رحلت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار (1936 - 2015) مخلّفةً وراءها تراثاً أدبياً ضخماً، واكتشفنا فاغرين أفواهنا بأن الفقيدة لا تزال غريبة عن اللغة العربية وقراءها.
لم يشفع لآسيا جبار منجزها الأدبي الذي راكمته منذ عام، 1953 تاريخ صدور أول رواياتها "العطش"، ولا سمعتها العالمية ولا عضويتها في الأكاديمية الفرنسية، أعلى مؤسسة أدبية في بلاد فولتير، كي يلتفت إليها المترجمون والمؤسسات القائمة على الترجمة في مختلف أنحاء العالم العربي، على كثرتها، لكي ينقلوا واحدة من رواياتها أو دراساتها الأكاديمية إلى العربية.
كيف بالله يتهافت المترجمون مغاربة ومشارقة على ترجمة كُتّاب فرنسيين مغمورين ويتجاهلون كاتبة جزائرية بقامة آسيا جبار؟ وتحت أي ذريعة يمكن التغاضي عن مسؤولية المؤسسات الثقافية في الجزائر وبقية البلدان العربية عن هذا الإهمال المجحف.
معظم أعمال جبار تمت ترجمتها لأكثر من 30 لغة أجنبية، فهل قراء اللغات الهولندية أو اليابانية أو السريلانكية هم أحق من قراء العربية؟
هناك جيل كامل من الكتّاب والمفكرين العرب الذين كتبوا بالفرنسية لأسباب تاريخية وأبدعوا في الأدب والنقد والعلوم الإنسانية والفكر الإسلامي؛ بدأ يُنسى تدريجياً من دون أن تستفيد منهم الثقافة العربية، على رأسهم محمد أركون وجمال الدين بن الشيخ ومحمد خير الدين ومحمد لفتح... والقائمة ليست قصيرة.
ألا يستحق هذا الجيل العربي "الضائع" حدّاً أدنى من الاهتمام في وقت تعاني فيه الثقافة العربية من ويلات التخلف والجهل والنعرات الظلامية؟