أبو مرزوق: المصالحة الفلسطينية لا تحتاج اتفاقات جديدة

08 مايو 2015
التقى أبو مرزوق قيادات لبنانية وفلسطينية (حسين بيضون)
+ الخط -

أكد نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، موسى أبو مرزوق، أن "هدف العدو الإسرائيلي هو عزل قطاع غزة عن العمق الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، من خلال اتفاق هدنة، مقابل السماح بدخول البضائع المتنوعة إلى القطاع".
وأشار أبو مرزوق، في لقاء مع عدد قليل من الصحافيين على هامش زيارته إلى بيروت، وحضرته "العربي الجديد"، إلى أن عددا من المبعوثين الدوليين وممثلين لحكومات أوروبية، تلقفوا طرحاً إسرائيلياً، بضرورة تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة، بهدف تجنب حروب جديدة. ولفت إلى أن "حماس" تعتبر أن قراراً من هذا النوع تتخذه الفصائل الفلسطينية، وليس فصيلاً واحداً، مشيراً إلى أن وفد الفصائل الذي فاوض في القاهرة بهدف وقف إطلاق النار خلال حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة، قد يكون جهةً صالحةً لهذا النوع من الحوار غير المباشر.
وأكد أبو مرزوق أن "المطلوب من هكذا اتفاق هو العودة بمكاسب سياسية للشعب الفلسطيني، وليس مجرد مكاسب معيشية"، مشيراً إلى أن مشكلة "حماس" مع اتفاق أوسلو هي مبادلة مكاسب سياسية بحقوق اقتصادية.

وفيما يخصّ ملف الأسرى، لفت أبو مرزوق إلى أن حركة "حماس" تشترط تنفيذ جميع بنود صفقة "شاليط" (الوفاء للأحرار)، قبل الشروع في مفاوضات غير مباشرة لأي عملية تبادل جديدة. وهنا لفت إلى أن السلطات الإسرائيلية أعادت اعتقال عدد من الأسرى الذين أفرج عنهم خلال صفقة "شاليط"، واشترطت على بعضهم "الموافقة على إبعادهم إلى غزة مقابل إطلاق سراحهم مجدداً". كما أشار أيضاً إلى أن الحركة طالبت مصر بأداء دورها، كراعٍ لهذه الصفقة.
وفي إطار العلاقة مع مصر، تحدث أبو مرزوق عن انقطاع العلاقة لفترة من الزمن، ثم عودتها بشكلٍ متقطع. ولفت إلى أن أولويّة مصر اليوم، هي ضبط وضعها الأمني الداخلي، خصوصاً في سيناء. وجدد أبو مرزوق مطالبة السلطات المصرية "بفتح معبر رفح المغلق منذ 60 يوماً بشكل متواصل، لأن فتحه لأيام قليلة يعقد مشكلة سكان قطاع غزة ويزيد من الازدحام على المعبر".
يُكرر أبو مرزوق مراراً في حديثه، أن فلسطين لم تعد أولويّة عند العرب. فالعرب برأيه منشغلون بأزماتهم الداخليّة من مصر إلى سورية والعراق واليمن وليبيا. يعتقد الرجل "الدبلوماسي" في الحركة الإسلامية أن "التآكل الذاتي الذي يصيب الدول العربية حالياً أدى بها إلى التركيز على ملفاتها الداخلية، فكانت القضية الفلسطينية هي الخاسر الأكبر في هذا الوضع".

يُترجم أبو مرزوق تخوّفه من الانشغال العربي بقضايا غير القضية الفلسطينيّة، بالقول إن "الحركة لا تجد نفسها في أي حلف إقليمي قائم، تبتعد عن الانحياز، وذلك لصالح القضية الفلسطينية التي تشكل معيار الحوار مع الأطراف الإقليميين"، وأكّد أن العلاقة مع إيران لم تنقطع يوماً.
لكن هذا التشاؤم من الواقع العربي، يُقابله تفاؤل أكثر من حذر من العلاقة مع السعوديّة. "لا نريد أن نبني قصوراً من أوهام" يقول أبو مرزوق.
يُجيب بحزم على سؤال عمّا إذا أزيلت "حماس" عن لوائح الإرهاب في بعض الدول العربية، فيقول "لم تضعنا أي دولة عربية على لوائح الإرهاب".
يختصر أبو مرزوق العلاقة مع السعودية، بالقول إن أي علاقة تحتاج طرفين، و"موقف حماس المبدئي هو الانفتاح وإزالة كل ما قد يؤدي إلى سوء فهم أو تقدير مع الدول العربية"، ولا يبدو أن المسؤول في حركة "حماس" يُريد التحدث باسم الطرف الثاني في هذا الموضوع. ولفت إلى أن سبب تدهور العلاقة مع الرياض كان "اتهامنا بأننا أفشلنا اتفاق مكة للمصالحة، وهذا غير صحيح، إذ إن الاتفاق أُفشل بأدوات فلسطينية، وبترجمة لرغبات بعض الدول العربية وغير العربية".

وفي هذا السياق، تحدث أبو مرزوق عن أن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قد طرح على "حماس" فكرة عقد مؤتمر "مكة 2" للمصالحة من دون تحديد موعد لذلك، لكنه لفت إلى أن ما تُريده "حماس" هو تنفيذ الالتزامات السابقة، وليس عقد اتفاقات جديدة. وهنا لفت إلى أن لقاء عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عزام الأحمد، لم يكن مرتبا بشكل رسمي، وبالتالي لم ينتج عنه أي أمر جديد.
وفي هجوم غير مباشر على حركة "فتح"، اعتبر أبو مرزوق أن "الأطراف الداخلية الفلسطينية الأخرى تبني مواقفها من ملف المصالحة بحسب التقلبات السياسية العربية، وتقع في الغرور السياسي والجغرافي، في مقابل موقف حماس الداعي إلى إخراج الشعب الفلسطيني من التجاذبات السياسية القائمة في العالم العربي".
المساهمون