يشكل الشباب في تركيا عنصراً فاعلاً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي تجرى يوم غد الأحد، وتعول الأطراف السياسية المختلفة في البلاد على أصوات الشباب، إذ يحق لنحو مليون و650 ألف شاب وشابة التصويت للمرة الأولى، فضلاً عن كونهم يشكلون كتلة كبيرة في المجتمع، فتركيا مصنفة على أنّها من أكثر بلدان أوروبا شباباً.
على الرغم من أنّ الشباب يشكلون هذه النسبة الهامة، فإنّ الأحزاب السياسية التي تحاول التقرب منهم، تبدو فشلت في استقطابهم، خصوصاً أنّ قسماً كبيراً منهم لم يحسم رأيه بعد، فيما يقول مراقبون إنّ هؤلاء لم يعاصروا الحكومات الائتلافية السابقة، فلا يعرفون قيمة المكتسبات التي تحققت في السنوات الـ16 الأخيرة على يد حزب العدالة والتنمية، على عكس من هم في أعمار أكبر. وبالتالي، سعت جميع الأطراف السياسية في الحكومة لاستمالتهم ومخاطبتهم وتقديم الوعود الانتخابية لهم، كذلك أغدقت التيارات المعارضة الوعود عليهم.
رئيس لجنة الانتخابات العليا التركية، سعدي غوفن، كان قد صرح في وقت سابق بأنّ عدد الناخبين يبلغ 59 مليوناً و391 ألفاً و328 ناخباً، يحق لهم الإدلاء بأصواتهم داخل البلاد وخارجها في الانتخابات، موضحاً أنّ مليوناً و650 ألفاً و171 ناخباً سيحق لهم التصويت لأول مرة في هذه الانتخابات، نصفهم تقريباً من الإناث.
اقــرأ أيضاً
وما إن تم الكشف عن المرشحين، حتى تبارت الأحزاب السياسية في ضمهم إلى قوائمهم الانتخابية في البرلمان، فباتت الشابة إليف نور رمزاً لجيل الشباب الذي قدَّمته الأحزاب التركية المختلفة على قوائم مرشحيها للانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصاً حزب العدالة والتنمية، الذي قدَّم 57 مرشحاً ومرشحة تحت سن 25 عاماً من 600 مرشح، بنسبة 9.5 في المائة، وسبق للحزب تخفيض سن الترشح للانتخابات البرلمانية عام 2006 من 30 إلى 25، ثم عاد وخفضه في الاستفتاء الشعبي على التعديل الدستوري في إبريل/ نيسان 2017 إلى 18 عاماً. وبذلك، فإنّ 18 عاماً هو الحد الأدنى للترشح والانتخاب على حدّ سواء، في حين رشحت المعارضة أيضاً شباباً في قوائمها الانتخابية.
وبحسب الأرقام التي قدمتها مؤسسة الإحصاء التركية فإنّ إجمالي عدد الشباب في البلاد من 15 إلى 24 عاماً هو نحو 13 مليوناً، ما يعني أنّ من يحق لهم التصويت من عمر 18 إلى 24 عاماً يبلغ نحو 9 ملايين ناخب، يشكلون نسبة لا يستهان بها.
قدم حزب العدالة والتنمية مجموعة من المشاريع التي تستهدف الشباب مثل المقاهي الوطنية لقراءة الكتب واستخدام الإنترنت في مختلف الولايات التركية، والمتنزهات، والاهتمام بقطاع التعليم، في حين قدم خصمه حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة مشاريع أخرى تتمثل بمنح نصف سنوية، ودعم الطلاب بشكل أكبر. أما الحزب "الجيد" الجديد فوعد ناخبيه الشباب العاطلين من العمل برواتب شهرية، في حين اصطفت الأحزاب الصغيرة إلى جانب حلفائها من الأحزاب الكبرى.
