أحسن طريقة لتحمل الألم ومختارات أخرى

08 اغسطس 2018
+ الخط -
- "توجد ظروف حيث السكوت يعادل الكذب... سوف تتغلبون لأنكم تملكون من القوة الوحشية أكثر مما تحتاجون، لكنكم لن تُقنِعوا، فلكي تُقنِعوا يجب أن تتمتعوا بالحكمة ويجب أن يكون الحق إلى جانبكم، وإنكم مفتقدون لتلك ولذاك".

      من مواجهة الكاتب الأسباني ميغيل دي أونامونو مع الجنرال ميلان أستراي عام 1936

ـ "في البدء يجب أن تتوافر موهبة كبيرة، كموهبة كيبلينج، ثم يأتي بعد ذلك انضباط كانضباط فلوبير. ثم يجب بعد ذلك تَصَوُّر ما سيكون عليه العمل الأدبي، مع ضمير مُطْلَق القناعة بالامتناع عن التزوير. ويجب على الكاتب بعد ذلك أن يكون ذكياً ونزيهاً، وفوق ذلك كله عليه السعي للبقاء والاستمرار. حاول أن تجمع كل تلك الصفات في شخص واحد وانظر إن كان سينجو من تأثير الضغوط التي سيتعرض لها، ستجد أن أصعب ما سيكون عليه فعله هو أن يستمر ويتم عمله"..

                            الكاتب الأميركي أرنست هيمنغواي متحدثاً عن تصوره لصفات الكاتب

ـ "إن قدراً محدداً من الألم الذي يتحمله الإنسان طواعية يَسُرُّ الله منظراً، لكن تلك التضحية تحديداً قد تغدو، عند تجاوز حد محدد، لذة وبيلة يشجع عليها الشيطان"..

                           من رواية (حرب نهاية العالم) للكاتب البيروفي ماريو بارجاس يوسا

ـ "دخلتم إلى سريركم، اتخذتم مكانكم بين الأشياء المألوفة لكم من أغطية وبطانيات مفعمة بروائحكم، ووجد رأسكم النعومة المألوفة على مخدتكم، التفتُّم إلى جنب، سحبتم فخذيكم إلى بطنكم، وأحنيتم رأسكم، بَرّد الوجه البارد للمخدة خدكم، بعد قليل ستنامون، بعد قليل، وستنسون كل شيء في الظلام. ستنسون كل شيء: القوة الظالمة للذين يتفوقون عليكم، الكلمات المقالة دون تفكير. السخافات. الأعمال التي لم تنجزوها. عدم التفهم. الخيانة. الظلم. اللا مبالاة. الذين سيتهمونكم وتتهمونهم. إفلاسكم. الزمن المار بسرعة. الزمن غير المار أبداً. من لم تستطيعوا اللقاء بهم. وحدتكم. خجلكم. هزائمكم. بؤسكم. حالكم المؤلم. الكوارث. الكوارث كلها. كلها، ستنسونها بعد قليل، أنتم مسرورون لأنكم ستنسونها، وتنتظرون."..

                                 من رواية (الكتاب الأسود) للكاتب التركي أورهان باموق

ـ "كلمة الفنان تعني كل شخص يجد لذة كبرى فيما يفعل"..

                                                                          رودان

- "لنتوقف عن خداع أنفسنا، لن يكون هناك مجتمع حقيقي بدون تربية شعبية، ليس التعليم تربية، عَلِّم وستحصل على شعب يعرف، رَبِّ وستحصل على شعب يفعل... لا تطلب من الطفل أن يفعل أي شيء لا توجد فيه كلمة لماذا. عَلِّم الأطفال أن يكونوا محبين للبحث والتحقيق، وهكذا حين يسألون عن أسباب ما يطلب منهم أن يقوموا به، فإنهم يتعلمون طاعة العقل لا السلطة كما يفعل البشر المحدودون، ولا العادة كما يفعل الأغبياء. يجب أن يدرس الفتيان والفتيات معاً في المدرسة، أولاً بهذه الطريقة يتعلم الرجال منذ طفولتهم أن يحترموا النساء، ثانياً تتعلم النساء ألا تخاف من الرجال. يجب أن يتعلم الفتيان المهن الثلاثة الرئيسية: البناء والنجارة والحدادة، لأن الأشياء الأساسية تصنع من التراب والخشب والمعدن، ويجب أن تصبح النساء مدرسات أو صاحبات مهن أخرى لكي لا يصبحن عاهرات بسبب الضرورة ويجعلن من الزواج وسيلة لتأمين الغذاء. إن ذلك الذي لا يعرف شيئا يمكن أن يخدعه أي شخص، والذي لا يملك شيئا يمكن أن يشتريه أي شخص."..

