ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه لم يكد يمر 11 يوما على إعادة الرئيس الأميركي باراك أوباما تخصيص المساعدات العسكرية لمصر، حتى كانت المكافئة هي محاكمة مواطن أميركي يدعى محمد سلطان بالسجن المؤبد بمصر، وذلك بناء على تهم ملفقة، وفي تحدّ واضح للدعوات التي أطلقها كبار الموظفين الأميركيين من أجل إخلاء سبيله.
وأبرزت "واشنطن بوست" أن الحكم الذي أصدره القضاء المصري، السبت المنصرم، يعد آخر صفعة تتلقاها إدارة أوباما من نظام عبد الفتاح السيسي كرد فعل على المطالب بضرورة التخفيف من درجة القمع، التي وصفتها الصحيفة بأنها الأسوأ التي تشهدها مصر منذ ما يزيد عن نصف قرن. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن قضية سلطان تكشف عن تقاعس الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة القسوة والوحشية التي يساهم الأميركيون في تمويلها من خلال مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تم تخصيصها لمصر.
وورد في مقال الصحيفة أن القاضي المفضل لدى السيسي في إصدار أحكام الإعدام، محمد ناجي شحاتة، قام يوم السبت بإصدار الحكم في حق سلطان و37 شخصاً آخرين، بينهم صحفيون، بالسجن المؤبد. وذكر المقال أن القاضي شحاتة أصدر قبل ذلك مئات الأحكام الجائرة في عدد من القضايا السياسية، وأكد حكم الإعدام في حق 14 من قيادي جماعة الإخوان المسلمين، بينهم والد سلطان، بدون اكثرات لعمليات التنديد الواسعة لمؤسسات حقوق الإنسان الدولية التي وصفت الأحكام بالجائرة وبالفضيحة.
وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض، الذي يتهمه سلطان بتجاهل قضيته لأنه عربي أميركي، أصدر بيانا مقتضبا ندد فيه بالحكم ودعا إلى الإطلاق الفوري لسلطان. وأضاف أن السيسي يملك كل الصلاحيات لترحيل المواطن الأميركي إلى الولايات المتحدة الأميركية، كما فعل مع الصحفيين الأستراليين الذين تم اتهامهم في قضية أخرى ضمن سلسلة القضايا السياسية للقاضي شحاته. وحسب الصحيفة فإن أوباما تخلى طواعية عن تأثيره على الحاكم المصري بعدما اختار إعادة الدعم العسكري الكامل لمصر، دون أن ينتظر حتى يتم إطلاق سراح المعتقلين في القضايا السياسية، أو احترام مصر لمعايير حقوق الإنسان التي وضعها الكونغرس.