جدل كبير أثاره تصاعد تغيّر خطاب بعض مسؤولي الحكومة المصرية بشأن المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر سياسية مصرية أنه بداية توجه جديد لتخفيف حدّة الضغط الغربي على النظام المصري، رأت قيادات إخوانية أنه مجرد أحاديث تأتي في إطار مناورة للوقيعة بين مكونات معسكر الشرعية.
وزير الدولة للشؤون القانونية ومجلس النواب المستشار مجدي العجاتي قال إن المصالحة الوطنية والمجتمعية أمر نص عليه دستور 2014.
ورد العجاتي على هجوم عدد من النواب والسياسيين عليه بشأن تصريحاتٍ له عن المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، قائلا "ومن يعترض على كلامي؛ عليه أن يقرأ الدستور"، مضيفا في تصريحات صحافية "ملتزمون بتطبيق الدستور، والذي أوجب العمل على إقرار المصالحة الوطنية بين فئات الشعب، بشرط ألا تكون أيديهم قد تلوثت بالدماء، أو نسبت إليهم أفعال إجرامية، وإذا كانت هناك فئة تعارض ذلك فهذا شأنهم، ولكننا كحكومة ملتزمون بتطبيق نصوص الدستور".
وتعد تصريحات العجاتي الأكثر وضوحا وصراحة في هذا الشأن، مؤكدا أنه لا يوجد أي اعتراض من الحكومة على ما قاله بشأن المصالحة مع أعضاء الجماعة.
وكشف كذلك أن وزارته عاكفة على وضع الصياغة النهائية لمشروع قانون العدالة الانتقالية، المقرر إصداره قبل نهاية دور الانعقاد الأول للبرلمان وفقًا للدستور، مؤكدًا أن القانون يتضمن عددًا من المبادئ ذات العلاقة بالمصالحة الوطنية، وفقًا لما نص عليه الدستور، تبدأ بكشف الحقيقة والمحاسبة وتعويض الضحايا وفقًا للمعايير الدولية.
في المقابل، يرفض قطاع شبابي كبير داخل الجماعة مجرد النقاش بشأن أي مصالحة مع النظام الحالي قبل القصاص لدماء الشهداء الذين سقطوا منذ الثلاثين من يونيو/ حزيران 2013، وكذلك محاسبة القائمين بالانقلاب العسكري ضد الرئيس المعزول محمد مرسي.
وفي تعليقه على هذه المستجدات، قال أمين لجنة العلاقات بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، محمد سودان، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، إن: "من يريد الحديث عن أية أمور سياسية فليس أمامه إلا طرْق باب الرئيس محمد مرسي، ومرشد الإخوان محمد بديع"، مؤكدا أن من لديه ما يطرحه فعليه أن يتوجه إليهما؛ لأنهما هما اللذان يحق لهما الحديث بأي أمور متعلقة بالإخوان المسلمين".
وأضاف: "لا نستبعد أن يكون الحديث المتصاعد داخل الحكومة والنظام المصريين بشأن المصالحة مع جماعة الإخوان، مجرد رسائل لتمزيق المعسكر المقاوم للنظام"، متابعاً "حتى الآن سمعنا مبادرات كثيرة من أشخاص مقربين من النظام مثل سعد الدين إبراهيم، ولكن كلها كانت مجرد كلام فقط".
وشدد سودان على أنهم يتحركون ككتلة واحدة مقاومة ورافضة للنظام السياسي هم وحلفاؤهم، قائلا "إننا ككتلة لن نقوم بأي تنازلات أو بتوقيعات دون موافقة كل الفصائل التي جمعها تحالف دعم الشرعية".
وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن رئيس ائتلاف دعم مصر البرلماني صاحب الأغلبية النيابية اللواء سعد الجمال أكد في تصريحات صحافية له أن الائتلاف لا يمانع في عقد مصالحة مع الجماعة وفق شروط محددة.