أبو تريكه وآخرون...نجوم وأبطال مصريون دفعوا ثمن التعاطف مع "رابعة"
14 اغسطس 2020
+ الخط -

دفع الرياضيون الذين شاركوا أو أيدوا أو دافعوا عن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر ما بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2013 التي تحل الذكرى السابعة لها اليوم ثمنا باهظا كلفهم الكثير.

وطرحت النهاية الحزينة نفسها الآن، للذين شاركوا في الاعتصامين، ورفضوا عزل الراحل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية عبر بيان الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز ما بين التواجد خارج البلاد، أو البطالة وفقدان العمل والفرص.

ويمكن القول إن الرياضيين المصريين الذين شاركوا أو تعاطفوا بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة دفعوا الثمن باهظا في رحلتهم الرياضية، وتعرضوا للكثير من الهجوم والتنكيل، ومنهم من فقد نجوميته في مجال عمله، ومنهم من فقد وظيفته، ومنهم من التزم الصمت، ومنهم من ظل لسنوات عاطلا، ومنهم من رحل عن دنيانا قتيلا.

وتمثل أحداث فض اعتصام رابعة والنهضة شرارة البداية في رحلة النهاية الحزينة والمأساوية التي لاحقت كل النجوم، ممن شاركوا في الاعتصامين، أو حرصوا على المشاركة في المباراة الشهيرة لكرة القدم، أو رفعوا شعار رابعة في ما بعد تعاطفا مع الضحايا، أو ارتدوا قمصانا عبروا خلالها عن مواقف سياسية لهم، أو خرجوا في مسيرات أو هاجروا.

ويطرح السؤال نفسه، ماذا حدث لنجوم الرياضة المصرية الذين شاركوا في اعتصامي رابعة والنهضة؟ سؤال تجيب عنه الحكايات المثيرة التي نستعرض فيها النهاية الحزينة لهم في مختلف المجالات، ما بين لاعبين في منافسات فردية أو جماعية أو حكام أو معلقين أو مدربين.

أبو تريكة... أسطورة حاولوا إسقاطها

لا تمر ذكرى اعتصامي رابعة والنهضة، دون أن يتصدر محمد أبوتريكة أسطورة الكرة المصرية والعربية المشهد الرياضي والسياسي كاسم كروي كبير، أصبح مغادرا لمصر وغائبا عن شوارعها وملاعبها واستوديوهاتها بعد سنوات طويلة حقق خلالها بطولات محلية وقارية وعالمية، رفع فيها العلم المصري عاليا، سواء برفقة الأهلي أو المنتخب المصري.

لم يجد أبوتريكة أمامه إلا الخروج من البلد، بعد إعلانه خلع القميص الأحمر واعتزال الكرة عقب إدراج اسمه في قضايا عديدة، على رأسها الإرهاب. ولكن ماذا حدث؟ السؤال هنا يستدعي العودة من جديد بالذاكرة إلى أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة، وقبل فض الاعتصام في أغسطس 2013، كان أبوتريكة لا يزال لاعبا كبيرا في الأهلي ويقود المنتخب المصري في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم.

وانهالت الاتهامات تلاحق أبوتريكة بشكل صريح بالمشاركة في تمويل التظاهرات وقتها، وهو ما نفاه اللاعب، ثم أثير بعدها حضوره لأكثر من تظاهرة على هامش الاعتصام، وهو ما نفاه سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي وقتها بداعي تركيز اللاعب في مشواره مع الفريق ببطولة دوري أبطال أفريقيا.

ولم يؤيد أبوتريكة بيان 3 يوليو، وزادت الاتهامات بشراسة ضده عقب فض الاعتصام، فتارة يجرى الترويج لمشاجرة تمت بينه وبين أحد ضباط الجيش المصري ونسب إلى أبوتريكة قوله للضابط "انتوا جايين تحمونا وانتوا بتقتلوا الشعب في النهضة ورابعة"، وهي مقولة وجدت صدى واسعا وخرج مسؤولو الأهلي  لنفيها بشكل صريح والتأكيد على أن اللاعب لم يرتكب خطأ ضد أي ضابط بالجيش، ولم يجر حوارا بينه وبين أي ضابط بشكل غير لائق، والمثير في الأمر تعمد اللاعب وقتها التعامل مع هذا الملف بالصمت التام والتجاهل ليفاجئ الجميع بقرار خطير عقب الحصول على لقب بطل دوري أبطال أفريقيا 2013 في نهاية العام، وهو اعتزال الكرة نهائيا.

