"نزهة الكلب": لا شيء غير الحرب

04 نوفمبر 2016
(تعز 2016، تصوير: أحمد الباشا)
+ الخط -

منذ بدء الحرب مطلع العام 2014، تراجعت الإصدارات الأدبية في اليمن بشكل ملحوظ، حتّى بات إصدار عمل روائي أو شعري حالةً غير عادية وسط مشهد الخراب الكبير، الذي لا صوت يعلو فيه على أصوات القذائف والانفجارات.

ومع أن كثيرين يفضّلون أخذ مسافةٍ زمنية من الأحداث للكتابة عنها، إلّا أن الحرب المتواصلة وأجواءها وتداعياتها تخيّم على كثيرٍ من الإصدارات الحديثة، بل إنها تكاد تكون ثيمة مشتركةً بينها، إن بشكلٍ مباشر، أو غير مباشر.

رواية "نزهة الكلب" لـ ريان الشيباني، الصادرة حديثاً عن "دار أروقة للنشر"، في القاهرة، هي إحدى تلك الأعمال السردية التي تقترب من منطقة الحرب لتتلمّس شخوصها وتقارب الحالة الناجمة عنها، وتأثيراتها النفسية والمجتمعية.

يرصد العمل حالة الفوضى التي أنتجتها الحرب، منطلقاً من لحظة سقوط قنبلة كبيرة على مدينة صنعاء، في تاريخ ما، فتُحيل كل شيء إلى رماد. وبين الأنقاض، تنبعث قصّة صداقة بين شابين؛ أحدهما من الجنوب والآخر من الشمال، يحاولان أن يسندا بعضهما لتلافي الأضرار الجسيمة التي خلّفها تداعي الوضع.

تتخلّل مسار العمل حالة فسفسائية تتوزّع بين الحب والخوف والشك والتشاؤم والعدم والتشرّد والجوع، وينتهي الأمر بأحد الصديقين قتيلاً، وبالثاني مساعداً لعجوز مصاب بداء الكلب.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول الشيباني إنه كتب مسودّة عمله الروائي الأول في صنعاء التي غادرها بسبب تدهور الوضع فيها. هكذا، وجد الكاتب الشاب نفسه في تعز، التي تشهد، هي الأخرى، حرباً طاحنة "أكملتُ العمل في المدينة المحاصرة والمنكوبة".

ومع أن الحرب أتت على الهامش الثقافي الرسمي في اليمن، الذي كان ضئيلاً أساساً، إلّا أن هامشاً آخر بدأ يبرز، بظهور أصوات ثقافية يمنية مستقلّة، داخل البلاد وخارجها.

وبعد إعلان دار النشر الوحيدة في اليمن "عبادي"، إغلاق أبوابها، تقوم دار "أروقة" التي أسّسها الشاعر اليمني هاني الصلوي في القاهرة بنشر الأعمال اليمنية وتسويقها. غير أن المؤلّفين لا يتمكّنون من الحصول على نسخهم الورقية، بفعل الحرب والحصار وإغلاق المطارات اليمنية.

المساهمون