وقالت الصحيفة الأميركية، في تقرير، اليوم الأربعاء، إنّ بن سلمان، تحوّل إلى أخذ المشورة من العادلي، آخر وزير داخلية في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، والمعروف في بلاده بالوحشية والكسب غير المشروع.
ولفتت الصحيفة، إلى أنّ بعض المستثمرين القلقين من خطط ولي العهد السعودي، سحبوا أموالهم من المملكة، كاشفة أنّ بن سلمان سعى إلى مواجهة هروب رؤوس الأموال، من خلال الضغط على المعتقلين وغيرهم لتسليم أصول أموالهم.
ولفتت إلى أنّ ولي العهد السعودي، قدّم حملة الاعتقالات الأخيرة بحق أمراء ووزراء سابقين ورجال أعمال في بلاده، على أنّها حملة ضد الفساد، بينما يسميها المستهدفون حملة ابتزاز.
لكنّ مراقبين لشؤون المنطقة، بحسب الصحيفة، يناقشون ما إذا كان "الاندفاع المتهور" لبن سلمان، وراءه المزيد من الرغبة في تعزيز السلطة قبيل الخلافة الملكية المحتملة، واليأس للحصول على مقابل نقدي من أجل تمويل خططه، أو ببساطة الطموح الذي لم يسبق له مثيل لوضع بصمته في الشرق الأوسط ككل.
وكشفت "نيويورك تايمز" أنّ مسؤولين أميركيين يخشون اندفاع ولي العهد السعودي، محذرين من أنّ علامات "النكسة المحتملة" آخذة في الازدياد.
وقالت الصحيفة، إنّه "على الرغم من حماس الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجاه الأمير السعودي، فإنّ بعضهم في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات، يقولون إنّهم يخشون من أنّ تهوّره، يمكن أن يؤدي إلى إعاقة أهدافه نفسها، وزعزعة استقرار المنطقة".
وفي هذا الإطار، قال فيليب غوردون، منسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض تحت قيادة الرئيس السابق، باراك أوباما، للصحيفة، عن بن سلمان، "لقد قرّر أنّه لن يفعل أي شيء بحذر".
وأضاف غوردون أنّه "إذا كان ولي العهد ينبذ الكثير من الأمراء والأركان الأخرى للنظام، وينتهج صراعات إقليمية مكلفة، ويخيف المستثمرين الأجانب، يمكن أن يقوض آفاق الإصلاحات ذاتها التي يحاول تنفيذها".
ولفتت "نيويورك تايمز"، إلى أنّ المحلّلين يرون أنّ الاعتقالات في السعودية خارج نطاق القضاء، قد جعلت المستثمرين يفزعون بما فيه الكفاية، لإخماد خطط الأمير طرح أسهم عامة لشركة "أرامكو" شركة النفط الحكومية السعودية، في نيويورك أو لندن العام المقبل، وهو الأمر الذي كان حجر الزاوية في خطط إصلاحاته.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ تهديدات ولي العهد السعودي، ضد إيران ولبنان، قد أثارت شبح الحروب، ومخاوف من أنّ الجيش السعودي، الغارق مسبقاً في اليمن، غير مجّهز لخوض قتال، مضيفة أنّ الرياض سوف تضطر إلى الاعتماد على الولايات المتحدة أو إسرائيل في أي صراع جديد.
وتوازياً، بحسب الصحيفة، تهدّد حملة التطهير التي يقودها ولي العهد السعودي في بلاده، بإقصاء أجزاء من العائلة المالكة والنخبة المالية، في لحظة يبدو أنّها تتطلّب الوحدة، إما لتمرير موضوع الخلافة بسلاسة أو مواجهة إيران.
العادلي وتعذيب المعتقلين
إلى ذلك كشفت "نيويورك تايمز"، أنّ 17 شخصاً اُعتقلوا في حملة "مكافحة الفساد"، يحتاجون إلى علاج طبي، بسبب سوء المعاملة من قبل خاطفيهم، وذلك وفق ما نقلت عن طبيب من أقرب مستشفى، ومسؤول أميركي يتابع الوضع.
وكشفت الصحيفة أنّ حبيب العادلي رئيس جهاز الأمن المصري ووزير الداخلية الأسبق، يُقال إنّه أحد مستشاري بن سلمان، وهو المعروف بسمعة وحشية، وتولّيه التعذيب في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
ويقول محامو العادلي، بحسب الصحيفة، إنّه يعتزم الطعن في حكمه الأخير غيابياً في مصر بالسجن سبع سنوات بتهمة الفساد.
وأشارت "نيويورك تايمز"، إلى أنّ مسؤولين في البلاط الملكي السعودي، أرجعوا طلب الصحيفة الحصول على تعليق حول هذه التقارير، إلى سفارة المملكة في واشنطن، حيث قالت المتحدّثة، فاطمة باعشن، إنّ السفارة لا تستطيع تأكيدها أو الاعتراض عليها.
ومع تراجع أسعار النفط في السنوات الأخيرة، بحسب الصحيفة، جمّدت السعودية عدداً من المشاريع، وأنفقت أكثر من ثلث احتياطياتها المالية، مما أدى إلى استنزاف نحو 475 مليار دولار خريف هذا العام، من ذروة بلغت 737 مليار دولار في أغسطس/ آب 2014.
وبسبب معدل الحرق هذا، ليس أمام المملكة سوى بضع سنوات لرفع إيراداتها أو خفض إنفاقها لتفادي أزمة مالية، بحسب "نيويورك تايمز".