"هن" تناظر رجال الدين العراقيين عن حقوق المرأة

25 مارس 2014
+ الخط -

أطلقت مجموعة من الناشطات العراقيات في مجال حقوق الإنسان تجربة جديدة في محاولة نيل حقوقهن، قد تكون الأولى من نوعها في العراق، من خلال تنظيم ورشة عمل تجمع رجال دين من مختلف الطوائف الإسلامية، وإجراء حوار عن حقوقهن من خلال الاستناد إلى القرآن والأحاديث النبوية واجتهاد العلماء.

وقالت الدكتوره، بتول أحمد، مديرة منظمة "هن" للدفاع عن حقوق النساء في بغداد: إن الفكرة جاءت من خلال مسح ميداني في مناطق مختلفة من العراق أظهرت أن 70 في المئة من النساء المعنفات واللاتي تعرضن للظلم والتهميش من الرجال أو المؤسسات الحكومية والمدنية، أكدن، أن الحالة وقعت تحت غطاء الدين والشريعة وتذرعاً بقوامة الرجل على المرأة. ولدى العودة إلى تعاليم الدين الإسلامي وجدنا، أنها واضحة في ما يتعلق بنا، وتحفظ حقوقنا، لكن حرفت بشكل كبير عند التطبيق في مجتمعاتنا ومزجت بعادات وتقاليد عربية قبلية من رجال دين أو قبائل.

وأضافت، أن المنظمة حددت جدول مناظرات 60 رجل دين، بينهم 21 شخصاً، من الطائفتين السنية والشيعية يعملون في مدن متفرقة من البلاد، تشهد حالات مرتفعة من الاعتداء على النساء جسدياً ونفسياً وغبن في حقوقهن.  

موضحة، أن الأيام الحالية تشهد جهداً كبيراً من الناشطات في المنظمة، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والأدلة الفقهية عن حقوق المرأة في الإسلام، معربة عن تفاؤلها في تحقيق "انتصار كبير"، على حد وصفها، لحساب "ناقصات العقل والدين"، كما يحلو لبعض رجال الدين تسميتنا.

وطالبت، أحمد، وسائل الإعلام المحلية التعاون معها في نقل المناظرات علنا، مستدركة أنها تخشى حملات غير نزيهة من المؤسسة الدينية في العراق تسبق المناظرات، وتستهدف عضوات بعينهن فيها لتشويه سمعتهن، لذا لن نعلن أسماء عضوات فريق المناظرة قبل الانتهاء من العمل وبدء برنامج الحوار فعلياً.

وتبدي، أحمد، تخوفها من بعض رجال الدين في الخروج عن موضوع النقاش لينتقلوا إلى التجريح والتهجم كسلاح واق يجنبهم الاعتراف بخطئهم.

وأشارت، أحمد، إلى أن الحملة التي أطلق عليها "حوار"، تهدف إلى مسح الغبار المتراكم منذ عقود على بنود التعاليم الحقيقية للإسلام، فيما يتعلق بالنساء، فضلاً عن هدفها في نشر رسالة توعية أن "الإسلام لم يظلم المرأة، بل رجال الدين هم من أوغلوا في ظلمها"، حسب قولها، لافتة إلى أن الخطوة الحالية جاءت بعد قناعة من أن أي تطور في قضية المرأة وحقوقها في العراق سيكون فاشل،اً ما لم نبدأ في إصلاح الخلل الرئيس، الكامن لدى الرجال وخاصة رجال الدين ونظرتهم الدونية الى النساء، وسيكون ذلك فاعلاً بلا شك.

وحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة، تومسون، رويترز منتصف 2013 عن حقوق النساء في العالم العربي وظروف التمييز بين الجنسين في 22 دولة عربية، صنف العراق كثاني أسوأ بلد عربي بالنسبة للمرأة.

 

المساهمون