أحمد راتب.. وداعًا كما يحلو لك

15 ديسمبر 2016
(من فيلم "المش مهندس حسن")
+ الخط -

"يا عمي أنا كائن بوهيمي، يفعل ما يحلو له". شاب يقولها بجرأة في حضور والد عروسه، التي تقدم لخطبتها. هل كان يقصد من بين ما يفعل الموت؟ ربما. لكن للتوثيق فإن هذا لم يكن سوى مشهد في "يارب ولد"، 1984.

في عام 2016، ثمة حدث استولى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، "الفنان أحمد راتب يظهر على أحد المقاهي، مرتديًا فانلة، ومنتعلًا شبشب".

رغم كون جملته الأثيرة التي تصدرت ما نقول مضى عليها أكثر من 30 عامًا، إلا أننا نحفظها ورددناها تعليقًا على الحدث، مصحوبة بجملة: "البرنس أحمد راتب". ليست قصتنا إن كان الرجل خلال كواليس عمل فني، أم أنه فعل ذلك عامدًا، ما يهمنا حقًا، أننا أحببناه.

أحببنا كل الذي أتى في يناير، وإن كان كراتب، أتى في 23 يناير 1949، فصار الذي نحب يشبهنا، يختار من أدواره ما سنكون عليه بعد أدائه بسنوات، فيجسد "أصحابنا اللي ملهمش فيها"، يظهر مع "البريء"، فيُطرح عليه السؤال: "أنت شيوعي؟"، فيرد: "يابيه أنا بتاع نسوان".

يجسد الذين اتُهموا بأنهم طرف ثالث دائمًا، فتحلق طيور للظلام، ويبقى محسن بعيدًا عن شقي الرحى، السلطة وحزبها، وجماعات الإسلام السياسي، ممثلًا نفسه أولًا كموظف بسيط.

ربما لم تحمل اختياراته الفنية الترتيب الزمني ذاته لأزمات حبنا وزواج الذين أقدموا على ذلك منا، لكن تبقى دائمًا إجابته برفض الاختيارات المطروحة: "يا عمي أنا كان ليا رأي تاني.. بلاها نادية، بلاها سوسو"، ويسك بعدها فؤاد المهندس على بناته.

في 14 ديسمبر 2016، هل يجوز لنا أن نقول أمس ببساطة، ونتبعها بـ "مات أحمد راتب"، ليقولَ بعدها الناس كل شيء تقليدي، عن الوفاة بعمر الـ 67، والحصول على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم يرووا قصتي عملين مدبلجين قام بهما، إضافة إلى 437 عملًا فنيًا، أو يزيد ما بين إذاعة ومسرح وتلفاز، ولنقول مات رجل أحببناه.

المساهمون