"نوبل" تُخرج باتريك موديانو من عزلته

باريس

عبد الإله الصالحي

avata
عبد الإله الصالحي
09 أكتوبر 2014
EBD747F5-2FD1-43E4-BFCD-61CFD8B47375
+ الخط -

لم يشكّل الإعلان عن فوز الكاتب الفرنسي باتريك موديانو بجائزة نوبل للآداب مفاجأة كبيرة. ذلك أن الإعلام الفرنسي والإنجليزي تحدثا بإسهاب في الأيام الأخيرة عن حظوظه الوافرة في الفوز بها، هو الكاتب الراسخ في الساحة الأدبية الفرنسية، المعروف برواياته القصيرة ذات الأسلوب الحلمي المتقشّف، المسكونة بحنين غامض لماض صعب الالتقاط، كما نوّهت به الأكاديمية السويدية في بيانها.

موديانو المولود عام 1945 في ضاحية بولون بياونكور الباريسية، نشر روايته الأولى "ميدان النجمة" في سن الثالثة والعشرين، ولاقت فور صدورها استحسان النقاد والقراء. وبعد عقد من الزمن، أي عام 1978، سينال جائزة "غونكور" عن روايته "شارع الحوانيت الغامضة" (صدرت ترجمتها العربية في سلسلة روايات الهلال) التي ستكرّسه كواحد من أهم الروائيين الفرنسيين في جيل ما بعد "الرواية الجديدة".

موديانو هو الكاتب الفرنسي الخامس عشر الذي يحصل على نوبل للآداب. وقد راكم  أكثر من 30 رواية تتناول في غالبيتها موضوع الذاكرة والتباساتها المتشعّبة، وتتوالى مثل نوتات منفصلة، لكن متجانسة ومتكاملة، من معزوفة طويلة ينبش فيها الكاتب بصبر وتؤدة في ذاكرة العالم المحيط به. 

روايته الأخيرة "حتى لا تتيه في الحي"، صدرت الأسبوع الماضي عن دار "غاليمار" الباريسية، ويقارب فيها الموضوع ذاته، أي الذاكرة ودهاليزها وضياع التفاصيل الصغيرة في دروب الحياة. وتحكي الرواية أيضاً عن الكاتب نفسه عبر شخصية جون داراغان، وهو كاتب ستّيني يعيش في عزلة تامة عن العالم، تأتيه مكالمة هاتفية غير متوقّعة من شخص يخبره بأنه عثر على مفكّرته بالصدفة وتعرّف فيها إلى شخصٍ يدعى غي تورستيل، وهو رجل غامض متورّط في جريمة قديمة وغريبة.

موديانو معروف أيضاً بحبه الحياة، بعيداً عن الأضواء. يعيش في الدائرة الخامسة من باريس ويعشق التجوّل ليلاً في حاراتها الضيّقة، ويواظب على الكتابة بانتظام منذ 50 عاماً. قلّما يظهر في وسائل الإعلام، ويفضّل التواري والانزواء، مثله مثل شخصيات رواياته.
المساهمون