ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية شاركوا في المناقشات أو اطلعوا عليها، قولهم إن ترامب وافق في البداية على ضرب بضعة أهداف كأجهزة رادار وبطاريات صواريخ.
ووفق المصادر، فإنه كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر اليوم، الجمعة، لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين.
وقالت "نيويورك تايمز" إن قرار الرجوع المفاجئ أوقف ما كان سيصبح ثالث عمل عسكري لترامب ضد أهداف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى ضربه مرتين أهدافاً في سورية في العامين 2017 و2018.
ومن غير الواضح ما إذا كان قرار شن هجمات على إيران ما زال قائماً، بحسب ما ذكرته الصحيفة، التي قالت إنه من غير المعروف ما إذا كانت الضربات قد ألغيت بسبب رجوع ترامب عن رأيه، أم نتيجة قلق الإدارة من أمور تتعلق باللوجيستيات أو الاستراتيجية.
وبحسب الصحيفة، فإنه حتى السابعة من مساء الخميس، كان المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون في واشنطن يتوقعون ضربة، بعد محادثات مكثفة في البيت الأبيض بين كبار مسؤولي الأمن القومي وزعماء الكونغرس، بحسب مصادر مطلعة.
وكانت العملية في مراحلها الأولى قبيل التنفيذ قبل إلغائها. وبحسب مسؤول في الإدارة الأميركية، كانت الطائرات الحربية في الجو، والسفن في حالة جاهزية، ولكن لم تكن أي صواريخ قد أطلقت عندما جاءت الأوامر بإلغاء العملية.
Twitter Post
|
وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض والبنتاغون رفضا التعليق على الخبر، لكن لم يطلب أحد من "نيويورك تايمز" عدم نشره.
وتحدثت الصحيفة عن انقسام داخل الإدارة حول الضربة، بحسب مصادرها. فكبار المسؤولين، كوزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ومديرة الـ"سي آي إيه" جينا هاسبل، كانوا من المؤيدين لرد عسكري. لكن كبار المسؤولين في البنتاغون، حذروا من أن ضربة كهذه قد تؤدي إلى تصعيد كبير يحمل تداعيات خطرة على القوات الأميركية في المنطقة.
إلى ذلك، منعت الولايات المتحدة، أمس، "حتى إشعار آخر" شركات الطيران المدني الأميركية من التحليق في أجواء الخليج وخليج عمان الخاضعة لسيطرة إيران، وذلك بعيد إسقاط "الحرس الثوري الإيراني" طائرة الاستطلاع الأميركية المسيّرة.
وقالت سلطة الطيران المدني الأميركية في بيان، إنّ هذه القيود مردّها إلى "ازدياد الأنشطة العسكرية وتزايد التوترات السياسية في المنطقة، ما يشكّل خطراً غير مقصود على عمليات الطيران المدني الأميركي واحتمال حصول سوء تقدير أو سوء تعريف".
وأضاف البيان أنّ "الخطر الذي يتهدّد الطيران المدني الأميركي تجلّى في صاروخ أرض - جو الذي أطلقته إيران على طائرة أميركية من دون طيار"، الخميس، فوق مضيق هرمز.
الكونغرس يطالب بدوره
من جهته، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدام شيف، إن الرئيس الأميركي "أصغى بالتأكيد" لما كان لدى المشرعين من رأي حول المسألة، وذلك خلال لقاء له معهم جرى في البيت الأبيض أمس.
وقال شيف، بحسب ما نقلت عنه أسوشييتد برس، إن زعماء الكونغرس شددوا على "الحاجة إلى خفض التوتر"، وحذروا الإدارة من "خطر وقوع عواقب غير محسوبة" وسط ارتفاع حدة التوترات بالمنطقة.
وأضاف شيف في حديثه لوكالة الأنباء أن ترامب "أصغى بالتأكيد لما كان لدينا لنقوله"، لكنه لفت إلى أنه لا يدري كيف سترد الإدارة الأميركية.
ولفت رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي إلى أن الإدارة لا تستطيع الاعتماد على قانون إجازة استخدام القوة العسكرية الذي أقر بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، واصفاً اللقاء بترامب بـ"غير التصادمي".
بدورها، دعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى اعتماد "رد ذكي واستراتيجي"، بتناغم واتفاق مع حلفاء الولايات المتحدة، معتبرة أن منطقة الشرق الأوسط على "خط توتر عال"، وأنه ينبغي على واشنطن فعل كل ما في وسعها لعدم التصعيد، وكذلك أن تكون القوات الأميركية بأمان.
وأبدت بيلوسي عدم يقينها بما إذا كان إسقاط الطائرة المسيرة "مقصودا"، لكنها أضافت أن الديمقراطيين كانوا واضحين في لقائهم مع ترامب بأنه يحتاج إلى تفويض من الكونغرس قبل القيام بأي عمل عسكري يستهدف إيران.
وقال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، إنه أبلغ ترامب خلال اللقاء بضرورة حصول "نقاش جدي ومفتوح" حول المسألة، وضرورة أن تكون للكونغرس "كلمته"، معرباً عن قلقه من "غرق الإدارة في حرب".
رهاب إيران
وفي طهران، نقلت وكالة أنباء العمال عن وزير الدفاع أمير حاتمي قوله، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تحاول خلق حالة "رهاب من إيران".
ونسبت إليه قوله "هناك ظروف معقدة ومريبة في المنطقة. يبدو أن كل هذا يتماشى مع سياسة عامة لخلق حالة رهاب من إيران وخلق حالة من التوافق ضد الجمهورية الإسلامية".