وهنا بدأت النهاية الحزينة لأبوتريكة رغم إسداله الستار على مسيرته بإنجاز تاريخي، كان هو بطله في مواجهة أورلاندو بيراتس بطل جنوب أفريقيا، ففي مراسم توزيع الجوائز رفض نجم الأهلي الكبير توجيه التحية إلى طاهر أبوزيد وزير الشباب والرياضة وقتها، ولم يتسلم ميداليته منه، وكان أبوتريكة على علاقة متوترة مع طاهر أبو زيد بسبب مشادة جرت قبلها بينهما على هامش معسكر المنتخب المصري قبل مواجهة غانا في إياب الدور النهائي للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 2014، وجرى تفسير الأمر بشائعة جديدة تقول إن أبوتريكة رفض تحية طاهر أبوزيد بوصفه وزيرا انقلابيا، ليجد أبوتريكة نفسه محاصرا بعدها بالعديد من القضايا التي وصلت إلى حد وضع أمواله تحت الحراسة، وكذلك حرمانه من مستحقات مالية متأخرة له في النادي الأهلي بعد اعتزاله تصل إلى 3 ملايين جنيه، ولم ينجح اللاعب في الحصول عليها سواء من حسن حمدي رئيس النادي وقتها، ثم محمود طاهر رئيس النادي التالي، والغريب أن أبوتريكة ظل لأكثر من عام في مصر لا يتواجد في المشهد الرياضي، وتعمدت القنوات الفضائية وقتها تجاهل دعوته للعمل كمحلل للمباريات بسبب سلسلة القضايا التي تلاحقه كما تجاهل محمود طاهر في صيف عام 2014 مطالب جماهيرية بتعيينه مديرا للكرة خلفا لسيد عبد الحفيظ في ظل دعم أبوتريكة لأحمد عبد الظاهر زميله في الفريق بعد إيقافه على خلفية " شارة رابعة الشهيرة "، ولم يجد أبوتريكة سوى السفر إلى قطر للعمل محللا لمباريات بطولة كأس العالم  بالبرازيل عام 2014، واستمرت إقامته مع إدراج اسمه في قوائم ترقب الوصول.

وغاب أبوتريكة ولكن لم تغب سيرته، فهو دائم التعرض للنقد من جانب مقدمي البرامج السياسية في مصر، مثل توفيق عكاشة وعمرو أديب وآخرين، مع كل موقف سياسي يظهر خلاله أبوتريكة ومحاولة تصديره للجماهير" كعدو للبلد " وكشخص يحارب النظام ، ووصل الأمر إلى حد تعرض هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المصري السابق لانتقادات كبيرة عندما ظهر بجانب أبوتريكة وقت انتظار الوفد المصري الرسمي قرار الاتحاد الأفريقي "كاف" بشأن تحديد هوية الدولة المستضيفة لمنافسات كأس الأمم الأفريقية 2019.

ولم تتوقف محاربة أبوتريكة إعلاميا، بل امتدت إلى أمم أفريقيا 2019، التي شهدت طرح الجماهير الأهلاوية فكرة الهتاف باسمه في المدرجات مع حلول الدقيقة 22 مع كل مباراة، لتجرى ملاحقة الجماهير التي تهتف لأبوتريكة، وكذلك منع دخول أي مشجع للمباريات مرتديا قميصا يحمل رقم 22 الشهير الذي كان يرتديه أبوتريكة حينما كان لا يزال لاعبا في الأهلي والمنتخب المصري.

وواجه أبوتريكة أزمات أخرى، منها ما هو إنساني تسبب في ألم كبير له، وعلى رأسه وفاة والده في القاهرة بعد صراع مع المرض، وحرمانه من تلقي عزائه، ليكتفي بالتغريد على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

كما لم ينجح أبوتريكة في الحضور للقاهرة أكثر من مرة أثناء مرض والدته، وحرص على أن يستغل سفر المعلق الجزائري حفيظ دراجي للقاهرة للتعليق على أحداث كأس الأمم الأفريقية في 2019 لزيارة والدته والاطمئنان عليها خاصة مع تعرضها لأكثر من أزمة صحية في السنوات الأخيرة.

