وفي الصورة، يظهر أحد عناصر التنظيم المسلّح واقفاً فوق حطام طائرة عسكرية صغيرة، شاهراً سلاحه. ويأتي ذلك، بعد يوم واحد من بيان لـ"ولاية سيناء" تحدث عن الهجوم على طائرتي أباتشي مصريتين، وبعد نشر صور لما قيل إنه حطام إحداهما.
وعلى الرغم من أن رواية "ولاية سيناء" حول إسقاط طائرة أباتشي مصرية تبدو ضعيفة، خصوصاً مع المعلومات المتوافرة حول القدرات القتالية المتطورة للطائرة الأميركية التي تسلّم الجيش المصري عدداً جديداً منها أخيراً، والتي تتميّز بشدة في العمليات القتالية في المناطق الوعرة وفي التعامل مع الأفراد على الأرض، فإنّ "تعرض الطائرة للإصابة، أمر لا يمكن استبعاده، وربما يكون هو الأقرب لما حدث"، بحسب مراقبين عسكريين.
وتشير مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه "يمكن تفسير النار المشتعلة، أو صور الحطام، التي نشرتها "ولاية سيناء"، بأن طائرة الأباتشي، وكجزء من قدراتها على المناورة والهرب من القذائف الموجهة، يمكنها في حال اكتشاف إطلاق قذائف موجهة ناحيتها، أن تطلق، في المقابل، جسيمات معبأة بالغاز تشتعل فور ملامستها للهواء، ما يضلل الصواريخ الموجهة التي تصطدم بتلك الأجسام، لتنجو الطائرة من القذائف".
ونشر المتحدث العسكري المصري، العميد محمد سمير، لقطات فيديو لما قال إنه "تصدي عناصر الجيش المصري لمسلحي تنظيم ولاية سيناء وتكبيدهم خسائر فادحة، بعد السيطرة على كامل منطقة الهجوم". فيما انتقد متخصصون "التعامل مع لقطات الفيديو عن طريق الخدع الإلكترونية"، مقلّلين من مصداقيتها "ونشرها أخيراً على الأقل".
اقرأ أيضاً: الطيران المصري يقتل 11 مدنياً بقصف منازلهم في سيناء
وفي حين حاول الجيش المصري التهرّب من ذكر العدد الحقيقي لضحاياه، مشيراً إلى أنّ إجمالي خسائره لا يتجاوز 17 فرداً، بينهم 4 ضباط، تباينت الأنباء، يوم السبت، حول العثور على جثث 4 عناصر جدد من الجيش، في الوقت الذي تداول فيه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشاب مصري يتحدث عن عرض المتحدث العسكري لصورة قريب له باعتباره أحد الإرهابيين، بينما هو مجند في الجيش. كما تحدثت امرأة من محافظة قنا، عن مشاهدة جثمان ابنها في التقرير العسكري ضمن الإرهابيين المقتولين، بينما هو أيضاً مجند في الجيش.
وأشارت الحسابات المقربة من "ولاية سيناء" على تويتر إلى أنّ عدد قتلى الجيش المصري يتجاوز المائة عنصر، في حين أشارت حسابات أخرى إلى أنّ العدد أكثر من ذلك. وأكدت الحسابات أنّ "تسريباً جديداً بعنوان (من أفواههم) سيعرض في إصدار الصولات الإلكترونية الثاني التابع لفريق المخابرات الإسلامية قريباً، يبيّن أن عدد قتلى الجيش أكثر من 180 عنصراً".
ولا يمكن تجاهل اعتراف مسلحي "ولاية سيناء" بالانسحاب من مناطق الاشتباك، وفق بيانهم يوم الجمعة، بعد تحقيق ضربات قوية غير مسبوقة، وهو الانسحاب الذي برّره البيان بـ"الحرص على أرواح السكان المدنيين". لكن مراقبين وشهود عيان يرجعون الانسحاب إلى تدخل الطائرات من دون طيار إلى جانب طائرات "إف 16" و"أباتشي"، إذ وفّرت للطائرات الحربية صوراً من الأرض تظهر أماكن المسلحين ومناطق تمركزهم، ما أتاح الفرصة للطائرات لاستهداف عناصر ولاية سيناء بنجاح من دون اشتباكات مباشرة على الأرض.
وتمتلك مصر عدداً من أنواع الطائرات من دون طيار، أبرزها الطائرة الصينية "ASN-209" والتي يمتلك الجيش المصري 21 طائرة منها، تم تصنيعها محلياً في الهيئة العربية للتصنيع بترخيص من مصنعها الصيني. وتوفر تلك الطائرات بيئة قتال إلكترونية تظهر في غرفة عمليات عسكرية تدار عبر الأقمار الاصطناعية، ومتصلة بالطائرات الهجومية، التي توجّه قذائفها وصواريخها عن بُعد إلى مناطق وأماكن تمركز المسلحين المستهدفين بعد أن ترصد أماكنهم وتحركاتهم الطائرات من دون طيار.
اقرأ أيضاً: الجيش المصري يعرض صورة طفل على أنه إرهابي