"The Shallows".. الفيلم الذي أغضب أسماك القرش

06 ديسمبر 2016
(حملة ترويجية لفيلم شاركنيدو 3، تصوير: بلومبارج)
+ الخط -
أن تفّقد كل شيء في مياه مفتوحة، وبجرح غائر فذلك الأمر يمكن تقبّله.. لكن أن تقتل القرش الأبيض وسط الأمواج فذلك الأمر لا يمكن غفرانه ولا الاعتذار عنه لأسماك القرش.

فيلم "المياه الضّحلة" (The Shallows)، والذي صدر بداية سنة 2016 أغضبني وأغضب أسماك القرش، وجعلها تحتج بشدّة على هذه النهاية التراجيدية لسمك القرش الأبيض؛ فالفيلم الذي أخرجه المخرج الإسباني الشاب "جومي كوليت سيرا"، تدور وقائعه ببساطة في شواطئ المكسيك حول المرأة نانسي "بليك ليفلي"، التي تناضل ضد قوى الطبيعة الجبّارة؛ ضد المدّ والجزر وضد سمكة القرش الأبيض وسط أمواج البحر العاتية.

كانت تسبح فوق لوح سباحة ركوب الأمواج، حين هاجمتها سمكة قرش أبيض ضخمة، لتجدّف بسرعة نحو صخرة كبيرة بعيدًا عن الشاطئ، لكن وقت المدّ اقترب و الماء بدأ يرتفع فوق الصخرة، وفرص بقائها على قيد الحياة بدأت تتضاءل، ولم يكن أمامها سوى محاولة السباحة نحو منارة صغيرة طافية على الموج، لكن الأوان قد فات وانقطعت بها السبل، وتثاقلت الثواني حتى أصبحت دهرًا كاملًا، قبل أن يهاجمها القرش الجائع من جديد.

النهاية كانت مأساوية ومخيبة للآمال، فبعد صراع طويل تمكّنت نانسي من قتل سمكة القرش، حيث حاول مخرج الفيلم أن يتبنّى وجهة نظر فيلم "127 ساعة"، الذي علق فيه جيمس فرانكو بين صخرتين لعدّة أيّام، وقطع يده بسكين صيني رخيص كان يحمله في حقيبته ليتمكّن من النجاة، أو يشبه إلى حدّ ما قصّة توم هانكس الذي عاش وحيدًا على جزيرة مهجورة في فيلم"Cast Away".

لكن مخرج العمل فشل في تبنّي وجهة نظر القصة نفسها، وإعادة إخراجها بشكل جديد يحافظ فيه على التسلسل التراجيدي الذي ينتصر فيه بطل الفيلم بعيدًا عن نمطية السيناريوهات القديمة، إضافة إلى هذا، أساء الفيلم إلى أسماك القرش أكثر من "الفك المفترس"، الذي حوّل القروش إلى وحوش تلتهم البشر، مع أنها تعضّ فقط لأسباب إبستيمولوجية عميقة.

لقد نجح فيلم "المياه الضحلة" في جعل أسماك القرش غبية وتافهة، بتكلفة إنتاج قدّرت بحوالي 17 مليون دولار، وحقّق العمل إيرادات تقدّر بأكثر من 70 مليون دولار.

المساهمون