كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ الأمير محمد بن نايف، الذي أقصي عن ولاية العهد في السعودية، حبيس قصره في مدينة جدة الساحلية، وممنوع من مغادرة المملكة.
ونقلت الصحيفة، في تقرير، اليوم الخميس، عن أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، مقرّبين من الأسرة الحاكمة في السعودية، أنّ القيود الجديدة المفروضة على الرجل، الذي كان حتى الأسبوع الماضي يبعد خطوة واحدة عن العرش، ويتولى قيادة أجهزة الأمن الداخلي في المملكة، تهدف إلى الحد من أي معارضة محتملة لولي العهد الجديد محمد بن سلمان (31 عاماً).
وتحدّث المسؤولون شرط عدم الكشف عن هويتهم، حتى لا يعرّضوا العلاقات مع الأسرة الحاكمة في السعودية للخطر، بحسب ما أوردت "نيويورك تايمز".
وليس من الواضح، بحسب الصحيفة، إلى متى ستبقى القيود على الأمير محمد بن نايف (57 عاماً) قائمة، مشيرة إلى أنّ مستشاراً في البلاط السعودي الملكي، أحال استفساراتها إلى وزارة الإعلام، والتي لم يتم الوصول إلى مسؤوليها على الفور للتعليق، أمس الأربعاء.
في المقابل، نفى مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، عبر الهاتف، ليل الأربعاء، الكلام، وقال إن "لا أساس له من الصحة".
كما فرضت قيود على بنات محمد بن نايف، وفقاً لما نقلت "نيويورك تايمز"، عن مسؤول أميركي سابق يحتفظ بعلاقات مع الأسرة الحاكمة في السعودية.
وأُخبرت إحدى بنات الأمير بن نايف المتزوجات، أنّ بإمكان زوجها وطفلهما مغادرة منزلهما، بينما يتوجب عليها البقاء في القصر، بحسب ما قال المسؤول الأميركي، للصحيفة.
إلى ذلك، قال أحد السعوديين المقرّبين من العائلة المالكة للصحيفة، إنّ القيود الجديدة، فرضت على الفور تقريباً، بعد تسلم محمد بن سلمان ولاية العهد.
وعقب الأوامر الملكية، عاد الأمير محمد بن نايف إلى قصره في جدة، ليجد أنّ حراسه الذين يثق بهم، تم استبدالهم بحراس آخرين موالين لولي العهد الجديد محمد بن سلمان، وفقاً لما ذكره السعودي المقرب من الأسرة الحاكمة، والمسؤول الأميركي السابق، للصحيفة، وأشارا إلى أنّ بن نايف مُنع من مغادرة القصر، منذ ذلك الحين.
وفي السياق، أكد مسؤول أميركي سابق آخر، على اتصال وثيق مع العائلة المالكة في السعودية، للصحيفة، أنّ بن نايف، مُنع من مغادرة المملكة، لكنّ المسؤول قال إنّه لم يسمع أنّ تحرّكات الأمير مقصورة على قصره.
ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، فإنّ القيود المفروضة على الأمير الأكبر، تشير إلى مخاوف من أنّ بعض أفراد العائلة المالكة، قد انزعجوا من التغيير الحاصل بفعل الأوامر الملكية الأخيرة، وأنّ ظهور الأمير محمد بن نايف العلني في الملأ، قد يؤدي إلى تفاقم المشاعر ووجهة النظر هذه.
واعتبر مسؤول أميركي حالي رفيع المستوى، للصحيفة، أنّ القيود المفروضة على الأمير محمد بن نايف، "مؤشر على أنّ الأمير محمد بن سلمان لا يريد أي معارضة".
وأضاف أنّ "بن سلمان لا يريد أي عمل للحرس الخلفي داخل الأسرة. إنّه يريد ترقية مستقيمة دون أي معارضة - ولم يكن محمد بن نايف يخطط لأي شيء على أي حال".
ولفت المسؤول، إلى أنّ الإدارة الأميركية، على اتصال بوزارة الداخلية السعودية، بيد أنّ المسؤولين الأميركيين لم يجروا أي اتصال رسمي مع الأمير محمد بن نايف، وهم يرصدون الوضع في المملكة عن كثب.
وختم المسؤول الأميركي رفيع المستوى، كلامه للصحيفة قائلاً، إنّ "محمد بن نايف كان صديقاً وشريكاً عظيماً للولايات المتحدة، ونحن لا نريد أن نتعامل معه بشكل غير منظم أو غير آمن".
(العربي الجديد)