صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "نوعان من البشر: تشريح العنصرية العادية" من تأليف دوني بلوندان وترجمة عاطف المولى.
يرى الكاتب أن جميع البشر ينتمون إلى النوع الحيواني نفسه، لأنهم يستطيعون التكاثر في ما بينهم. ومع ذلك، فإن النظرة الغربية للعالم تميّز بين نوعين من البشر: "نحن"، الغرب الأبيض، و"الآخرون" أو الشعوب الملوّنة، العالم الثالث والبدائيون.
ويضيف الكاتب في التمهيد أن "الفصل بين النوعين جذري: فالغرب الأبيض هو التاريخ، بينما تكتسب الشعوب الملوّنة طبيعة جغرافية. توفّر هذه الفرضية أساسًا للعنصرية اللاواعية وتبرّر علاقات الهيمنة ضمن المنظومة العالمية. وتُرصَد تناقضاتها في أغلبية الوثائق الرسمية وفي كتابات العديد من المؤلفين ذائعي الصيت".
يشكّك التحليل الوارد في هذا الكتاب، والمعادي حكمًا للمعتقدات المتأصّلة في الثقافة الغربية السائدة، بعدد كبير من الأفكار التي تعدّ بديهيات وحقائق علمية، وهو يرسم في الوقت نفسه مسارًا أنثروبولوجيًا جديدًا.
من خلال اعتماد عدسة خاصة ببراديغم جديد، تنهار أجزاء كاملة من واقعنا. ذلك أن هذا البراديغم لا ينفي وجود أعراق بشرية فحسب، بل يقول إن البشر لا يتطوّرون بيولوجيًا، وإن السمات العرقية ليست نتيجة تأقلم مع البيئة.
يُذكر أن بلوندان باحث وكاتب كندي درس الأنثروبولوجيا في "معهد غارنو للدراسات العليا" في كيبك، وصدر له "موت المال"، و"الصيادون الحرفيون في بيئة حضرية: تشاكاريتا نموذجًا (كوستاريكا)"، و"تعليم العنصرية في الكتب المدرسية".
أما عاطف المولى،فهو مترجم لبناني كندي من إصداراته: "وثائق السفارة الأميركية بطهران" (1986 - 1990)، و"الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة" لروبرت فيسك، و"الرأسمالية أم الديمقراطية: خيار القرن الواحد والعشرين" لمارك فلورباييه، ورواية "الضفة الأخرى" لجورج أوليفييه شاتورينو.