ولم يقدر البعض حجم علاقته القوية مع محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي وأفضل لاعب كرة في أفريقيا حاليا، والذي يعتبر أبوتريكة المثل الأعلى والقدوة الكروية له، حيث تبناه حينما بدأ الثاني رحلته في المنتخب المصري أواخر عام 2011.

وتعرض صلاح لانتقادات عنيفة بسبب صوره مع أبوتريكة خلال احتفالات عديدة مثل احتفال صلاح بالحصول على الكرة الذهبية ولقب أفضل لاعبي القارة في عام 2018، وكذلك عند حصوله مع ليفربول على لقب بطل كأس دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم.

ورفض صلاح محاولات الوقيعة بينه وبين أبوتريكة بشكل لافت رغم تعرض صلاح نفسه لانتقادات عنيفة بسبب ظهوره المتكرر مع أبوتريكة، متناسين أنه – أي أبو تريكة-  كان أكبر داعم له في المنتخب المصري بين عامي 2011، 2013، بل وتصريحه الشهير لصلاح بأنه مستقبل الكرة المصرية عندما قرر أبوتريكة الاعتزال النهائي في عام 2013، عقب فشل المنتخب في الحصول على تأشيرة التأهل إلى كأس العالم 2014.

ورغم هذه الأحداث إلا أن الجماهير المصرية لا تنظر لأبوتريكة سوى كأسطورة كروية لا تنسى، حققت ما لم يحققه لاعب في الألفية الثالثة داخل مصر مثل الحصول على لقب أفضل لاعب داخل أفريقيا 4 مرات والحصول على أفضل لاعب في مصر 6 مرات خلال 10 سنوات ارتدى فيها القميص الأحمر، والفوز مع الأهلي ببطولة دوري أبطال أفريقيا 5 مرات، بالإضافة إلى الميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم للأندية مرة، بجانب أكثر من 15 بطولة محلية وقارية أخرى، والفوز مع المنتخب المصري ببطولة كأس الأمم الأفريقية مرتين عامي 2006، 2008، والمشاركة في كأس العالم للقارات عبر مسيرة لن تسقط من الذاكرة.

 

 

عبد الظاهر وثمن رفع الشعار!

 لم يكن الأمر عاديا، بل امتد لكثير من النجوم والأبطال المصريين في بلادهم، حينما دفعوا ثمنا غاليا بسبب المشاركة أو التعاطف مع أحداث رابعة والنهضة، ومن بينهم المهاجم أحمد عبد الظاهر، إذ أطلق عليه لقب "مهاجم رابعة"، فهو صاحب الإشارة التي فجرت الغضب ضده، وتسببت في إنهاء مشواره الكروي بشكل لافت أو على الأقل إهدار أهم سنوات عمره داخل المستطيل الأخضر وتحول من مهاجم فذ إلى لاعب طريد.

عبد الظاهر، نجم النادي الأهلي وقت "أحداث رابعة"، في أغسطس/ آب 2013، حيث كان اللاعب الأغلى في تشكيلة "الميركاتو" الشتوي للفريق، وتكبد الأهلي 5 ملايين و500 ألف جنيه لشرائه من إنبي، بخلاف انضمامه لصفوف المنتخب المصري الذي كان يقوده الأميركي بوب برادلي.

ولم يكن لعبد الظاهر موقف سياسي واضح مما حدث في رابعة، وكان وقتها يشارك مع الأهلي في سباق الدفاع عن لقبه بطلا لدوري أبطال أفريقيا لموسم 2013، وفي إياب الدور النهائي للبطولة وخلال لقاء الأهلي مع أورلاندو بيراتس، بطل جنوب أفريقيا، نجح عبد الظاهر في تسجيل هدف جميل، وساهم في فوز الأهلي بهدفين مقابل لا شيء والتتويج بطلا، وبعد التسجيل فاجأ عبد الظاهر الجميع بالإشارة بيديه علامة رابعة الشهيرة، وبعد التتويج لم يحتفل عبد الظاهر باللقب والكأس مع الأهلي بعدما لاحقته اتهامات كثيرة وهجوم إعلامي عنيف، وسمي "مهاجم رابعة "، وتعالت الأصوات تدعو إلى استبعاده من الأهلي أو معاقبته.