وظهر اهتمام الرئيس رجب طيب أردوغان بالشباب مكثفاً في الأيام الأخيرة وخلال حملته، فشارك الطلاب سحورهم بأنقرة، وغنى معهم في ولاية ماردين، والتقى معهم في بث مباشر. كذلك، سعى بقية المرشحين من الأحزاب الأخرى. لكن، ما هو رأي الشباب أنفسهم في هذه الانتخابات؟
محمد جان جيسه تخرج حديثاً من قسم العلوم، يقول لـ"العربي الجديد": "هذه الانتخابات تشهد صراعات من دون فائدة، والعربات الدعائية التي تمر لا داعي لها، فالتجمعات تكفي، كلّه إنفاق يؤثر في الاقتصاد. الزعماء يشتمون بعضهم بشكل سيئ، ولم أقرر بعد لمن سأعطي صوتي، وخطابات التجمعات هي التي تساهم بعدم تحديد رأيي، فالحكومة الحالية لا تبشر مستقبلي بخير، أما أحزاب المعارضة فكلّ كلامها مرتبط بالهدم وإيقاف المشاريع، وبالتالي أنا في حيرة من أمري. كنت أتمنى أن أمنح صوتي لحزب يهتم بالشباب أكثر".
أما إسماعيل سووتشي الذي تخرج حديثاً مهندساً زراعية، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الأجواء الانتخابية ديمقراطية، فالمرشحون يخاطبون الشعب بشكل مناسب للجميع، والناس يقدمون أفكارهم وأرغب في أن يعود وينتخب أردوغان، فهو ليس زعيم تركيا فقط، بل زعيم المنطقة، إذ له تأثير على الساحة الداخلية، والساحة الخارجية، ويقف إلى جانب المظلومين. آمل أن يستمر في الحكم وينفذ أهداف 2023. هناك مشاكل تتعلق بالاقتصاد لكن يمكن تجاوزها مستقبلاً عبر أردوغان أيضاً".
اقــرأ أيضاً
في موازاة ذلك، يقدم محمد علي ديفريم، الطالب في هندسة الطيران مقاربة أخرى، لـ"العربي الجديد" إذ يقول: "الأجواء الانتخابية مشحونة جداً وهي ضد الديمقراطية، وهي بالنسبة للمعارضة معركة وجود. بالتأكيد، قدم أردوغان كثيراً، لكن أعتقد أنّ البلاد في حاجة إلى التغيير، وأنتظر أن تكون هناك مشاريع باتجاه الشباب من أيّ طرف أو حزب كان، ويجب عليهم الخروج من السياسة، فكلّ الأحزاب ليست لديها أيّ مشاريع موجهة إلى الشباب، ونحن أكثر شعب شاب في أوروبا، لكن لا توجد مشاريع وفرص عمل. يجب أن يقدم الأفضل إلى الشباب، ويجب أن يصحح وضع القضاء والاقتصاد المنهارين. وأطلب أن أعيش في رفاه أكبر".
على الرغم من أنّ الشباب يشكلون هذه النسبة الهامة، فإنّ الأحزاب السياسية التي تحاول التقرب منهم، تبدو فشلت في استقطابهم، خصوصاً أنّ قسماً كبيراً منهم لم يحسم رأيه بعد، فيما يقول مراقبون إنّ هؤلاء لم يعاصروا الحكومات الائتلافية السابقة، فلا يعرفون قيمة المكتسبات التي تحققت في السنوات الـ16 الأخيرة على يد حزب العدالة والتنمية، على عكس من هم في أعمار أكبر. وبالتالي، سعت جميع الأطراف السياسية في الحكومة لاستمالتهم ومخاطبتهم وتقديم الوعود الانتخابية لهم، كذلك أغدقت التيارات المعارضة الوعود عليهم.
رئيس لجنة الانتخابات العليا التركية، سعدي غوفن، كان قد صرح في وقت سابق بأنّ عدد الناخبين يبلغ 59 مليوناً و391 ألفاً و328 ناخباً، يحق لهم الإدلاء بأصواتهم داخل البلاد وخارجها في الانتخابات، موضحاً أنّ مليوناً و650 ألفاً و171 ناخباً سيحق لهم التصويت لأول مرة في هذه الانتخابات، نصفهم تقريباً من الإناث.
وما إن تم الكشف عن المرشحين، حتى تبارت الأحزاب السياسية في ضمهم إلى قوائمهم الانتخابية في البرلمان، فباتت الشابة إليف نور رمزاً لجيل الشباب الذي قدَّمته الأحزاب التركية المختلفة على قوائم مرشحيها للانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصاً حزب العدالة والتنمية، الذي قدَّم 57 مرشحاً ومرشحة تحت سن 25 عاماً من 600 مرشح، بنسبة 9.5 في المائة، وسبق للحزب تخفيض سن الترشح للانتخابات البرلمانية عام 2006 من 30 إلى 25، ثم عاد وخفضه في الاستفتاء الشعبي على التعديل الدستوري في إبريل/ نيسان 2017 إلى 18 عاماً. وبذلك، فإنّ 18 عاماً هو الحد الأدنى للترشح والانتخاب على حدّ سواء، في حين رشحت المعارضة أيضاً شباباً في قوائمها الانتخابية.
