"ناعورة الهواء" 2: الدراما التونسية تخترق المحرّمات

أعلن منتج مسلسل "ناعورة الهواء 2" للمخرج التونسي، مديح بلعيد، أنّ المسلسل سيكون أضخم الأعمال الدرامية التونسية في الموسم الرمضاني، مقدّراً كلفته بحوالي 3 ملايين دينار تونسي، وسيشارك فيه حوالي 7 آلاف كومبارس و125 ممثلاً، من بينهم وجوه بارزة في الدراما التونسية، مثل فتحي الهداوي ورؤوف بن عمر وريم الرياحي...
في جزئه الأول، يروي "ناعورة الهواء" قصة بوليسية عن حنان، صاحبة مصحّة خاصة، نكتشف تدريجياً أنها رئيسة عصابة خطيرة تتاجر في زرع الأعضاء والمخدرات والدعارة، وينتهي الجزء الأول بكشف جرائم العصابة وهروب رئيستها.
وسيشهد الجزء الثاني، عودة حنان إلى تونس عام 2014، كما يخبرنا خالد هويسة، أحد أبطال المسلسل، كاشفاً عن طرح مواضيع جديدة، لم يسبق أن تطرّقت لها الدراما التونسية، وقد تكون من المحظورات، سابقاً، في الإعلام التونسي، ومن ضمنها الإرهاب الديني.
وتضيف الممثلة وجيهة الجندوبي إليها موضوع "الفساد السياسي"، التي تقول عن دورها، إنه جديد، ومركّب: "سيراني الجمهور في دور امرأة متحررة تعمل رئيسة تحرير في قناة تلفزية خاصة".
وقد تمّت استشارة مختصين كفرقة مقاومة الإجرام، ومحامين وأطباء علم النفس، خلال كتابة سيناريو العمل.
وسيتواصل تصوير المسلسل إلى حدود الأيام الأولى من شهر رمضان، بين جهة حدائق قرطاج في ضواحي العاصمة التونسية واستوديوهات القناة الوطنية الأولى.
و"ناعورة الهواء 2" إنتاج مشترك بين القناة الوطنية الأولى، التي ستبثّ العمل، وشركة "الضفاف للإنتاج"، لصاحبها نجيب عياد، وتشترك نزلي فريال القلال وسناء البوعزيزي في كتابة السيناريو والحوار.
ولم يتوقّع المتابعون للشأن الفني في تونس أن يعرض الجزء الثاني من المسلسل على القناة الوطنية الأولى، بسبب الاحتجاجات التي شنّها فنّيو ومخرجو القناة منذ أشهر، مطالبين بأن يعود إخراج العمل الدرامي الأكبر لأحد مخرجي القناة، وليس بلعيد.
كما تعرّض المسلسل خلال عرض جزئه الأول على القناة نفسها لحذف مشاهد مختلفة، أهمها مشاهد لشرب الخمر، وهو ما استهجنه جزء من فريق العمل.
وعن إمكانية تكرار ذلك يقول هويسة، إنه يستنكر عملية "قصّ" المشاهد ورقابتها، التي حدثت العام الماضي، مؤكداً أن الأمر لن يتكرر هذه السنة، حسب المعطيات التي مدّهم بها مدير القناة الوطنية الأولى.


إقرأ أيضاً: فريق برنامج باسم يوسف يعيد "التجربة" في رمضان

وحقق مسلسل "ناعورة الهواء" في جزئه الأول نجاحاً حسب النقاد، واحتل المراتب الأولى في نسب المشاهدة، في تنافس مع مسلسل "مكتوب" للمنتج والمخرج، سامي الفهري، خلال رمضان الماضي، كما تُوج بالجائزة الأولى للمسلسلات الاجتماعية منذ أيام، خلال الدورة 16 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، المنظم في مدينة الحمامات التونسية.
لكن الجزء الثاني يجد نفسه هذه السنة في تنافس حاد مع عدد أكبر من الإنتاجات الدرامية، التي تراهن عليها القنوات التلفزية الخاصة، لتحقيق نسب المشاهدة المرتفعة، وبالتالي الربح المادي.