كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الجمعة، أن ثلاثين ألف شخص، على الأقل، "نزحوا في الـ48 ساعة الماضية"، هربا من المعارك، التي تشهدها محافظة حلب، بشمال سورية، ودعت تركيا إلى فتح حدودها للسماح بمرورهم.
وأوردت المنظمة أن "حرس الحدود التركي أطلق النار على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود"، بعد فرارهم من المعارك بين تنظيم "الدولة الإسلامية" والمعارضة السورية في محافظة حلب.
وتأتي عملية النزوح الواسعة بعد أن تواصلت معارك الكر والفر، أمس الخميس، بين قوات المعارضة السورية ومقاتلي التنظيم قرب الحدود السورية التركية، حيث تشهد قرى عدة هناك سيطرة متبادلة بين الجانبين.
وكانت المعارك بين الجانبين قد اندلعت على أشدها قبل خمسة أيام، حيث أحرزت فصائل المعارضة تقدّماً غير مسبوق منذ سنتين، بعد سيطرتها على بلدة الراعي الاستراتيجية، وقرى وبلدات عدة، على طول الشريط الحدودي، قبل أن يستعيد التنظيم زمام الأمور من جديد.
وتعليقا على العمليات الجارية في حلب وبالقرب منها، أعربت واشنطن، اليوم الخميس، عن "قلقها البالغ" أمام المجموعة الدولية لدعم سورية حيال معلومات عن هجوم يشنه النظام السوري قرب المدينة بدعم روسي، "الأمر الذي قد يشكل انتهاكا لوقف إطلاق النار المعلن".
وقال مسؤول أميركي، لم يشأ كشف هويته، لوكالة "فرانس برس": "نحن قلقون للغاية حيال معلومات تتعلق بهجوم للنظام السوري قرب حلب، ومعلومات مفادها أن ضربات روسية تدعم هذا الهجوم"، مضيفا: "أعربنا عن قلقنا البالغ لجميع شركائنا في مجموعة الدعم، وبينهم روسيا".
وفي السياق ذاته، أعلنت مؤسسات عاملة في المجال الطبي في مدينة حلب وأريافها، قبل يومين، تعليق عملها، ردّاً على مقتل أحد طواقمها، على يد مسلحين معارضين، بعد اختطافه في ظروف غامضة.
واتهم مشفى "الدقّاق" العامل في حي الشعار بمدينة حلب، في بيانٍ، "عناصر من جبهة التركمان، التابعة لـ(الجيش السوري الحر)، بخطف العامل لديها، خالد اسكيف، من أمام مشفى الأطفال في الحيّ صباح أمس"، مؤكّداً "وفاته بعد سبع ساعات نتيجة التعذيب المتواصل بالتيار الكهربائي والضرب المبرح والشنق".
وتضامنت العديد من المؤسسات الطبيّة مع كادر مشفى الدقاق، وأصدرت بيانات أكّدت فيها "تعليق أعمالها باستثناء الحالات الإسعافية، لحين القصاص من الفاعلين".