وبحسب الأرقام التي قدمتها مؤسسة الإحصاء التركية فإنّ إجمالي عدد الشباب في البلاد من 15 إلى 24 عاماً هو نحو 13 مليوناً، ما يعني أنّ من يحق لهم التصويت من عمر 18 إلى 24 عاماً يبلغ نحو 9 ملايين ناخب، يشكلون نسبة لا يستهان بها.
قدم حزب العدالة والتنمية مجموعة من المشاريع التي تستهدف الشباب مثل المقاهي الوطنية لقراءة الكتب واستخدام الإنترنت في مختلف الولايات التركية، والمتنزهات، والاهتمام بقطاع التعليم، في حين قدم خصمه حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة مشاريع أخرى تتمثل بمنح نصف سنوية، ودعم الطلاب بشكل أكبر. أما الحزب "الجيد" الجديد فوعد ناخبيه الشباب العاطلين من العمل برواتب شهرية، في حين اصطفت الأحزاب الصغيرة إلى جانب حلفائها من الأحزاب الكبرى.
وظهر اهتمام الرئيس رجب طيب أردوغان بالشباب مكثفاً في الأيام الأخيرة وخلال حملته، فشارك الطلاب سحورهم بأنقرة، وغنى معهم في ولاية ماردين، والتقى معهم في بث مباشر. كذلك، سعى بقية المرشحين من الأحزاب الأخرى. لكن، ما هو رأي الشباب أنفسهم في هذه الانتخابات؟
محمد جان جيسه تخرج حديثاً من قسم العلوم، يقول لـ"العربي الجديد": "هذه الانتخابات تشهد صراعات من دون فائدة، والعربات الدعائية التي تمر لا داعي لها، فالتجمعات تكفي، كلّه إنفاق يؤثر في الاقتصاد. الزعماء يشتمون بعضهم بشكل سيئ، ولم أقرر بعد لمن سأعطي صوتي، وخطابات التجمعات هي التي تساهم بعدم تحديد رأيي، فالحكومة الحالية لا تبشر مستقبلي بخير، أما أحزاب المعارضة فكلّ كلامها مرتبط بالهدم وإيقاف المشاريع، وبالتالي أنا في حيرة من أمري. كنت أتمنى أن أمنح صوتي لحزب يهتم بالشباب أكثر".
أما إسماعيل سووتشي الذي تخرج حديثاً مهندساً زراعية، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الأجواء الانتخابية ديمقراطية، فالمرشحون يخاطبون الشعب بشكل مناسب للجميع، والناس يقدمون أفكارهم وأرغب في أن يعود وينتخب أردوغان، فهو ليس زعيم تركيا فقط، بل زعيم المنطقة، إذ له تأثير على الساحة الداخلية، والساحة الخارجية، ويقف إلى جانب المظلومين. آمل أن يستمر في الحكم وينفذ أهداف 2023. هناك مشاكل تتعلق بالاقتصاد لكن يمكن تجاوزها مستقبلاً عبر أردوغان أيضاً".
في موازاة ذلك، يقدم محمد علي ديفريم، الطالب في هندسة الطيران مقاربة أخرى، لـ"العربي الجديد" إذ يقول: "الأجواء الانتخابية مشحونة جداً وهي ضد الديمقراطية، وهي بالنسبة للمعارضة معركة وجود. بالتأكيد، قدم أردوغان كثيراً، لكن أعتقد أنّ البلاد في حاجة إلى التغيير، وأنتظر أن تكون هناك مشاريع باتجاه الشباب من أيّ طرف أو حزب كان، ويجب عليهم الخروج من السياسة، فكلّ الأحزاب ليست لديها أيّ مشاريع موجهة إلى الشباب، ونحن أكثر شعب شاب في أوروبا، لكن لا توجد مشاريع وفرص عمل. يجب أن يقدم الأفضل إلى الشباب، ويجب أن يصحح وضع القضاء والاقتصاد المنهارين. وأطلب أن أعيش في رفاه أكبر".