"هدى" تشلّ الحياة في غزة

08 يناير 2015
العاصفة هدى تجتاح قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


شلّ منخفض "هدى" الذي يضرب الأراضي الفلسطينية وبلاد الشام، مختلف مرافق الحياة في قطاع غزة، غير المهيأ لاستقبال العواصف الرعدية والثلجية والأمطار الغزيرة، بسبب سوء البنية التحتية وضعف عمل البلديات، نتيجة الحصار الإسرائيلي المحكم على القطاع منذ ثماني سنوات.


وبدت شوارع القطاع خاوية من المارة، إلا من قليل أرادوا "تحدي هدى"، بعد أن أعلن وقف الدوام في كل الجامعات والمدارس والمؤسسات سواء الحكومية أو التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، إضافة إلى المؤسسات المحلية ومؤسسات المجتمع المحلي ومؤسسات حقوق الإنسان، بسبب قوة العاصفة وسرعة الرياح وغزارة الأمطار.

مخاوف المواطنين تزايدت منذ اللحظة الأولى لوصول منخفض "هدى"، وعادت إلى أذهانهم مأساة "منخفض أليكسا" العام الماضي، والذي خلف دماراً واسعاً في البيوت المهترئة، إضافة إلى انفجار محطات الصرف الصحي، ما أدى إلى غرق بيوت ومناطق بأكملها.

المحال التجارية أوصدت أبوابها نتيجة العاصفة، وقوة الرياح، سوى من بعض المحال التجارية التي تقتات من عملها اليومي، والمحال التي فتحت أبوابها جزئياً، إضافة إلى خلو المارة من الأسواق التي بدت شبه مغلقة، تخوفاً من "جنون" العاصفة.

ويقول أبو محمد البريم، وهو صاحب إحدى البسطات في سوق فراس الشعبي، لـ"العربي الجديد"، إنه لم يتمكن من الخروج لبيع الملابس منذ بدء المنخفض الجوي، بسبب سوء الأحوال الجوية، لكنه اضطر اليوم إلى الخروج حتى يوفر طعاماً لأطفاله. غيرّ أنه يشير إلى أنّ السوق "خال من الزبائن".

أما سمير ضهير، وهو صاحب أحدّ المحال التجارية التي فتحت أبوابها على خجل وسط مدينة غزة، فيقول إن البيع تراجع بشكل كبير بسبب خوف المواطنين من النزول للشارع نتيجة العاصفة وتطاير بعض ألواح "الزينقو" والقطع الخشبية، والسيول التي قد تجرف الأطفال.
ويضيف ضهير لـ"العربي الجديد" أن عدة أشجار خُلعت في منطقتهم بسبب قوة الرياح، وقال: "يأتي بعض المجازفين لشراء السحلب والكاكاو وهي المشروبات الأكثر تناولاً في مثل هذه الأجواء، إضافة الى شراء أكلة الشعيرية، والتي يزيد الاقبال عليها في الشتاء".



وأعلنت نقابة الصيادين الفلسطينيين تعليق العمل في الصيد البحري نتيجة العاصفة القوية وارتفاع الموج، تخوفاً من غرق المراكب ومعدات الصيادين كما حدث في المنخفضات السابقة، والتي أدت الى خسائر فادحة قدرت بملايين الدولارات.
ويقول نزار عياش نقيب الصيادين في غزة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الصيد متوقف في ميناء غزة منذ عدة أيام بسبب تلاطم الموج وسرعة الرياح، مضيفاً: "تسببت المنخفضات التي حدثت العام الماضي بتدمير وغرق عدد من القوارب وتدمير المحركات وسحب شباك الصيادين".
ويؤكد عياش، على أن ميناء غزة ضعيف وغيرى مهيئ لمواجهة أي منخفض أو عواصف وأحوال جوية سيئة، في ظل اشتداد الموج وتعرض الميناء لكسر الأمواج من فوق الجدران الإسمنتية، موضحاً أن ذلك يتسبب بتدمير قوارب الصيادين لإحداثها تلاطماً للأمواج داخل الحوض، يؤدي الى تدمير وتلف المراكب.
وبين أن موانئ قطاع غزة الصغيرة والتي يعتاش منها مئات الصيادين بحاجة إلى تطوير حتى تتمكن من الثبات في وجه العواصف، مضيفاً: "قمنا بعدد من الإصلاحات على المراكب، وأخرج عدد من الصيادين مراكبهم خارج الحوض وثبتوها بشكل جيد، لكن ذلك لن يجدي كثيراً مع قوة المنخفض وشدة الرياح".
وأدخلت عشر حالات إلى مشافي القطاع بسبب المنخفض الجوي، غيرّ أنّ هذه الحالات عولجت وعادت إلى بيوتها، ولم تسبب الموجة أي دمار واسع كما كان متوقعاً، على غرار ما خلفه المنخفض السابق، الذي لن ينساه سكان غزة.