أبو الليف: مصر تعيش كارثة اقتصادية

قال الفنان المصري نادر"أبو الليف"، إن جولة صغيرة في شوارع المحروسة تلخص حجم الكارثة الاقتصادية التي تعيشها بلاده، مشيراً في حوار مع " العربي الجديد" إلى أن حفلات النجوم الأخيرة فشلت في جذب الأعداد المنتظرة لضعف الإقبال بسبب الأزمة.

* شاركتَ في إحياء حفلين مؤخراً في العاصمة الهولندية أمستردام. فهل قررت نقل حفلاتك خارج مصر؟
أقمت هناك بالفعل حفلين للجالية المصرية، والحمد لله حققتا نجاحًا، وهو ما جعلني أفكر فعليًا في إقامة عدد من الحفلات خلال الفترة المقبلة خارج مصر.

*هل السبب في هذا هو تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر؟
صحيح، للأسف الاقتصاد المصري يعاني جداً هذه الفترة، وأغلب منظمي الحفلات تراجعوا عن تنظيم حفلات لكبار النجوم، خوفًا من الخسارة، وخصوصًا أن حفلات النجوم الأخيرة فشلت في جذب الأعداد المنتظرة لضعف الإقبال، وهو ما يقابله المنظمون برفع في قيمة التذاكر، أملًا في تعويض الخسائر التي تلحق بهم، فضلا عن الخسائر الناجمة عن توقفهم عن طرح الألبومات.

*وهل أثرت الأزمة الاقتصادية المصرية على أبو الليف بصفة خاصة؟
طبعًا، ومن يقول إنه نجح في الهروب من فخ تلك الأزمة فهو كاذب، لأن كل مناحي الحياة في مصر تأثرت، ومن يكذّب كلامي، ينزل الشوارع ويسأل الناس على اختلاف البيئات والوظائف والتوجهات، ولأني ومنذ البداية وأنا قريب من مجتمعي ومشاكل بلادي، قررت مؤخرًا تسجيل أغنية جديدة باسم "نظرًا لحالة الغلاء" تأليف إسلام فرغلي، ومن خلالها أتطرق إلى حالة الغلاء وارتفاع الأسعار التي يعاني منها المصريون الآن، وهذا ما تعود عليه مني الجمهور، فقد خرجت من الشارع وهدفي ورسالتي التعبير عن حالة الشارع والبسطاء، وكل أغنياتي خاصة بمعاناة البسطاء وجسدت كثيراً من الأزمات والمشاكل الشخصية للعديد من الأصدقاء والجيران والمواطنين، فأنا أستمد أفكار وقضايا أغنياتي من القهوة والشارع.

*نفهم من كلامك أنك تحرص على متابعة كل ما يخص شؤون الاقتصاد كما تتابع أحوال أهل الفن والمجتمع؟
أنا كأغلب المصريين مهموم بالناس وقضاياهم، وحتى أكون قادرًا على التعبير عن كل ما يعكر صفو حياتهم، لا بد وأن أتابع كل ما يدور حولي على كافة المستويات، كما أن الاقتصاد أصبح أحد أهم الأشياء التي تشغل بال المصريين، إلى جانب كل ما يخص الشأن السياسي، والدليل على ما أقوله زيادة أعداد برامج التوك شو والصفحات والمساحات المخصصة للاقتصاد والسياسة في الصحف والمواقع الإخبارية.

*هل صحيح أنك قررت طرح أغنية "العيش والملح" لتدعو من خلالها إلى الوحدة ونبذ الخلافات؟
بالفعل، وذلك لأني وجدت أن حالة الكره والعداء تتفشى بين المصريين، والكل بات يخوّن ويكفّر الكل، لم يعد هناك من يود الاستماع لأحد عملًا بمبدأ "من ليس معي فهو ضدي"، ونحن لم نكن أبدًا على هذا الحال، لذا دعوت في أغنيتي إلى "مراعاة العيش والملح" كما نقول، وهذا يعني أننا إذا أكلنا يومًا في طبق واحد فعلينا أن نراعي أننا توحدنا على شيء، وأن نعود مرة أخرى إلى موائد الحوار لنلتقي عند نقاط مشتركة، ليس مهمًا أن أتفق مع توجهاتك السياسة أو أعارضها، المهم أن أحترم وجهة نظرك وأحترم رغبتك في التعبير عنها، وفي نفس الوقت عليك أن تحترم اختلافي معك ولا تدع الأمر يتجاوز حدود الاختلاف المحترم، لأن مركب الوطن لن يسير بدوني أو بدونك.

*وهل تعتقد أن الأغاني ستغيّر من هذا الكره والخلاف وحالة الانقسام التي يعيشها المجتمع المصري؟
كل منا لا بد وأن يحاول نبذ الخلافات والانقسامات عن طريق عمله ومهنته، خاصة إذا كان مشهوراً وشخصية معروفة اجتماعياً، فلو قمنا جميعاً كشخصيات معروفة ولها شعبية وجماهيرية بالاتفاق على هذا المبدأ والعمل عليه، سيكون الأمر أسهل كثيرًا وسننتهي قريباً من هذه الأمور السلبية التي نعاني منها، وفي ما يتعلق بأغنياتي فأرى أن النيّة مهمة في هذه الأغنيات، وثقتي في الله كبيرة في أن تصل الرسالة للجميع وتحقق المراد منها، خاصة وأن الكلمات بسيطة وغير معقدة ويستطيع أن يعي معانيها جميع فئات المجتمع المصري.