لعل أقصى انتقاد واجهته إدارة بوش الابن، تعقيباً على الاعتداءات، كان ما أنتجه مايكل مور، المخرج الأميركي الشهير في فيلمه "فهرنهايت 11/9".
لكن الفيلم لم يكن مجرد فضح للرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، ووصفه كريفي غر من تكساس يقضي أوقاته بين مجتمعات الصفوة السرية، بقدر ما كان معالجة درامية لما كان المخرج يراه كرئاسة فاشلة وخطيرة.
ولم يسوّق مور الاتهامات للساسة في الفيلم كصحافي، ولكن بتصويرهم بشكل دراماتيكي مثير وتعليق لا هوادة فيه، يخلص فيه إلى عدم كفاءة بوش وعدم نزاهته وفشله في الحرب على الإرهاب وسوء معاملة الأصدقاء.
لم يكن مور هو الوحيد الذي تناول اعتداءات سبتمبر، ولكن السينما الأميركية والعالمية تناولت الأمر الذي أحدث دوياً وتغييراً كبيراً في مسار العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، بوجهات نظر متباينة وتركيز على سقوط البرجين أو ضرب البنتاغون أو سقوط إحدى الطائرات بالمهاجمين والركاب قبل تنفيذ مهمتها، أو حتى بعمليات الانتقام والاختراق التي قامت بها الاستخبارات الأميركية بحق من قاموا بالعمليات.
في فيلم البرجين التوأمين، "توين تاورز"، الذي صنعه دان ميث، صانع أفلام الكرتون والأنيميشن المعروف، نرى المدى الذي وصل إليه أثر تدمير البرجين في تحديد صورة نيويورك ولعقود تالية للحدث، فقد كان مركز التجارة العالمي معروفاً للعالم عبر عشرات الأفلام الشهيرة التي ظهر في مشاهدها منذ 1969 وحتى 2001، وقد تحول إلى رمز لوعد وقوة أعظم مدينة أميركية.
كان تصميم البرجين التوأمين بيد مهندس معماري ياباني، وبنيا في حي مانهاتن المرتبط بالمهاجرين العرب، الذين قدموا في أوائل القرن العشرين ويقع بالقرب من الحي الصيني، وكان عماله من جميع الجنسيات من كبار المديرين التنفيذيين السويسريين إلى النوادل وعمال النظافة البنغاليين.
في فيلم "جاك ريان: تجنيد الشبح" أو "جاك ريان: شادو ريكريوت"، يتم تجنيد الاقتصادي، جاك ريان (كريس باين)، من قبل وكالة المخابرات المركزية لمراقبة العمليات المالية السرية، ويتابع الفيلم قصة الشاب منذ اعتداءات سبتمبر وخدمته في حرب أفغانستان، والتي مزقته للأبد، وأيامه الأولى كمحلل في وحدة المخابرات المالية في "سي آي إيه" الجديدة، ومدربه المخضرم، كيفين كوستنر.
وتألق الفيلم، الذي حصد إيردات في شباك التذاكر تتجاوز 130 مليون دولار، وكانت كلفته 60 مليوناً.
الرحلة رقم 93 والتي كشف ركابها عن طريق الهواتف المحمولة أن هناك طائرات أخرى تتجه لنفس فعل الطائرتين اللتين ضربتا البرجين، وعن توجه هذه الطائرة إلى واشنطن العاصمة، ويصور فيلم "يونايتد 93" خصوصاً منذ بدايته، حكاية داخل الطائرة فكل همسة ونظرة وكل إيماءة لبريء والحيرة على الوجوه.
تتصاعد القصة ويستطيع الركاب إفشال المخطط وتسقط الطائرة على حقل في بنسلفانيا، بدلاً من تدمير مبنى الكابيتول.
في فيلم "مركز التجارة العالمي"، من إخراج أوليفر ستون، نرى دراما كارثية استناداً إلى اعتداءات 11 سبتمبر على مركز التجارة وبطولة نيكولاس كيدج، ويركز ستون على القصص الإنسانية الفردية، وقال المخرج لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الحدث كان أسطورياً من الجانب السياسي، واستخدمه الكثيرون لتحقيق مكاسب سياسية، وأعتقد أن أحد أهم فوائد الفيلم أنه يذكر بما وقع في ذلك اليوم بصورة واقعية جداً، فيما يطرح فيلم "ليل نهار ليل نهار" ما كان شائعاً بعد الاعتداءات، من رؤية الملصقات التي تحث الجمهور على البحث عن الأشخاص والأنشطة المشبوهة، وما يجري من تفتيش لحقائب المارة في محطات المترو، وفكرة الفيلم لبث الخوف من العدو الداخلي، ورحلة تتبع امرأة غامضة تريد تفجير التايمز سكوير، من هي؟ ولماذا تفعل ذلك؟ أسئلة في الفيلم تثير لذة الدراما مع توصيل الرسالة.