وفي اليوم التالي لتتويج الأهلي، بدأت العاصفة تتصاعد ضد عبد الظاهر، وانطلقت شرارتها من قرار اتحاد كرة القدم برئاسة جمال علام بإحالته للتحقيق. وبالفعل خضع اللاعب للتحقيق ليجرى إيقافه 3 أشهر كاملة، فيما عاقبه الأهلي ماليا بشكل سري وقيل إن الغرامة وصلت إلى اقتطاع 500 ألف جنيه مع عرضه للبيع. والمفاجأة أن الأندية المصرية رفضت التقدم لشراء اللاعب في ظل لقب مهاجم "رابعة" الذي لاحقه بعد نهائي دوري الأبطال.

ولم يجد أحمد عبد الظاهر حلا لإنقاذ مشواره الكروي سوى السفر إلى ليبيا والاحتراف هناك في نادي الاتحاد، ولكنه لم يستمر كثيرا وعاد للأهلي مع بدايات موسم 2014 – 2015. وبسبب قيده في القائمة، تعرض محمود طاهر، رئيس الأهلي وقتها، لاتهامات عنيفة وضغوط كبيرة دفعته لمطالبة الجهاز الفني للفريق باستبعاد عبد الظاهر تماما من الحسابات. وبالفعل اختفى اللاعب تدريجيا من تشكيلة الأهلي في مبارياته المحلية، بل تعاقد الأهلي مع أكثر من مهاجم لطي صفحة الدفع به في أي مباراة، ليقرر عبد الظاهر الرحيل. وبعد خلعه لقميص الأهلي، حاول ممارسة كرة القدم بشكل طبيعي، ووقع لنادي إنبي، ولكنه لم يحصل على فرصته كاملة رغم تاريخه في النادي، ثم انتقل إلى مصر المقاصة في العام التالي، 2017، ووجد التجاهل التام، وبعدها انتقل لحرس الحدود، في صفقة لم يجر تفعيلها، قبل أن يوقع، قبل بداية الموسم الجاري، لنادي أسوان، وشارك معه في عدد قليل من المباريات، ثم تعرض لإصابة قوية في الرباط الصليبي استدعت غيابه عن الملاعب لستة أشهر لا تزال مستمرة، وسط توقعات بإمكانية إعلانه الاعتزال في نهاية الموسم الجاري بعد تخطيه الخامسة والثلاثين من العمر.

ومثلما اختفى أحمد عبد الظاهر نجم الكرة الأهلاوية، اختفى نجم أهلاوي سابق، كان من أبرز مديري الكرة في الملاعب المصرية وصاحب نجاحات كبيرة وصلت إلى حد وصفه بالراحل ثابت البطل، واعتباره خليفة الأخير في المجال الإداري بعدما ترك تجارب ناجحة في الأهلي والمصري.

هو محمد رمضان، نجم الكرة الأهلاوية في بداية التسعينيات ومدير الكرة الشهير الذي كان من أبرز اللاعبين الذين شاركوا في لقاء رابعة والنهضة الشهير على هامش الاعتصام وقتها، وكان قد اعتزل الكرة قبلها بنحو 19 عاما.

وبعد الواقعة أصبح محمد رمضان من الأسماء المرفوضة للعمل في كبار الأندية، ومن بينها الأهلي، الذي كان في طريقه لتعيين رمضان مديرا للكرة في عام 2014 بدلا من سيد عبد الحفيظ، وتراجع محمود طاهر، رئيس النادي وقتها، في اللحظة الأخيرة. وتكرر السيناريو مع محمود الخطيب، رئيس النادي الحالي، الذي كان في طريقه لتعيين رمضان مديرا لقطاع الناشئين في عام 2018، وعقد معه اجتماعا في مقر النادي لحسم الاتفاق، ولكنه تراجع في ظل التخوف من الانتماء السياسي المروج عن رمضان بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين إضافة إلى واقعة مشاركته في مباراة نهضة ورابعة، والخوف من اتهام الخطيب بأخونة الأهلي.