                           من أفكار سيمون رودريغز أستاذ سيمون بوليفار محرر أميركا اللاتينية

ـ "أول أعراض الشيخوخة هي بدء المرء بالتشابه مع أبيه"..

                                       جابرييل جارسيا ماركيز من (ذاكرة غانياتي الحزينات)

ـ "أنت أيها المثقف ماذا فعلت من أجل هذه المنطقة الخربة، وماذا قدمت لكتلة البشر المعدمين هؤلاء، فبعد أن مصصت دمهم لسنين، بل لمئات السنين، ألقيت بهم على الأرض القاسية لا حول لهم ولا قوة، ثم تأتي الآن وتعطي لنفسك الحق في التقزز منهم، كانت لشعب الأناضول روح لم تستطع النفاذ إليها، كان لهم عقل لم تستطع تنويره، كان لهم جسم لم تستطع تقويته، كانت لهم أرض يعيشون عليها، لم تستطع إستثمارها، تركتهم لشهواتهم الحيوانية تحت وطأة الجهل والفقر والعدم، فعاشوا بين تلك الأرض القاسية والسماء اللاهبة، ونموا كأعشاب برية، والآن جئت للحصاد والمنجل بيدك، ولكن ماذا زرعت، وماذا ستحصد، أهذه النباتات الشوكية وهذه الأشواك الجافة، طبعا ستنغرز في قدميك، ها إن أنحاء كثيرة من جسمك مشققة تدمى، ووجهك عابس من شدة الألم، وقبضتاك مضمومتان من شدة الغضب. هذا الشيء الذي يزعجك ويعذبك، أثر من آثارك"..

                             من كتاب (غريب) للأديب التركي يعقوب قدري قره عثمان أوغلو

"الحسرة هي أسوأ الأشياء فهي الماضي الذي يشُلُّك في الحاضر. يسألني الناس ان كانت حياتي سعيدة وأقول دوماً كانت حياتي حافلة، السعادة ليست دائمة ولاسبيل الى الامساك بها وفي واقع الأمر عندما يزداد تشبثنا بها تبدو على الأرجح أنها تتلاشى ولايمكن أن نكون سعداء تماماً، الا إذا افترضنا أن السعادة ممكنة وبما إن ذلك مستحيل فإن عنصراً من عناصر السعادة لابد أن يكون مفقوداً وهذا العنصر هو الطمأنينة... لقد ابتعدت طيلة حياتي عن كل ما من شأنه أن يجعلني أشعر أنني من أصحاب الأملاك، ثم يجعلني رهينة عنده ويكيف نمط حياتي وكنت أسعى الى الدوام على تحرير نفسين ما رغبت قط في أن يكون عندي فسحة كبيرة للأشياء لأنني كنت أعلم أنني سوف أملؤها... إنني أحب أن أعيش اللحظة الراهنة بكل معنى الكلمة وهذا خير من العيش مع تذكارات كثيرة علاها الغبار، الذكريات في الذهن أفضل لأنها قد تحتاج إلى إزالة الغبار عنها وإذا احتاجت الى ذلك فهذا يعني أنني قد نسيتها"..

                                                      المخرج الإيطالي فيدريكو فيلليني

ـ "سأقول لك، هناك طرق لتحمل الألم أحسنها أن تتركه يحدث، ولا تعبأ به، هذه أبسط وأحسن وسيلة، لا تقاومه، حاول أن تجد وسيلة لتتعلم تحمله، هذا أساسي، لا أحد يمكنه أن يعيش بدون أن يتدرب على تحمل الألم، الحياة منحة ومحنة، كيف يمكنك أن تشق طريقك فيها؟ لا شيء يمكنه أن يساعدك قدر معرفتك بوسائل تبتكرها بنفسك لتحمل الألم. مثلاً فكر دائماً للأمام، التفكير للوراء ضروري، من أجل الفهم والتعلم، أما الأساس فهو السؤال: ماذا علي أن أفعل الآن؟ فكر في شيء يمكنه أن يخلصك ويدفع الحياة إلى الأمام. كل ما عليك أن تداوي جراحك، تتحمل أكبر وقت ممكن، وكن متأكداً أن الألم سوف يمر، هذا التأكد يجعله يمضي، لا تخضع له وتتركه يأكلك، قف أمامه بصبر، واعرف إنه أضعف منك"..

                                      من رواية (الوصايا) للكاتب المصري عادل عصمت

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.