"نيويورك تايمز": كيسنجر نقل رسائل من ترامب للقيادة الصينية

03 ديسمبر 2016
يعتبر كيسنجر عراب الانفتاح الأميركي على الصين (نيكولاس أساوري/Getty)
+ الخط -



توقّفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عند مسألة تزامن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ورئيسة تايوان، تساي انغ لين، مع المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، يوم الجمعة في بكين.

ورجّحت الصحيفة أن كيسنجر نقل رسائل من القيادة الأميركية الجديدة إلى كبار المسؤولين الصينيين حول رؤية إدارة ترامب لمستقبل العلاقات بين واشنطن وبكين.

ويعتبر كيسنجر عرّاب الانفتاح الأميركي على الصين في سبعينيات القرن الماضي، ومهندس الزيارة التاريخية إلى بكين، التي قام بها عام 1972 الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، واجتماعه مع زعيم الحزب الشيوعي الصيني، ماو تسي تونغ.

وقد اشترطت الصفقة الدبلوماسية التي عقدها كيسنجر، في حينها، مع مسؤولي الحزب الشيوعي في بكين؛ على اعتراف الولايات المتحدة بوحدة الأراضي الصينية، واعتماد الخارجية الأميركية "سياسة الصين الواحدة"، التي أفضت عام 1979 إلى قطع العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين واشنطن وتايوان.

وعُقد اجتماع كيسنجر مع الرئيس الصيني بعد أيام من لقاء مطوّل مع الرئيس الأميركي المنتخب في مقرّه في نيويورك، وتناول عناوين السياسة الخارجية الأميركية، والاستراتيجية الجديدة التي ستعتمدها إدارة ترامب.

وقال مهندس السياسة الخارجية الأميركية، بعد الاجتماع، إنه يجب الانتظار وإعطاء فرصة للرئيس الأميركي الجديد قبل الحكم على استراتيجيته الخاصة التي انتخب على أساسها.

وتختلف مقاربة ترامب للسياسة الخارجية، وخصوصاً في شقها الآسيوي، والصيني تحديداً، عن المقاربات الأميركية التقليدية التي أرستها مدرسة كيسنجر في السياسة الخارجية. ففي مقابل تكتيك الانفتاح الأميركي على الشيوعية الصينية في زمن الحرب الباردة، للوقوف بوجه انتشار الشيوعية السوفييتية؛ تسعى استراتيجية ترامب إلى تعزيز العلاقات مع روسيا للوقوف بوجه تنامي القوة الاقتصادية للمارد الصيني.

ووفق الاستراتيجية الترامبية؛ يتوقع أن تنقلب معادلة السياسة الخارجية الأميركية من موقع الصداقة مع الصين لمواجهة العدو الروسي؛ إلى بناء تحالف وصداقة مع موسكو في مواجهة بكين.


وتدل الاتصالات واللقاءات التي أجراها ترامب مع مع الزعماء الأجانب، منذ انتخابه، إلى بعض معالم السياسة الخارجية الأميركية الآسيوية. إذ أجرى الرئيس المنتخب أوّل لقاءاته الرسمية مع رئيس حكومة اليابان، شينزو ابي.

وتلقّى اتصالاً من الرئيس الصيني، وقبل دعوة للقيام بزيارة إلى باكستان بعد إشادته برئيس وزرائها، نواز شريف. كما أعرب عن دعمه للحرب التي يشنها الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، الذي أثارت شتيمته للرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما، أزمة في العلاقات الأميركية الفلبينية.

ويبدو أن مساعي إدارة ترامب ستتركز، في المرحلة المقبلة، على إعادة تمتين التحالفات التقليدية للولايات المتحدة مع كل من باكستان والفيليبين، خصوصاً أن هذه التحالفات قد اهتزّت خلال السنوات الماضية، وأن تباينات كبيرة ظهرت بين حكومتي البلدين وإدارة أوباما حول ملفات مختلفة، أبرزها ملف حقوق الانسان.

وفي ما يتعلق بدور الولايات المتحدة في شبه الجزيرة الكورية، ومواجهة التهديد النووي لبيونغ يانغ، فالأرجح أن إدارة ترامب ما زالت بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في سيول، في ظل تنامي المطالبة الشعبية باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية، بارك غيون، من منصبها، بسبب اتهامات باستغلال النفوذ.