بالتزامن مع تراجع ثلاثة من أعضاء "الأكاديمية السويدية" التي تمنح جائزة نوبل للآداب عن استقالتهم منذ يومين بعد أن انسحبوا منها احتجاجاً على فضيحة جنسية، أعلنت "جائزة نوبل للآداب البديلة"، القائمة القصيرة للكتاب المرشحين لنيلها، بعد الانتهاء من تصويت الجمهور عبر موقعها الإلكتروني.
لا يمكن فصل الحدثين عن بعضهما، إذ تسعى الأكاديمية إلى استعادة الثقة في عملها ويبدو أن عودة كلّ من سارة دانيوس وكيل إسمبارك وبيتر إنغلوند إليها ومشاركتهم في اجتماعها المزمع عقده خلال الشهر الجاري، يعطي انطباعاً بأن هناك توافقاً يجري بناؤه.
في الوقت نفسه، التزمت الجائزة البديلة بمواعيدها التي حدّدتها مع بداية تموز/ يوليو الماضي فكشفت عن قائمتها القصيرة التي تضمّ أربعة كتّاب هم: البريطاني نيل غايمان، والياباني هاروكي موراكامي، والغوادلوبية ماريز كوندي، والكندية من أصل فيتنامي كيم ثوي.
كما أشارت في بيانها الصحافي إلى أن الإعلان عن الفائز أو الفائزة سيكون في الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، ويتم تسليم الجائزة في مهرجان سيقام في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري.
"الأكاديمية الجديدة" اتبعت طريقة اعتبرتها "أكثر ديمقراطية" لتحديد هوية الفائز بجائزتها حيث اختارت 47 كاتباً ثمّ شُكّلت قائمة بأهم المكتبات والمؤسسات المهتمة بالكتاب في السويد، والتي بدورها أجرت استفتاء حول هؤلاء الكتّاب بعد فتح باب التصويت الإلكتروني بين العاشر والرابع عشر من الشهر الماضي، بحيث يصبح دور الأكاديمية أقرب إلى إشراف عام وإطلاق توصيات بدل اتخاذ القرارات بشكل منفرد وسرّي، على أن تحلّ نفسها في يوم تسليم الجائزة لتشكّل عضويتها من جديد في العام المقبل.
وتنافس المرشحّون هذا العام على ثيمة "حكايا البشر في العالم"، في ما اعتبرته "الأكاديمية": "تسليطاً للضوء على القيم الإنسانية، حيث يستخدم الأدب والشعر كأداة لمحاربة ثقافة الصمت والإضطهاد"، بحسب بيانها.
ضمّت القائمة القصيرة نيل غايمان (1960) والذي اشتهر برواياته وقصصه التي ينتمي جزء كبير منها إلى أدب الخيال العلمي الموجّه للأطفال، وهو ما لم تكن تلتفت إليه الأكاديمية السويدية سابقاً، بينما تتناول ماريز كوندي (1937) في أعمالها الروائية والمسرحية التغيرات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها بلدان بحر الكاريبي حيث يقع بلدها بعد قرون من الاستعمار.
من جهته، كان هاروكي موراكامي (1949) أحد المرشحين البارزين لنيل "نوبل" خلال السنوات الماضية عن رواياته التي تمتاز بالغرائبية والمناخات الفانتازية وتصوّر أبطالاً عاجزين ومصابين بالفقد ما يضفي غموضاً على حياتهم. أما كيم ثوي (1968) فتستمد تفاصيل أعمالها من حياتها الشخصية ووقائع حقيقية عاشتها هي وعائلتها وجيرانهم وأناس حقيقيون هربوا من الفيتنام عندما سيطر الشيوعيون على الحكم.