تتواصل عودة المواطنين السوريين إلى تركيا بعد قضاء عطلة عيد الفطر في الأراضي السورية، وسط توقعات بأن يفضّل بعضهم البقاء في ديارهم، في ظل إجراءات وشروط جديدة أصدرتها السلطات التركية بالنسبة للعائدين، وفي وقتٍ أعلنت الأمم المتحدة أن نصف مليون لاجئ عادوا هذا العام إلى بلداتهم من داخل سورية وخارجها.
وأصدرت إدارة معبر باب الهوى (إدلب) من الجانب التركي تعليمات بشأن عودة السوريين الذين دخلوا إلى الأراضي السورية لقضاء عطلة عيد الفطر. وأشارت في بيان لها إلى أن على كل شخص يرغب في العودة أن يسجّل اسمه إلكترونياً قبيل الدخول إلى سورية، وكل اسم غير موجود لن يعود إلى تركيا مطلقاً.
وأكدت إدارة المعبر ضرورة الالتزام بموعد الدخول إلى تركيا في الوقت المحدد، وإلا سيضطر المسافر إلى الانتظار حتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول كي يستطيع تسجيل اسمه مجدداً.
كذلك أصدرت إدارة معبر باب السلامة الحدودي في ريف حلب الشمالي بدورها تعليمات مماثلة للسوريين العائدين إلى تركيا، عقب انتهاء إجازة عيد الفطر، مشددة على التقيد بمواعيد العودة لكل شخص وفق رقم الدور الذي منح له، والتي بدأت منذ 28 يونيو/ حزيران الماضي وتستمر حتى 14 يوليو/ تموز الجاري.
وسجّلت السلطات التركية دخول أكثر من خمسين ألف سوري إلى بلادهم، من معبر باب السلامة في ريف حلب الشمالي، والذي تديره من الجانب السوري "الجبهة الشامية" التابعة للجيش السوري الحر.
كذلك سجل دخول أكثر من 114 ألف سوري إلى بلادهم من معبر "جيلوة غوزو" في ولاية "هاتاي" جنوبي البلاد الذي يقابله معبر "باب الهوى" بريف إدلب، بهدف قضاء عطلة عيد الفطر.
وذكرت السلطات التركية في وقت سابق أن 10 بالمائة من مجموع السوريين الذين سجلوا أسماءهم للدخول إلى سورية سلّموا بطاقة "الكميلك" الخاصة بهم، وهي بطاقة تعريف بالشخص تعادل الهوية الشخصية، ما يعني أنهم ينوون الاستقرار في سورية وعدم العودة إلى تركيا. ويساوي هذا الرقم نحو 15 ألف شخص من مجمل الزائرين خلال عطلة العيد.
وأعربت مصادر محلية في الشمال السوري لـ"العربي الجديد" عن اعتقادها بأن نسبة المستنكفين عن العودة ستكون أكبر من ذلك، وأن عائلات كثيرة اختارت عدم تسليم بطاقة "الكيملك" قبل الدخول إلى سورية، لكي تقرر لاحقاً إذا كانت ستبقى في سورية أم تعود إلى تركيا بناء على انطباعاتها خلال الزيارة.
وبحسب المصادر، فإن أغلب العائدين هم من محافظة إدلب، وربما سيتخذون قرار البقاء في ديارهم، بعد توقف القصف الجوي منذ نحو شهرين، أي منذ تطبيق اتفاق "مناطق خفض التصعيد"، خاصة أولئك الذين لم يجدوا عملاً في تركيا، وما زالت أوضاعهم القانونية غير مستقرة هناك. وقدرت المصادر أعدادهم بالآلاف.
ويعاني السوريون عند التقدم للحصول على إقامات رسمية في تركيا من مصاعب عدة مثل عدم وجود جوازات سفر صالحة مع أختام دخول قانونية، واشتراط الحكومة الحصول على دخول جديد إلى الأراضي التركية.
في سياق متصل، أوضحت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن نحو نصف مليون لاجئ سوري، عادوا إلى بلداتهم حتى الآن. وأوضحت المفوضية أن 440 ألف مدني نازح داخل سورية عاد إلى دياره الأصلية، إضافة لعودة 31 ألفاً كانوا لاجئين في دول الجوار، مشيرة إلى أن معظم المدنيين العائدين إلى مدن حلب وحماة وحمص ودمشق لديهم قناعة بتحسن الأمن في هذه المدن.