بعد أكثر من عامين على الحرب في اليمن، تشير تقارير إعلامية إلى تدمير آلاف المواقع على امتداد البلاد في ظل غياب أية إحصائيات دقيقة وتحميل الأطراف المتصارعة المسؤولية كلّ منها للآخر، وعدم القيام بخطوات عملية لحفظ ما تبقّى منها وترميم ما يمكن إصلاحه.
في زيارة هي الأولى منذ سنتين، يواصل وفد حكومي تفقدّ العديد من المرافق في محافظة تعز (260 كلم جنوب العاصمة)، ومن بينها معالم أثرية تعرّضت للتخريب والدمار مثل قلعة القاهرة ومتحف المدينة والقصور التاريخية والمخطوطات التي تحتضنها عدّة مبانٍ في المنطقة.
وزير الثقافة، عضو الوفد الحكومي، مروان دماج، قال لـ"العربي الجديد" إنه "نعمل حالياً على معرفة ما تعرّض له متحف تعز من تدمير بسبب الحرب، كما نعمل على جمع ما نستطيع جمعه من بقية الآثار المتواجدة بحوزة قيادة الجبهات أو عند بعض الناس، الذين أبدوا استعدادهم للتعاون معنا، حيث سيصدر لاحقاً بيان بالمفقودات من الآثار".
وأوضح أنه "لا يوجد الآن تقدير واقعي يوضّح الأضرار التي لحقت بالآثار والمتحف لتحديد حجم المفقودة منها"، مؤكداً أنه يوجد تشكيل لجنة من "الهيئة العامة للآثار" والسلطة المحلية وعدة جهات أخرى لحصر الموجودات، ومقارنتها بسجلات الهيئة لمعرفة ما هو موجود وما فُقد وما تعرّض للتدمير منها.
ربما أغفل الوزير الحديث عن السرقة الذي مارسته عصابات نتيجة حالة الفوضى في تعز، وكذلك إذا ما كان قد جرى تهريب قطع أثرية إلى خارج البلاد، إضافة إلى مصير مخطوطات تراثية هامة جرى نهبها من "مؤسّسة السعيد الثقافية" في تعز، التي أنشأتها أسرة هائل سعيد أنعم، وكانت تضمّ مكتبة ضخمة من الكتب والمخطوطات القديمة التي تعود إلى مئات السنين.
من جهة أخرى، التقى وزير الثقافة اليوم مع القيادي في المقاومة العقيد عادل عبده فارع، وتباحث معه حول الآثار الموجودة لدى كتائب الجبهة الشرقية، حيث جرى الاتفاق على تشكيل لجنة من قبل "الهيئة العامة للآثار" والنيابة العامة والسلطة المحلية لحصر ما هو موجود ونقله إلى خزينة البنك المركزي.