أبو النجا ورفاقها... "الورد اللي فتح في جناين مصر"

08 نوفمبر 2014
من الصور المتداولة على مواقع التواصل (فيسبوك)
+ الخط -

أصابت، الدهشة قسماً كبيراً من المصريين، منذ أيام، بعد إعلان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تعيينه الدكتورة، فايزة أبو النجا، مستشارته الشخصية لشؤون الأمن القومي، وتعيين وزير الداخلية السابق، أحمد جمال الدين، مستشاراً أمنيّاً.
وكانت، المفارقة، أن ملايين المنتمين إلى ثورة يناير، كانوا أقل اندهاشاً، بينما أصابت الدهشة، الكثير من مؤيدي السيسي. والسبب أن أبو النجا غادرت المشهد السياسي المصري عقب فضيحة "التمويل الأجنبي" الشهيرة إبان حكم المجلس العسكري. وجمال الدين معروف لدى المصريين بأنه "جزار" أحداث محمد محمود الشهيرة، ما اعتبره الكثير من المراقبين، انتقاماً جديداً من أبناء الثورة، التي اعترف بها الدستور المصري الحالي، وتحذيراً شديد اللهجة للمجتمع المدني الذي له سوابق كثيرة مع أبو النجا.
مشاعر الصدمة والدهشة سيطرت على منصات التواصل الاجتماعي، وأحدثت لغطاً كبيراً، بين المصريين. فالصحافي، أحمد حسن الشرقاوي، اعتبر تعيين أبو النجا ضربة لثورة يناير، وعبر عن دهشته، وقال: "هل يموت كل هؤلاء الشهداء لكي تعيش فايزة أبو النجا وكمال الجنزوري وحسني مبارك! تسقط دولة العواجيز... تسقط دولة الفساد". وفي السياق نفسه علق الحقوقي، جمال عيد: "سناء سيف ويارا سلام في السجن، وفايزة أبو النجا في السلطة".
فيما برر القيادي في "الجماعة الإسلامية"، طارق الزمر، القرار بـأن "فايزة أبو النجا هي طوق النجاة اﻷخير لنظام السيسي". الصحافي، وائل عبد الفتاح، رأى القرار ردة لنظام مبارك وعلق:"المشكلة في فايزة... ليس العمر والسن بالطبع، إنه عقل عاش في نظام يحتضر ومات على مقاعده، و يعود الآن كما يعود الزومبي في الكوارث". أما الناشطة مروة مأمون فاعتبرت القرار ضربة للمجتمع المدني المصري، وعلقت: "المجتمع المدني كده بخ خلاص .. تم إعلانه تهديد الأمن القومي وجار التعامل معاه بكل فايزة".
فيما سادت حالة من السخرية بين مستخدمي منصات التواصل تزعمها عدد من الأسماء المعروفة، وكان على رأسها د.الجوادي، الذي علق: "من اختصاصات فايزة التفاوض على ثمن إطلاق سراح قائد الأسطول السادس الأميركي المأسور". فيما وصفها الصحافي، سليم عزوز، في إحدى مقالاته بـ"الدهن في العتاقي". وعلق حاتم عزام على تصريحات الجنزوري الأخيرة بعودته على رأس تحالف انتخابي قريب لدخول البرلمان المرتقب وقال:" فايزة أبو النجا عادت، والجنزوري يلبي نداء الوطن... و تمكين شباب ثورة 19 كما ذكرت منذ أول الانقلاب، واللي مالوش خير في فايزة، مالوش خير في مصر".
على الجانب الآخر، احتفى المؤيدون لنظام السيسي بتعيين أبو النجا وجمال الدين، معتبرين القرار نصراً جديداً، مستعينين بافتتاحية نيويورك تايمز التي جمعت انطباعات المراقبين، ولم تعبر عن رأيها، واعتبرت القرار صفعة على وجه أميركا. واعتبر الناشطون المؤيدون للسيسي القرار "ضربة للخونة والعملاء الذين يعملون لحساب الولايات المتحدة"، ملمحين للناشطين المحسوبين على ثورة يناير، مما ينذر بمواجهة قريبة مع من تبقى منهم خارج السجن. فحضرت سارة فهمي والتي تعد الذراع الطولى لمؤيدي السيسي على "تويتر" هذه الأيام ، وقالت: "كانوا حافيين واشتروا شققاً وعربيات وعملوا أفراحاً في أفخم القاعات وراحوا يتنططوا في أوروبا وأميركا، ولما تسألهم منيين، يقولك أنت بتشكك في ثورة يناير". وأضافت:"ولما اتعينت فايزة أبو النجا هاجوا كلهم وزعلوا، لأنها عارفة وفاهمة كل قرش ملوث دخل جيوبهم جابوه منين، كل اللي يهمهم محدش يقرب من ملفاتهم".
من جانبها قامت حسابات الأخبار المحسوبة على النظام، كالأسرار العسكرية، ووكالة أونا وغيرها، بنشر مقال "نيويورك تايمز" بشكل مكثف، في محاولة لتبرير القرار، ووضعه في خانة الانتصار العظيم على الولايات المتحدة، وانبرى عدد من الكتاب الصحافيين لتعديد الفوائد الاستراتيجية لتعيين أبو النجا، وكان على رأسهم الصحافي، دندراوي الهواري، المعروف بقربه الشديد من الأجهزة الأمنية، والذي كتب مقالاً بعنوان "فايزة أبوالنجا تفضح اللوبي الأمريكى فى مصر".

دلالات
المساهمون