"هواوي" تلقى دعماً صينياً رسمياً في مواجهة واشنطن قضائياً

08 مارس 2019
مكتب الشركة الصينية العملاقة في إسطنبول التركية (الأناضول)
+ الخط -

لقيت مجموعة "هواوي" العملاقة للاتصالات دعماً قوياً من حكومة بلادها اليوم الجمعة، في المعركة القضائية التي أطلقتها ضدّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخميس، وأكدت الحكومة أنها ستتخذ "كل الإجراءات اللازمة" للدفاع عن هذه الشركة الخاصة. 

ورحّب وزير الخارجية الصيني وانغ يي بالمبادرة التي اتخذتها الشركة، معتبراً أنها لا يجب أن تبقى مثل "حمل صامت" أمام الأميركيين.

ويقول الأميركيون إن المعدات التي تنتجها المجموعة يمكن أن تستخدمها بكين للتجسس على دول أخرى.

ومنعت الولايات المتحدة هواوي من نشر معداتها للجيل الخامس لشبكات الهاتف (5 جي) على الأراضي الأميركية، كما منعت إداراتها من شراء منتجات وخدمات هواوي.

وتسعى واشنطن إلى إقناع حلفائها الغربيين بالقيام بخطوات مماثلة. ويريد القضاء الأميركي أيضاً محاكمة المديرة المالية للمجموعة الصينية مينغ وانتشو لخرقها العقوبات ضدّ إيران.
وأوقفت مينغ في كندا وأطلق سراحها بشكل مشروط في الوقت الحالي بانتظار تفعيل إجراءات تسليمها إلى الولايات المتحدة.

ورأى وانغ يوم الجمعة أنه "يكفي أن يتخذ المرء موقفاً موضوعياً ومحايداً ليلاحظ أن الخطوات الأخيرة ضدّ شركة وأفراد صينيين محددين ليست مسألة قضائية بسيطة بل قمع سياسي متعمد".

وتابع في مؤتمر صحافي، على هامش الجلسة السنوية للبرلمان، "اتخذنا وسنتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية حازمة للحقوق والمصالح الشرعية للشركات والمواطنين الصينيين".

الوسائل القانونية 

أعلنت هواوي، شركة الهواتف الذكية العالمية والكبرى إلى جانب سامسونغ وآبل، يوم الخميس، رفعها دعوى في ولاية تكساس (جنوب) ضد واشنطن، بسبب منعها الإدارات الأميركية حيازة منتجات هواوي.

وتريد الشركة المطالبة أيضاً بتعويضات وفوائد بسبب المنع "غير الدستوري" الذي يستهدفها. وتتهم الولايات المتحدة بقرصنة خوادمها وسرقة رسائلها الإلكترونية.

وأكد وانغ يي "نحن ندعم الشركات والأشخاص المَعنيّين في استخدام الوسائل القانونية من أجل حماية حقوقهم ومصالحهم، حتى لا يكونوا حُمْلاناً صامتة".

من جهته، رأى السفير الأميركي لدى الصين، تيري برانستاد، أن الدعوى التي رفعتها هواوي "تشبه إجراء انتقامياً"، مضيفاً "برأيي ليست هذه استراتيجية ذكية جداً"، وذلك في مقابلة بثّها تلفزيون "بلومبيرغ".
وتؤكد إدارة دونالد ترامب أن معدات هواوي قابلة للاستخدام من قبل الاستخبارات الصينية، بهدف التجسس على دول أخرى وزعزعة اتصالاتها. وترى الصين في تلك الاتهامات ذريعة للحد من نمو الشركة الرائدة عالمياً في مجال معدات الاتصالات، وتجنّب تفوقها تكنولوجياً على الولايات المتحدة.

وأضاف وانغ "ما نريد الدفاع عنه ليس فقط حقوق ومصالح شركة، بل الحق الشرعي في التطور لأي بلد أو أمة".

وتمثل مينغ وانتشو أمام المحكمة في 8 مايو/ أيار في فانكوفر في إطار إجراءات تسليمها. وأوقفت في بداية ديسمبر/ كانون الأول في كندا بطلب من القضاء الأميركي.

منع في أستراليا

في أعقاب ذلك، أوقف كنديان في الصين، في خطوة يراها الغرب بأنها إجراء انتقامي. وتشتبه الصين بأنهما يشكّلان تهديداً لأمنها القومي. وأطلقت هواوي في الأسابيع الأخيرة حملةً إعلامية مكثفة للدفاع عن سمعتها، لدرجة أن مؤسسها المتكتم عادةً رين زينغفي (74 عاماً) شارك في النقاش، نافياً أي علاقة لشركته بالاستخبارات الصينية.

وشدّد مديرون في المجموعة يوم الخميس أيضاً، خلال مؤتمر صحافي، على أنهم لم يتلقوا أبداً أي طلب من بكين بتركيب "ثغرات تكنولوجية" في معداتها تسمح بالتجسس على الاتصالات.

ومع ذلك، اعترف المسؤول القانوني لهواوي سونغ ليوبينغ بوجود قانون صيني يسمح بإلزام الشركة مساعدة الحكومة، لكن فقط في قضايا الإرهاب والأنشطة الإجرامية.
وبعد رفعها الدعوى ضدّ واشنطن، أكدت الشركة الصينية يوم الجمعة أنها لا تنظر في الوقت الحالي بالرد قضائياً على قرار كانبيرا منعها من تركيب معدات الجيل الخامس للاتصالات في أستراليا.

وقال متحدث باسم هواوي لوكالة فرانس برس "على الرغم من أن لنا خلافات مع الحكومة الفدرالية، لكننا ما زلنا نفضّل التعاون" معها.

(فرانس برس)
المساهمون