"وايك آب كول": مشاهير العالم تدعم أطفال سوريّة

10 أكتوبر 2014
حملة "ويك آب كول" و"سيلفي" المشاهير (ميرور)
+ الخط -
يبدو أنّ الناس باتوا أكثر تضامناً مع المشاهير والأمور الفكاهية أو الجنونية، من تعاطفهم مع المعاناة الإنسانية، ومشاهد قتل وتشريد الأطفال والعائلات، التي ربّما من كثرة تكرارها، أمست حالة مألوفة لدى الكثيرين، لا تمس إلاّ أصحاب الضمير الحيّ.

فمع بدء الحرب في سورية، أثارت المجازر، التي ارتكبت بحقّ المواطنين، مشاعر عارمة من الحزن والغضب، وموجات من النقد والشّجب ودعوات إلى وقف تلك الهمجية والوحشية، التي تفتك بالشعب السوري.

لم يلتفت أحد إلى نداءات الاستغاثة، من قبل الشعب السوري والمتضامنين مع قضيته على السّواء، ومع استمرار عمليّات القتل اليومي، لما يقارب الثّلاث سنوات، أضحى الدم السّوري عابراً كما الفلسطيني، وعجز عن إثارة أو تحريك الشّعوب، خصوصاً العربية منها، ولو عبر التظاهر والاحتجاج ورفع الصوت عالياً، والمطالبة بنجدة هؤلاء.

نجحت الصحافة الغربية والعربية، ربّما، بتحويل المذابح في فلسطين وفي سورية إلى مجرّد صور تمرّ على شاشات التيلفزيون. وأدمن غالبية المشاهدين العرب عليها، فاستسلموا لها وكأنّها أمر واقع. وكما هدأت ثورتهم سابقاً وتجاهلوا الدم الفلسطيني، لم يكن للسوري نصيب أوفر وعاملوه بالمثل، وحوّلوا قيمة الإنسان في البلدين إلى مجرّد خبر يومي عابر.

وأمام عجز صور أطفال سورية وفلسطين عن إنعاش ضمير العالم العربي، نجحت التكنولوجيا والجنون. فـ"حملة التقاط مشاهير العالم صور شخصياتهم فور استيقاظهم من النوم"، على طريقة "سيلفي"، جمعت ثمانية ملايين باوند لأطفال سورية. سُمّيت الحملة بـ "وايك آب كول"، وجاءت عقب حملة "آيس باكيت تشالنج" (تحدي دلو المياه البارد)، الذي حصد سبعة ملايين باوند، لمحاربة مرض مزمن في الجهاز العصبي.

كان على كل مشترك أن يرشّح ثلاثة أشخاص بعده، لأخذ "سيلفي"، عقب تقديم صوره الشّخصية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وذلك بناء على طلب جيميما خان، سفيرة اليونيسف التي دشّنت الحملة.

استقطبت الحملة الرجال والنساء على السّواء، على خلاف حملة "نو ميك أب سيلفي" (صور لشخصية من دون ماكياج)، التي ذهب ريعها إلى بحوث الأمراض السرطانية في بريطانيا، واقتصرت على النساء.

وتبنّى الحملة ستيفن فراي، الممثل الإنجليزي الكوميدي، وهاغ جرانت وهو مخرج أفلام وممثّل انجليزي، ونيجيللا لاوسون وهي صحافية ومذيعة تيلفزيونية. كما شاركت عارضات أزياء ومحرّرون وممثّلون، في الحملة، بغية تقديم الدعم لأطفال سورية، عن طريق نشر صورهم على "تويتر" فور استيقاظهم من النوم.

وكما يُقال: "الغاية تبرّر الوسيلة"، جاءت النتيجة إيجابية رغم بساطة الحملة أو بتعبير أدقّ: "رغم سخافة الوسيلة"، مقارنتها بمعاناة أهل سورية. إنّما يبقى للجنون فوائده.

المساهمون