عاما قضاها الحاج أحمد قاسم خارج فلسطين كلاجئ، واليوم صار حكاية كسائر الحكايات الفلسطينية. يتذكر من فلسطين كل شيء، ويتمنى العودة إليها والموت على أرضها "الموت هناك خير من حياة على أرض غريبة، الموت خارج فلسطين شبيه بموت متواصل يتكرر، أرض بلدتي (أبو الهيجا) أغلى عندي من كل كنوز الدنيا"، يختم.
المساهمون