صنع المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني نهضة داخل أتلتيكو مدريد منذ وصوله في 2011، وحوّله من فريق متوسط إلى بطل في إسبانيا وأوروبا، واسم يخشاه الجميع ويضم نخبة من أفضل لاعبي العالم، مما يزيد مخاوف إدارة النادي من الانهيار بعد رحيل المدرب.
وقبل سنوات قال إنريكي سيريزو، رئيس أتلتيكو إنه يتمنى أن يبقى سيميوني مدى الحياة في النادي، على غرار أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد التاريخي وأرسين فينغر في أرسنال، لكن هذه الرغبة تصطدم بطموح سيميوني في تدريب فريقه السابق إنتر ميلان في الدوري الإيطالي مستقبلاً.
وينتهي عقد سيميوني في 2020، وربما سيكون مقعد مدرب الإنتر متاحاً أمامه في هذا الوقت، لكن الأتلتي يضغط لإقناعه بتجديد العقد والاستمرار في مسيرته الناجحة، رغم أن حياة المدربين تكون قصيرة دائماً في الليغا.
وقضى يوهان كرويف 8 مواسم في قيادة برشلونة، لكن الفترة الأطول كانت من نصيب ميغيل مونيوز الذي قضى 14 عاماً في تدريب ريال مدريد، ومن الصعب التيقن من أن سيميوني سيستمر لفترة طويلة بعد أن أكدت شقيقته ووكيلة أعماله ناتاليا مؤخراً، أنه يحلم بتدريب الإنتر رغم أن وضع أتلتيكو يبدو أفضل بكثير من النادي الإيطالي حالياً.
ورفض سيميوني عرضاً لتدريب منتخب الأرجنتين خلفاً لسامباولي، بعد الاخفاق في كأس العالم في روسيا، بداعي أنه يفضل حالياً خوض مسيرة مع الأندية، فضلاً عن حالة عدم الاستقرار الإداري بالاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم.
وقال سيموني رداً على مسألة التجديد :"لم أجتمع منذ فترة مع خيل مارين المسؤول الإداري، سنلتقي قريباً وسنتحدث وإن كان هناك خبر مهم سنعلنه أمام الجميع" لتظل المسألة غامضة، حيث يخشى أتلتيكو الانهيار وافتقاد الهوية التي صنعها سيميوني ببناء فريق من أسماء مغمورة، حولها إلى نجوم لامعة وبأسلوب يعتمد على الدفاع الصلب وخط وسط قوي وهجوم يجيد المرتدات السريعة، ويطعم كل هذا بحماس وشغف هائل وربما لن يتمكن أي مدرب آخر من تعويضه لاحقاً، مما قد يبعد أتلتيكو عن التنافس.