"وول ستريت" تُبرز أسباب امتصاص قطر صدمة الحصار والارتدادات العكسية

28 يوليو 2017
كان للحصار على قطر ارتدادات عكسية(العربي الجديد)
+ الخط -
أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها اليوم الجمعة، أسباب نجاح قطر في الصمود أمام تداعيات الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين والإمارات، والتي يأتي في مقدّمتها أنّها قامت بـاستخلاص العبر اللازمة من الأزمة التي اندلعت في السابق مع جيرانها.

وبالعودة للعام 2014، كما تشير الصحيفة، قامت دول الحصار، باستثناء مصر، بسحب سفرائها من الدوحة، مقدمين الإملاءات نفسها التي طفت على السطح خلال الأزمة الحالية، بعد اعتراض تلك الدول على دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين وقوى معارضة في المنطقة، وكذا بسبب رغبتهم في عدم رؤية أي تغطية إعلامية تنتقدهم على شبكة "الجزيرة".

وقالت الصحيفة الأميركية إن "المواجهة حينها لم تنطو على فرض حظر سفر والإغلاق الشامل للحدود، والمجال الجوي والموانئ الذي أعلنت عنه الدول الثلاث بقيادة السعودية بالإضافة لمصر في 5 يونيو/ حزيران".

وفي المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنه يظهر بشكل جلي بالنسبة لعدد كبير من القطريين أن المواجهة التي حدثت عام 2014 "بسبب الخلاف التاريخي مع السعوديين، وبشكل خاص الإماراتيين، لم تكن من شوط واحد"، مضيفة أنه في السنوات التي تلتها قامت قطر بالإعداد جيدا لشوط ثانٍ، معتمدة في ذلك على كونها من أغنى دول العالم.

"في 2014، لم نكن لنتخيل أن قطر تستطيع العيش إذا قام السعوديون بإغلاق الحدود. الآن هم قاموا بذلك، والقطريون اكتشفوا أنهم يستطيعون العيش والتأقلم مع هذا الوضع"، كما جاء على لسان منسق وحدة تحليل السياسات بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مروان قبلان، في تصريح للصحيفة.

وأضاف قبلان في تصريحه أن "تلك البلدان اعتقدت أن في وسعها حشر قطر في الزاوية ودفعها لرفع الراية البيضاء، معتمدة في ذلك على استراتيجة الصدمة والترويع. ذلك لم ينجح. القطريون استخلصوا العبر".

من جانب آخر، أوضحت الصحيفة أن "كلا الطرفين يتوقعان حدوث مواجهة وأن يمتد الحصار الذي تفرضه السعودية على قطر لأشهر على الأقل، إن لم يكن لسنوات عدة، رغم جهود الوساطة الدولية".

كما لفتت إلى أن المحرض الأبرز في هذه الحملة، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لا يستطيع تقبل خسارة ماء الوجه والتراجع عن المطالب تجاه قطر، مضيفة أنه في أمس الحاجة لإظهار نجاحات واضحة في باقي مشاريعه الأخرى التي تحمل بصماته، لا سيما الإصلاحات الاقتصادية الداخلية والحرب باليمن.

إزاء ذلك، كما تورد الصحيفة، فإن قطر لن تتجه أبدا نحو الاستسلام والانتقال من دولة ذات سيادة إلى دولة تابعة للمملكة العربية السعودية. وأضافت أن ما يعزز ذلك كون "العقوبات التي قادتها السعودية، وتم فرضها في عز شهر رمضان، وكانت تهدف إلى زرع الفتنة بالبلاد، أدت إلى نتائج عكسية، على الأقل حتى الوقت الراهن".

وعن تلك الارتدادات العكسية، قالت "وول ستريت جورنال" إن الحملة أدت إلى تعزيز روح التحدي والمشاعر الوطنية لدى القطريين، متحدثة في هذا الصدد عن كون بورتريهات لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كتبت عليها باليد عهود الولاء للمواطنين القطريين، تتكاثر مثل الفطر في العاصمة الدوحة، كما هو الحال بالنسبة للتنديد بما قامت به دول الحصار.

كما عادت الصحيفة للخطاب الذي ألقاه أمير قطر، الأسبوع الماضي، الأول منذ اندلاع الأزمة، الذي أكد فيه استعداد الدوحة للحوار، بينما حدد الخلاف مع المعسكر الذي تقوده السعودية بكونه قضية وجودية.

ونقلت الصحيفة من الخطاب تأكيد الشيخ تميم أن "الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار، والشعب القطري وقف تلقائياً وبشكل طبيعي وعفوي دفاعاً عن سيادة وطنه واستقلاله".

كما استعرضت الصحيفة أهم الانعكاسات السلبية للحصار، مقللة من تداعياتها، بعد لجوء الدوحة لأسواق بديلة للحصول على ما تحتاجه من منتجات، واعتمادها على إنتاجها الداخلي، فضلا عن امتلاكها للبنيات التحتية الكافية لتلافي الحصار.

"لقد استطاعت قطر امتصاص الصدمة"، كما جاء في تصريح للصحيفة، لمدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، عبد الله باعبود، الذي اعترف "بوجود تكلفة اقتصادية، لكن يتعين عليك مقارنة تلك الكلفة بكلفة فقدان السيادة. وقطر لن تقوم بالتخلي عن سيادتها مثل هكذا".


(العربي الجديد)

المساهمون