أبو أحمد الذي تُرك لمصيره

14 مارس 2015
لا تشمله خدمات الأونروا أو الدولة اللبنانية (العربي الجديد)
+ الخط -

عادةً ما تكون أوضاع الفلسطينيين الذين يعيشون داخل المخيمات أفضل من أولئك الذين يعيشون خارجها، أي في مناطق لا تقع ضمن نطاق مسؤولية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا". أبو أحمد هو أحد هؤلاء. يعيش في منطقة البركسات المحاذية لمخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان)، ولا تشمله خدمات الأونروا أو الدولة اللبنانية. فهذه الأرض مشاع للدولة، وقد هرب إليها اللاجئون الفلسطينيون جراء حروب متتالية أجبرتهم قسراً على ترك مخيماتهم. وبسبب عدم استطاعتهم السكن في أماكن أخرى، ظلوا يعيشون فيها. يقول أبو أحمد (43 عاماً) إن "منطقة البركسات التي أعيش فيها لا تشملها خدمات الأونروا". أكثر من ذلك، يعيش في بيت "غير صحي".

يتابع أبو أحمد أنه "في 17 يونيو/حزيران عام 1996، وقع انفجار على مقربة من بيتنا، ما أدى إلى مقتل والدتي واثنين من إخوتي، بالإضافة إلى إصابة شقيقتي بجروح بليغة". يضيف: "أنا حائز على إجازة في الإعلام والتوثيق، وعضو في الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين في لبنان. عملت في مجال تخصصي لفترة قصيرة لدى منظمة التحرير الفلسطينية". تغيرت حياته يوم 15 مايو/أيار عام 2011. يقول: "توجهت إلى مارون الراس (جنوب لبنان) للمشاركة في تظاهرة رفضاً لاحتلال فلسطين. وعندما رأيت فلسطين أمامي، قررت اقتحام الشريط الشائك والدخول إليها. لكنني عندما وصلت كنت قد تعرضت لطلق ناري في قدمي. وكانت المسافة من مارون الراس إلى صيدا (جنوب لبنان) كافية لتسمّم قدمي. خضعت لـ 17 عملية جراحية. وبعد انتهاء العمليات، كان علي متابعة العلاج. طرقت أبواب المؤسسات الخيرية من دون أية نتيجة".

وإلى المؤسسات الاجتماعية، يشير أبو أحمد إلى أن "إحدى المؤسسات الخيرية اللبنانية المعروفة، رفضت مساعدتي لأنني فلسطيني". يضيف: "ما زالت معاناتي مستمرة. بعدما أنهيت العلاج وأخبرني الأطباء أنني شفيت تماماً، ظهر ورم في قدمي وقرر الطبيب بترها وتركيب طرف اصطناعي، وصار علي تناول أدوية لمدى الحياة".

يشعرُ أبو أحمد بالضيق بسبب كثرة الأدوية التي يجب عليه تناولها، وخصوصاً أنه لم يحصل على مساعدات من الجهات التي توقع منها مساعدته. مع ذلك، لا خيار أمامه سوى العمل على تأمين المال.
المساهمون