رأت صحيفة "نيويورك تايمز" في "الاستقبال الحار" للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من قبل نظيره الأميركي، دونالد ترامب، علامة على "تحول تاريخي في السياسة الأميركية، والتخلي عن معايير كانت تحدد مواصفات زعماء الدول المقبول استقبالهم في البيت الأبيض"، كما رصدت أوجه الشبه بين الرئيسين.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن من المعايير لتوجيه الدعوة لزعماء الدول أن "يكون المدعو ذا سمعة طيبة في قضايا حقوق الإنسان، وغير متهم بارتكاب انتهاكات ضد شعبه، ومتصالحا مع القيم الديمقراطية، ولو من حيث الشكل"، ما يعني، بحسب المصدر ذاته، أن "الرئيس المصري، الذي وصل قيادة مصر بعد انقلاب عسكري ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وقتل الآلاف من معارضيه، وزج الآلاف منهم في السجون، لا يحمل المواصفات التي تؤهله للحلول ضيفا مرحبا به في واشنطن".
وشددت الصحيفة على أن سجل السيسي الحقوقي دفع إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، إلى "تجنّب توجيه دعوة رسمية إليه طوال السنوات الماضية".
وخلصت "نيويورك تايمز" إلى أن "إدارة ترامب غيّرت المعايير السياسية الأميركية التقليدية المعتمدة منذ عقود في آلية دعوة رؤساء الدول لزيارة الولايات المتحدة، وغلّبت، في حالة السيسي، اعتبارات محاربة الإرهاب والأمن على اعتبارات حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية".
ونقلت الصحيفة وجهة نظر محللين سياسيين يرون أوجه شبه كثيرة بين الرئيسين الأميركي والمصري، أبرزها علاقتهما الجيدة وإعجابهما المعلن بشخصية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتبنيهما "نظرية المؤامرة"، واستخدام "خطاب شعبوي ولغة سياسية سوقية".
وتغمز "نيويورك تايمز" من احتمال إقدام ترامب على زيادة المساعدات الأميركية لنظام السيسي، لتذّكره بشعار "أميركا أولاً"، ووعوده الانتخابية بوقف كافة المساعدات الأميركية الخارجية.
وتنقل عن خبراء أميركيين في شؤون الشرق الأوسط أن "المساعدات الأميركية لنظام عسكري لا يتدم الحرب على الإرهاب، لأن القمع الذي يمارسه نظام السيسي ضد جميع أشكال الإسلام السياسي في مصر سيؤدي إلى ولادة مجموعات إسلامية أكثر تشدداً ستشكل لاحقاً خطراً كبيراً على الأمن القومي الأميركي".
ولا يخفى أن العلاقة المتردية أصلاً بين الصحيفة النيويوركية الكبيرة والسيد الجديد للبيت الأبيض أقحمت زيارة السيسي في اللعبة السياسية الأميركية الداخلية، ومعركة تصفية الحسابات المفتوحة بين ترامب ومعارضيه، وفي صدارتهم وسائل الإعلام.