يشير تشورلي إلى أنه "كان مكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، في 10 داونينج ستريت، مكتظاً بالحسناوات الجميلات جداً اللاتي كان نصفهن في حالة حب مع رئيس الوزراء". ويلفت إلى أن "رئيسة الوزراء السابقة، مارجريت تاتشر، حكمت في مناخ من الخوف، وفقاً للصحافي السياسي أندرو مار، الذي كشف الغطاء عن ممارسات رؤساء الوزراء الذين تعاقبوا على السلطة وثقافاتهم الإدارية، وكذلك كيفية سلوك الموظفين الذين تعاملوا مع أساتذتهم في تلك الفترة".
وكان رئيس الوزراء الأسبق (1990 ـ 1997) جون ميجور، يشعر بأنه الشخص "المحاصر" من جهات أخرى. أما عن جوردون براون (2007 ـ 2010) فهو غير منظم في العمل. أما رئيس الوزراء الحالي، ديفيد كاميرون، فهو أكثر من استحق الثناء لقيامه بأعباء الحكومة بشكل جيد جداً.
وقال مار، الذي أمضى ثلاثة عقود في كتابة تقارير عن السياسة البريطانية، كان الموظفون في عهد مارجريت تاتشر (حكمت بين عامي 1979 و1990) يصابون بـ"بالرعب الهادئ".
يقدم مار، حالياً برنامجاً سياسياً، صباح كل يوم الأحد، وهو المحرر السياسي السابق لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" وكان محرراً في صحيفة "الإندبندنت".
وقد ألف كتاباً اسمه "رئيس الدولة"، ويتحدث بشكل خيالي عن "10 داونينج ستريت" وما سيكون عليه الحال في عام 2017، متوجاً به 30 عاماً قضاها في الصحافة السياسية.
لقد أبرز النهج المتناقض لثلاثة رؤساء وزراء تعاقبوا على "داونينج استريت"، مبيّناً الطريقة التي كان يعمل بها كل منهم، ومن هم الأشخاص الذين اختاروهم ليصبحوا الأقرب إليهم.
وتحدث في مهرجان "شلتنهام الأدبي"، مذكراً كيف كان عهد "المرأة الحديدية"، مارجريت تاتشر، في رسم صورة من الهدوء الذي يهيمن عليه الخوف. ويقول "كان لتاتشر، الكثير من المعاونين الممتازين من موظفي الخدمة المدنية ومن رجال الأعمال الذين عملوا سابقاً في خدمة الناس، أما خطوط الاتصالات فكانت محدودة للغاية". ويضيف أنه "يمكن للمرء أن يسمع صوت دبوس على الأرض في حال مرور تاتشر داخل المكتب، صمت مطبق على الجميع، إنهم يعشقونها كثيراً، ولكنهم يخافون منها أيضاً".
وقال مار، عن كاميرون، إنه "يُسيّر الأعمال بشكل جيد جداً". أما ميجور، فقد كان يشعر بأنه الشخص "المحاصر" دائماً طوال الفترة التي قضاها في منصبه.
وعن براون، يقول، إن "الموظفين في عهده كانوا يشعرون بالخوف والتوتر، لأنهم لا يعرفون أي نوع من المزاج كان يسيطر عليه عند التعامل معه".
وعلى النقيض من ذلك، كان "المعتكف" ميجور، يشعر داخلياً بأنه في أزمة دائمة، خصوصاً بعد أن هيمنت الفضائح والانقسامات المريرة على حكومة "المحافظين" في أيامها الأخيرة.
ويستطرد مار، عن ميجور بقوله إنه "كان في كل الوقت الذي أمضاه في رئاسة الحكومة يشعر بأن هناك من يضايقه ويحاصره، كما لو كانت هناك قوات خفية، قد تكون قوى (تاتشرية)، أو قوى اشتراكية، كلها تضطهده".
ويروي أنه "كنت أعمل كاتب عمود في صحيفة الإندبندنت، وهو عمود على مستوى منخفض، وسمعت جرس الهاتف، وكان رئيس الوزراء على الهاتف يتحدث حول كم هو فظيع أن يلتحق تشارلز مور بصحيفة ديلي تلجراف. وكان يتحدث ويزبد وينتابه الشعور بأنه صار يساء فهمه وأنه مكروه".
وعلى أية حال، كانت ملاحظات مار، الأكثر إثارة للدهشة مع توني بلير، خلال السنوات العشر التي أمضاها من 1997 إلى 2007. يقول مار، إنه "كان هناك اثنتان أو ثلاث شخصيات ضخمة، أكثرهم أهمية المدير الإعلامي لبلير، اليستر كامبل، إذا أحببته أو كرهته، فقد كان شخصية ضخمة وذا طابع ضخم. إنه لم يكن، رسمياً جداً، ولكنه ذو تنظيم محكم للغاية".
يستخدم مار، تجربته في التقارير السياسية منذ عام 1984 في إصدار كتابه الخيالي عن "10 داونينج ستريت" في عام 2017.
أما الوقت الذي أمضاه براون في السلطة فقد كان أقل سعادة، لأنه أولاً انتقل فقط من طابق رقم 11، حيث كان قد أمضى 10 سنوات كوزير للمالية، وكانت مهمته العملية كرئيس للوزراء مختلة الأداء.
يضيف مار، أن "فترة براون في الطابق رقم 10 كانت أكثر رسمية ووقاراً، وكان الجميع يخشون سطوته كرئيس للوزراء حاد المزاج، ولا يدركون عواقب تصرفاته معهم". ويتابع أنه "كان أقل تنظيماً وغير مكترث في كثير من النواحي، وفي العديد من الموضوعات الرئيسية، لم تكن المكاتبات تسري بالشكل الصحيح".
وأما كاميرون، فهو على النقيض من ذلك، ظل محبوباً بشكل واضح من "موظفي الخدمة المدنية الذين يعملون معه". ويختم مار أن "كل ما يطلبونه هو أن يتم اتخاذ القرارات بشكل كثير الوضوح. إذا رفعوا إليه مكاتبات في المساء، فهو أول رئيس وزراء منذ بلير يعيد المكاتبات في صباح اليوم التالي، ويقرأها جميعاً، ويؤشر عليها، ويشدد ويبدي رأيه: إما نعم أو لا".