أحمد الخطيب.. "كرلُمات" العازف الغريب

04 ابريل 2015
(تصوير: ألكساندر شيفرالد)
+ الخط -

بسبب الموسيقى، تمكن أحمد الخطيب 1974 من دخول وطنه الأم فلسطين عام 1998. بعد أن تخرّج من جامعة اليرموك في الأردن متخصصاً في آلتيّ العود والتشيللو، عرف عن طريق الصدفة بحاجة "المعهد الوطني للموسيقى" في رام الله إلى أستاذ لآلة التشيللو.

في فلسطين، واصل تطوير أفكاره الموسيقية المتعلقة بتوزيع مقطوعات من الموروث الموسيقي العربي الكلاسيكي، وفيها أسس مع مجموعة من الموسيقيين الفلسطينيين والأجانب فرقة "كرلمة"، التي يعني اسمها مسودة الخطّاط في اللغة التركية. في عام 2001، أصدرت الفرقة ألبومها الأول الذي حمل اسمها، وضم مقطوعات من تأليفه، وأخرى من الموروث العربي والتركي الكلاسيكي، بتوزيع جديد.

كانت "كَرْلُمة" محطته الأولى. وفي عام 2002، وقبل أن يغادر فلسطين مضطراً، عمل على تأليف قطع ألبومه الأول، كعازف عود منفرد، الذي صدر بعدها بثلاث سنوات تحت عنوان "صدى" 2005. ترجم أفكاره الإيقاعية واللحنية بألبوم "سبيل" 2012 مع عازف الإيقاع يوسف حبيش. ومن حيث المزج بين القوالب، قدّم الاثنان مع "رباعي بيلا" من فرنسا ألبوم "جدايل" 2013، الذي كان عنوان جولة عروض عالمية اختتمت في فلسطين شباط/ فبراير الماضي.

وُلد الخطيب في عمّان، لعائلة هُجّرت إبان النكبة من بيسان. علاقته في الموسيقى بدأت في سن مبكرة، بتعلّم العزف على آلة الكمان. لفتته آلة العود، وأثارت المدرسة الـ"بشيرية" وفلسفتها شغفه وفضوله، فكان منير بشير ومقطوعاته بمثابة الصوت الأول والضربة الأولى بالنسبة له.

 تعلّم الخطيب من "ريبرتوار" منير وجميل بشير، وأستاذهما الشريف محيي الدين حيدر، منطق الصوت والتقنية العالية في العزف وإيجاد نقطة الوصل بين العازف وصوت الآلة. يقول لـ "العربي الجديد": "حيدر كان يُعلّم فلسفة الفكرة الموسيقية، ولذلك لا نجد أحداً من طلابه يشبه الآخر. الفكرة الموسيقية لا تُدَرّس كما في الكتاتيب".

كفلسطيني في اللجوء، منحه الأخير فرصة التعبير عن الذات لا المحاكاة، وحرية في التفكير والتصرف بالموروث. يُعلق: "حماني الشتات من التعصب لثقافة أو لقالب. اللاجئ غريب في كل الأماكن ويتعوّد على الاختلاف. الاختلاف هو الوضع الطبيعي".

إلى جانب عروضه الموسيقية المستمرة، يُدرِّس الخطيب الموسيقى في جامعة "غوثنبرغ" في السويد، في قسم "الموسيقى العالمية والجاز"، بعد أن أكمل فيها الماجستير متخصصاً في "ميثولوجيا الموسيقى". أثناء دراسته وممارسته لمهنة التدريس، استطاع أن يتعرض لأكبر كم ممكن من القوالب والأشكال الموسيقية المختلفة، وظل منحازاً لدور وقيمة العود، فهو اللّاعب الأساسي في معادلته الموسيقية.

وتعليقاً على رواج فكرة المزج الموسيقي بين الشرقي والغربي، إن كانت وسيلة لتسويق الموسيقى الشرقية في الغرب، أم أنها مجرد موضة، يقول:

"لا أرى العالم بمنطق الشرق والغرب، الموسيقى تراث إنساني أكبر من هذا المفهوم. وأُلاحظ أننا نحارب أحياناً باسم التراث والأصالة، حقَّ الفنان في البحث والتجريب. العالم لم يعد دوائر مغلقة وثقافات معزولة. عندي فضول للبحث عن تراكيب وإمكانيات صوتية مختلفة، وأول خطواتي في هذا الطريق كانت في فلسطين، مع "كرلمة" ولجمهور شرقي، وكل تجاربي بعد ذلك ما هي إلا استمرارية لهذه التجربة. بالنتيجة، هي ليست تجارب للحصول على تقبل الغرب أو الشرق، بل العكس، هي تحدٍّ لكليهما".


صفحة الفنان على "ساوند كلاود"

دلالات
المساهمون