يحتفل العالم، الجمعة "بيوم مانديلا" للمرة الأولى منذ وفاة رئيس جنوب أفريقيا السابق، في يوم كرسته الأمم المتحدة منذ خمس سنوات، وتدعو فيه إلى مساعدة الآخرين تكريماً لقيم المناضل ضد نظام الفصل العنصري.
ويحل، اليوم، عيد الميلاد السادس والتسعين لنيلسون مانديلا الذي توفي في الخامس من ديسمبر/كانون الأول. وقد دعي الجميع في 18 يوليو/ تموز إلى خدمة الآخرين 67 دقيقة تقديراً لـ67 سنة من النضال والعمل السياسي للرجل.
وأطلق الرئيس جاكوب زوما الموجود في مفيزو (جنوب) مسقط رأس نيلسون مانديلا "عملية تنظيف واسعة".
وقال "هذه السنة قررنا تكريم ذكرى ماديبا بعملية تنظيف واسعة. علينا أن نثبت محبتنا لبلدنا الجميل بتنظيف محيطنا معا. بهذه الطريقة نعمل سويا من أجل بناء بلدنا الجميل، كما علمنا ماديبا".
لكن هذه الحملة أثارت بعض الاستياء، لأن دافعي الضرائب يرون أنهم يدفعون رسوما لقاء ذلك. وشارك زوما شخصيا في تنظيف مدرسة في القرية قبل أن تتم إزاحة الستار عن تمثال لبطل النضال ضد الفصل العنصري.
ووراء زوما، شاركت كل الشخصيات في النشاطات، ومن بينهم حائز نوبل للسلام ديزموند توتو الذي دعا من مدينة الكاب كل مواطنيه إلى القيام بعمل جيد في هذا اليوم حتى ولو اقتصر على ابتسامة.
وأعرب مدير مؤسسة مانديلا، سيلو هاتانج، عن ارتياحه، مؤكدا أنه خلال السنة الأولى "في 2009 أطلقت مدينتان يوم مانديلا، وهما جوهانسبرج ونيويورك، وفي 2014 يشارك 126 بلدا في العالم بأكثر من ألف نشاط".
وفي السنة الأولى التي تقام فيها الاحتفالات بـ"يوم مانديلا" في غيابه، تنظم مناقشات في باريس وحفلات موسيقية في آرل (جنوبي فرنسا) ونيويورك ودالاس ولندن وأدنبره وجلاسجو، ويعرض في الصين فيلم خصص له السنة الماضية.
وكانت الحكومة قالت إن "من بين النشاطات التي يمكن أن يشارك فيها المواطنون، تنظيف مجاري المياه والمستوصفات والمدارس وجمع النفايات وغيرها من الأعمال". لكنها في الوقت نفسه أثارت شيئا من الاستياء بين المواطنين الذي يعتبرون أنهم يدفعون ما يكفي من الضرائب للقيام بذلك.
ودعي كل أعيان جنوب أفريقيا إلى التحرك. ومثل كل عام أبلغ رجال ونساء السياسة عن المكان الذين سيكونون فيه لجذب وسائل الإعلام.
ومن الفعاليات الأخرى في هذا اليوم، التي لم تتحدث عنها السلطات خلال الأيام الأخيرة، الأمن الغذائي في بلد يعاني فيه ربع السكان من الجوع.
وأعلنت مديرة مجموعة بريميديا الصحافية ومؤسسة الحملة المدنية تيري فولكيون أننا "نشجع كل أهل جنوب أفريقيا على تلبية النداء لمكافحة الجوع، ليس فقط بزرع الخضار على أرصفتهم بل أيضا بأن يتصدقوا بالطعام الذي يتبقى لديهم".
ولمن لا يريدون المشاركة في حملة النظافة ولا زراعة الخضر، اقترحت الصحف أن يقدموا مساعدة في مدرسة الأيتام ومرافقة أطفال إلى الملاعب والتبرع بالكتب لمكتبات وبطانيات لأطفال الشوارع ومساعدة الجدات اللواتي تكفلن بأيتام الإيدز والتكفل بالقطط الشاردة ومنعها من الحمل.
وفي هذا البلد الذي يعاني من نسبة مرتفعة جدا من انعدام الأمن، اقترح رياضي في جوهانسبورج التبرع بـ67 دقيقة لتعليم الدفاع الذاتي عن النفس.
وولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو/تموز 1918 وكان مناضلا لا يكل ضد نظام الفصل العنصري الذي سجنه 27 سنة، ونجح في تجنيب بلاده حربا أهلية عندما أصبح في 1994 أول رئيس أسود في جنوب أفريقيا بديمقراطية وسلمية لأنه عرف كيف يغفر لجلاديه السابقين.