ومنذ عام 2013 لم يعد محمد رمضان موجودا في دائرة العاملين في مجال الإدارة الرياضية سواء مديرا للكرة أو مديرا لقطاع الناشئين رغم نجاحاته في هذه المهمة لفترة طويلة.

وعانى سمير صبري، كابتن نادي إنبي والمنتخب المصري، من المشكلة نفسها أيضا، فهو نجم كروي آخر لا يقل نجومية عن أحمد عبد الظاهر ونال لقبا تاريخيا كلاعب، هو لقب بطل كأس الأمم الأفريقية عام 2006، ولمع كرويا في الفترة بين عامي 2003 و2012، وكان كادرا فنيا وإداريا يجري تجهيزه في إنبي للإشراف على الكرة.

وبعد إنبي لعب سمير لفترة مع بترول أسيوط قبل أن يتجه للمجال السياسي بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي شارك فيها، وكانت سببا في تدهورعلاقته مع إدارة إنبي التي كانت تستعد لتعيينه في منصب مثل مدير الكرة أو مدير قطاع الناشئين، ولكن مرت الأشهر وأصبح سمير مشاركا في اعتصام نهضة ورابعة، وكذلك شارك في المباراة الودية التي جرت على هامش الاعتصام، وكان أشهر اللاعبين الذين تواجدوا في تلك المباراة ليجري اتهامه بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. ولم يستمر سمير صبري بعدها في مصر عقب تعرضه للمضايقات وسافر للخارج، واختفى تماما عن المشهد الكروي في مصر خلال السنوات السبع الأخيرة.

حكام سقطوا ضحايا

مثلما كتب على النجوم المتضامنين مع معتصمي رابعة والنهضة نهاية مسيرتهم، أنهت في الوقت نفسه مسيرة حكام مهمين ومن بينهم كان حمدي شعبان حكم المباراة وأحد أبطال تراجيديا فترة ما بعد فض اعتصام رابعة والنهضة، والذي كان يطلق عليه "جمال الغندور الصغير" بوصفه خليفته.

وفي أغسطس 2013 كان حمدي شعبان من بين المتظاهرين المعتصمين ضد قرار عزل الراحل الدكتور محمد مرسي، ثم شارك في إدارة مباراة النهضة ورابعة الشهيرة كحكم ساحة وكان وقتها يحمل الشارة الدولية ومرشحا للعمل في منافسات كأس الأمم الأفريقية 2015، ولكن بمشاركة حمدي شعبان في مباراة الاعتصام انتهت رحلته التحكيمية سريعا، حيث أصدر اتحاد الكرة قرارا بإيقافه، وإحالته للتحقيق، وتطورت الأحداث سريعا بقرار تجميد تام للحكم الدولي تماما، وإبعاده عن العمل في أي مجال يخص التحكيم.

كما قدمت الأسرة التحكيمية المصرية شخصيات أخرى، يتصدرها ناصر صادق مساعد الحكم والإعلامي، والذي كان من بين المشاركين في اعتصامي رابعة والنهضة.

وتسبب هذا الموقف السياسي في إبعاده عن عمله الأصلي، بتقديم البرامج الرياضية حيث كان يقدم برنامجا يخص التحكيم وتحليل أداء الحكام في المباريات وكذلك إبعاده عن العمل في مجالي مراقبة الحكام أو الانضمام إلى لجنة الحكام.

والمثير في الأمر أن ناصر صادق عاش في عام 2013 أجواء عصيبة بخلاف المشاركة في اعتصامي رابعة والنهضة، حيث تم إيقافه دوليا على هامش حملة تعرض لها بسبب رفضه استضافة إسرائيل لمنافسات كأس الأمم الأوروبية للشباب عبر مشاركته في حملة للرياضيين المصريين بسبب العدوان الإسرائيلي على فلسطين، وحاول اللجوء إلى وزارة الشباب والرياضة لدعمه دون جدوى ليتزامن ذلك مع قراره بالاعتزال والابتعاد عن العمل الإداري، وكذلك يختفي من الشاشة عقب عمله محللا رياضيا في قناة الجزيرة، والذي تزامن مع إعلان اتحاد الكرة إيقافه رسميا والتحقيق معه.

المساهمون