قال الممثل المصري أحمد الفيشاوي إن انغماس الفنان في تفاصيل إدارة مشاريعه، يهدّد بفقدان جانب من نجوميته وشعبيته، مشيراً في حوار مع" العربي الجديد" إلى أنه كان شريكاً بأحد المشاريع الاستثمارية الصغيرة، وبأنه بسبب ظروف شخصية، تقرر وضع حد للمشروع.. إلى نص الحوار:
* هل لك اهتمامات بمجالات أخرى بعيداً عن المجال الفني؟
في وقت سابق، كنت شريكاً في أحد المشاريع الاستثمارية الصغيرة، وبسبب ظروف شخصية، تقرر وضع حد لذلك المشروع.
* وهل فكّرت في مشاريع بديلة لهذا المشروع؟
طبعاً، فكرت في أكثر من مشروع، حيث اهتممت بأكثر من مجال. فبطبيعتي أحب المغامرة والتجديد، ولذلك أبحث دائماً عن الجديد في أي مجال أهمُّ باقتحامه. وفي مجال المشاريع الاستثمارية، كانت أمامي أكثر من فكرة لمشاريع كبيرة ومتوسطة، لكني أبحث حالياً عن فكرة مشروع لا يتطلّب تنفيذها رأس مال ضخماً.
* من وجهة نظرك، هل يُقبل الفنان دائماً على مثل هذه المشاريع لتأمين مستقبله تخوّفاً من مستقبل الفن، أم أن الأمر يرجع لطبيعة كل فنان وتفكيره؟
لا أحب التعميم، حيث يقوم بعض الفنانين بهذه الخطوة في محاولة لتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم، في حين يبادر إليها آخرون عن عشق للتجارب الجديدة والحرص على تنويع الاهتمامات بدل الاقتصار على المجال الفني فقط. وهناك فنانون كثر ساروا في هذا الاتجاه ونفذوا مشاريع استثمارية.
* وأي المجالات تفضّل الاستثمار فيها؟
أميل أيضاً إلى الاستثمار والانفتاح على مجالات أخرى بعيداً عن الفن. أحرص أن أنوّع اهتماماتي وأعمالي حتى لا أجدني بغتة في موقف يحتّم عليّ البحث عن بديل للفن. فلو واجه القطاع الفني أزمة واضطررت للمكوث في البيت، ولو لفترة قصيرة، فسأتعب نفسياً، لأنني أكره الجلوس في البيت وأملّ بسرعة أيضاً. كما أنني أمتلك معرفة نسبية بالتجارة والبزنس. وهذه نقطة تساعدني كثيراً في اقتحام القطاع التجاري بجرأة.
* كيف تدير مشروعك؟
لا أتولى إدارة مشروعي، بل أشرف عليه في جوانب أكثر أهمية من الإدارة. شخصياً، أرفض أن يدير الفنان مشروعه بنفسه، لأن هناك جوانب عديدة لا يمكنه أن يحيط بها أو يتقنها مهما كان مميّزاً في هذا الجانب. كما أن الفنان مهدد، إذا انغمس في تفاصيل إدارة المشاريع، بفقدان جانب من نجوميته كفنان، وهذا ما أحرص على تجنّب الوقوع فيه.
* وما هي الأسباب التي دفعتك إلى الاهتمام بالاستثمار؟
اهتمامي بالمشاريع الخاصة وعالم البزنس عموماً ليس وليد اليوم، فقد اهتممت بهذا المجال منذ زمن بعيد مدفوعاً بصداقات كانت تربطني بالبعض من أصحاب المشاريع الصغيرة. لديّ أصدقاء بادروا إلى تنفيذ مشروعات، وأعمالهم ناجحة. وبسبب هذه الصداقات، اتجه تفكيري إلى تنفيذ مشروعات تجارية بجانب الفن.
* وهل تهتم بقطاعات اقتصادية أخرى؟
لا أهتم كثيراً بمتابعة جميع الشؤون الاقتصادية، أهتم فقط بمؤشرات البورصة، كونها تؤثر على السوق التجاري بشكل عام، كما أتابع أيضاً ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، ولا حاجة لي بمصطلحات أو مفاهيم اقتصادية صرفة.
* بوجه عام كيف تقيّم تجربة اتجاه بعض الفنانين إلى البزنس؟
فنانون كثر نجحوا في إثبات ذواتهم وإنجاح تجاربهم في مجال البزنس، لكن ثمة مَن أخفق في كسب الرهان. بشكل عام، نسبة نجاح الفنانين في هذا الباب تظل أكبر من نسبة الفشل. وأعتقد أن السبب يرجع لكونهم يعتمدون على رؤوس الأموال والخبرة والاستشارات، كما يعولون على خبراء يمتلكون الأفكار والذكاء المطلوب لإنجاح المشاريع.
* هل تسهم نجومية الفنان وشعبيته في إنجاح مشاريعه الاستثمارية؟
بالطبع، شعبية الفنان تساهم بشكل كبير جداً في نجاح أي مشروع ينفّذه. ومهما كانت الظروف، فلا بد أن يقدم الفنان نفسه للجمهور بشكل جيد. أعتقد أن كل الفنانين يعلمون ذلك جيداً فيسلكون الطريق الأفضل، وهو اختيار فكرة جيدة، مع دعم المشروع بنجوميتهم وشعبيتهم لتعزيز فرص نجاحه.