في إطار فعاليات التضامن مع غزّة والشعب الفلسطيني، أقيمت في مدينة آرهوس الدنماركيّة ندوة حول مصاعب التعليم في فلسطين، حضرها صحافيّون وباحثون اجتماعيّون وسياسيّون من المجلس البلدي لتوأمة رام الله مع مدينتهم.
وهذه المبادرة بحسب ما أوضح القائمون عليها، تأتي بعد سلسلةٍ من الزيارات السابقة التي قام بها سياسيّون وناشطون من الدنمارك إلى المدن الفلسطينيّة المحتلة، وإطلاعهم على أوضاع الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، في تعبير عن تضامن مدينة آرهوس مع حقوق الشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال، بحسب ما أجمع عليه العديد من هؤلاء الناشطين في حديثهم إلى "العربي الجديد".
وقد شارك تلاميذ وطلاب من رام الله في الندوة التي دعا إليها عدد من الجمعيات الفلسطينيّة والدنماركيّة الناشطة في مجال العمل من أجل القضيّة الفلسطينيّة. ومن هؤلاء المشاركين، رامي سلطان (من جامعة القدس) الذي حضر مع زملائه جنى جرادات (من جامعة بيرزيت) وأسار جرادات (تلميذة في المرحلة الثانوية) ومحمد عبد الله (تلميذ في المرحلة الثانوية). فأشار إلى أن زيارتهم هذه "تمّت بناء على دعوة من مؤسسات تعليميّة في المدينة، لإطلاع الدنماركيّين والجالية الفلسطينيّة على أوضاع الشعب الفلسطيني في ما يخص التعليم والمعيشة، في ظل الحواجز والصعوبات المادية التي يفاقمها الاحتلال لمحاصرة التقدّم العلمي للشباب الفلسطيني".
وأكد الشباب الفلسطينيّون الآتون من رام الله، لـ"العربي الجديد" على أن أحد الأهداف الأساسيّة هو الالتقاء بالشباب الفلسطيني والعربي في الدنمارك، لشرح الصعوبات التي يواجهها الطلاب والتلاميذ في فلسطين. وقالت أسار جرادات "من المهم للعرب والفلسطينيّين في هذه البلاد التوجه نحو التحصيل العلمي المتوفّر بشكل شبه مجاني".
من جهة ثانية، شدّد القائمون والمشاركون في تنظيم هذا اللقاء على أهميّة حضور الصحافيّين والسياسيّين الدنماركيّين مثل هذه النشاطات. وقد لفت عضو الرابطة الفلسطينيّة مالك البطران إلى أن أهميّة ذلك تكمن في "انعكاساته على الرأي العام ومواقف الحكومات".
وقال رامي سلطان "نحن نتحدث مع الدنماركيّين عن الصعوبات التي نواجهها كأفراد شباب في ظل الاحتلال. لكننا نتحدث أيضاً عن حياتنا كشعب ومعاناتنا اليوميّة التي نصارع في خلالها لتحصيل تعليمنا". أضاف "وكم أتمنى من الشباب الفلسطيني في الدنمارك أن يستغل الفرص المتاحة له ويتّجه أكثر نحو التعليم الذي يُعتبر رصيدنا الأساسي لمستقبلنا".
إلى ذلك، لفت المسؤول في البيت الثقافي العربي-الدنماركي عماد كعوش إلى "تفاعل الدنماركيّين الذين حضروا الندوة مع فكرة ربط آرهوس بمدينة رام الله والتي تمّ العمل عليها منذ فترة من الزمن، من خلال رحلات ونقاشات قام بها هؤلاء أثناء زياراتهم ونقاشاتهم حول رفع مستوى التعاون بين المدينتَين، خاصة وأن للباحثين والعاملين في المجالَين الاجتماعي والتعليمي في الدنمارك تأثير أساسي في تفهّم ظروف الشعب الفلسطيني".
من جهتها، قالت المحرّرة في يوميّة "العمال" الدنماركيّة بيرتا سورنسن لـ"العربي الجديد"، إن "الرأي العام الدنماركي والغربي بات أكثر تفهّماً للقضيّة الفلسطينيّة بفضل هذه النشاطات وكفاح الشعب الفلسطيني الطويل".
وعبّرت مديرة إحدى منظمات المجتمع المدني الدنماركي "تريلا" عن تفهمها لحياة الفلسطينيّين في ظل الاحتلال، مضيفة "لقد شاهدت بأم عيني ما تحدّث عنه هؤلاء التلاميذ. شاهدت الحواجز ومحاولات كسر إرادة الفلسطينيّين. لقد صدمت في زيارتي إلى فلسطين".